سورية

«نيويورك تايمز»: الحرب والعقوبات تسببتا بدمار كبير في الأراضي الزراعية السورية

| وكالات

أكدت صحيفة «نيويـورك تايمز» الأميركية في تقرير لها أمس، أن الحرب والعقوبات الاقتصادية التي فرضــت على سورية وانخفاض منسوب مياه نهر الفرات تســببتا بدمــار كبير في الأراضــي الزراعيـة في هــذا البلد.
وفي تقرير لها قالت الصحيفة: إن «موجات الجفاف الطويلة والأنهار الجافة تؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المناطق التي دمرها تنظيم داعش الإرهابي والنزاع المسلح» وذلك حسبما ذكرت مواقع إلكترونية معارضة.
ومنذ عام 2011 تشن دول غربية وإقليمية حرباً إرهابية على سورية تستخدم فيها إرهابيين من شتى أصقاع العالم، وقد تسببت هذه الحرب باستشهاد مئات آلاف السوريين ودمار الكثير من البنى التحتية والمؤسسات والمرافق العامة والمنازل إضافة إلى تهجير مئات الآلاف من المواطنين.
ولفتت الصحفية إلى أن «رؤية الفكرة المجردة المعتادة لتغير المناخ تظهر في مظهر رغيف الخبز الذي أصبح لونه أصفر شاحباً بدلاً من الأبيض النقي التقليدي».
ونقلت عن مدير مخبز، «ميديا شيكو» في شمال شرق سورية قوله: «هذه تجربة جديدة بدأناها قبل ثلاثة أو أربعة أشهر، لتجنب نقص الخبز، كان علينا خلطه بالذرة».
وفي بداية الشهر الماضي أقرت ما تسمى «الإدارة الذاتية» الكردية الانفصالية، بخلط الطحين بالذرة الصفراء، بحجة نقص كميات القمح لديها بسبب الجفاف، الأمر الذي ساهم في سوء الخبز بمناطق سيطرتها.
وتسيطر «الإدارة الذاتية» بدعم من الاحتلال الأميركي على مساحات واسعة من الأراضي الغنية بالنفط والقمح في شمال شرق البلاد وتواصل سرقة تلك الخيرات بالتعاون مع الاحتلال، حيث تعتبر محافظة الحسكة خزان سورية من القمح.
وأشارت الصحيفة إلى أنه تتم إراحة العديد من حقول التربة الحمراء من قبل المزارعين الذين لم يعودوا قادرين على تحمل تكلفة البذور أو الأسمدة أو الديزل لتشغيل مضخات المياه لتعويض انخفاض هطل الأمطار في السنوات السابقة.
ونقلت الصحيفة عن مزارعين و«مسؤولين» وجماعات إغاثية: أن «القمح الذي يزرعونه رديء الجودة ويباع بسعر أرخص بكثير مما كان عليه قبل عامين قبل الجفاف الحالي».
وسبق أن وزعت منظمة غير شرعية مدعومة من قوات الاحتلال الأميركي بذار قمح مشبوهة مجهولة المصدر على عدد من الفلاحين في القرى الواقعة بشمال شرق الحسكة، على حين حذرت مديرية الزراعة بالحسكة من استخدام تلك البذار، وأكدت أنها وباء وجائحة مرضية خطرة على التربة.
من جهته، قال المحلل الإستراتيجي في منظمة إنقاذ الطفولة في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية مات هول حسب الصحيفة: إن «قضية تغير المناخ هذه مدمجة مع قضايا أخرى، لذا فهي ليست القضية الوحيدة».
وأضاف: «هناك حروب وعقوبات والاقتصاد مدمر ولم تعد المنطقة تملك أموالاً لذا لا يمكن استعادة الركود باستيراد القمح».
وتفرض أميركا ودول أوروبية إجراءات اقتصادية قسرية جائرة أحادية الجانب على الدولة السورية بسبب رفضها لإملاءات تلك الدول التي تدعم الإرهاب في هذا البلد، على حين تستهدف هذه العقوبات بالدرجة الأولى لقمة عيش الشعب السوري.
ولفتت الصحيفة إلى أن نهر الفرات وأكبر رافد له نهر الخابور نما منذ آلاف السنين، والذي يعد من أقدم المستوطنات الزراعية في العالم، ولكنه جف الآن.
ومنذ صيف العام الماضي انخفض منسوب المياه في نهري دجلة والفرات إلى مستويات قياسية بعد قيام النظام التركي بحجب حصة سورية والعراق من مياه النهرين وتخفيض التدفق المائي الوارد من تركيا إلى سورية لنحو 200 متر مكعب بالثانية، مما تسبب في تعطيل مرافق الطاقة الكهرومائية وتزايد التلوث إلى مستويات جعلت المياه غير صالحة للشرب، فيما تقدر منظمات إنسانية أن 12 مليون شخص قد تضرروا جراء ذلك، مؤكدة أن هذه الأزمة قد تقلب التوازن في النظام الغذائي وسبل العيش للمنطقة بأكملها، حسبما ذكر موقع هيئة الإذاعة العامة الدولية الأميركية «pri. org» في الحادي عشر من شهر أيلول من العام الماضي.
ووقعت سورية والنظام التركي اتفاقيــة في عام 1987، نصت على تعهــد الجانب التركي بأن يوفر معدلاً مــن الميــاه يزيد علــى 500 متر مكعب في الثانيــة للجانــب السوري، وبعد ذلك بعامين اتفق الجانب السوري مع العراق على تمرير 58 بالمئة من مياه الفرات نحو الأراضي العراقية مقابل 42 بالمئة لسورية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن