الأولى

موسكو أكدت أنها لا تريد حتى نطقها.. واشنطن: لن نتنازل عن أي أراضٍ أوكرانية من أجل تفادي نشوب حرب كبيرة! … بوتين وماكرون يتفقان على عقد لقاء لتحديد النظام العالمي الجديد والأمن في أوروبا

| الوطن- وكالات

تواصلت وتيرة التصعيد والتوتر على الحدود الشرقية لأوكرانيا مع إصرار كييف على تنفيذ هجومها العسكري وقصفها بدعم أميركي منقطع النظير لمناطق دونتيسك ولوغانسك المعلنتين ذاتياً، في محاولة أميركية مستميتة لإشعال حرب على حدود روسيا، سخرت لأجلها حتى الآن ما يكفي من مواعيد وأكاذيب عهدت استخدامها في كل معركة تفتعلها لخدمة مصالح شركاتها وانتخاباتها.

التصعيد الميداني والإعلامي، ترافق بالأمس مع تقدم في مسار الاتصالات الدبلوماسية التي قادتها فرنسا، حيث أجرى الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي إيمانويل ماكرون محادثة هاتفية أكد فيها بوتين أن كييف ترفض بشدة تنفيذ اتفاقيات مينسك، وبأن إمداد حلف الناتو لأوكرانيا بالسلاح يدفعها لحل الأزمة في دونباس عسكرياً، وعلى الولايات المتحدة وحلف الناتو التعاطي بجدية مع مطالب روسيا الأمنية وتقديم إجابات موضوعية.

من جهته كشف قصر الإليزيه عن محادثات مرتقبة خلال الساعات المقبلة بين الرئيسين الفرنسي والأميركي والمستشار الألماني، وقال في بيان له حول الاتصال بين بوتين وماكرون، إن «الرئيسين اتفقا خلال المكالمة التي استمرت لمدة ساعة و45 دقيقة، على تعزيز العمل الدبلوماسي من أجل المضي على أساس المحادثات الأخيرة التي شاركت فيها جميع الأطراف المعنية، وعقد لقاء على أعلى مستوى لتحديد النظام العالمي الجديد والأمن في القارة الأوروبية».

كما أعلن الإليزيه أن وزيري الخارجية الروسي والفرنسي سيجريان اليوم محادثة هاتفية وسيلتقيان خلال الأيام المقبلة، لبحث تعزيز الجهود الدبلوماسية بين البلدين، بهدف تحديد نظام جديد للسلام والأمن في أوروبا.

وعلى حين استبعد وزير الدفاع الأوكراني أليكسي ريزنيكوفشن أن تشن روسيا هجوماً على بلاده خلال الأيام المقبلة، واعترف في تصريحات تلفزيونية بأنه وحتى هذه الساعة، لم يتم تشكيل قوة هجومية من جانب روسيا في أي من المدن التي يحيطون فيها بأوكرانيا، لذلك فإنه من غير المناسب القول إنه سيكون هناك هجوم غداً أو بعد غد، وأكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أن بلاده لن توافق على التنازل عن أي أراض أوكرانية بهدف تجنب الحرب، معتبراً بأن روسيا تنفذ «قرار الغزو» الذي اتخذه رئيسها فلاديمير بوتين!

وفي مقابلة مع قناة «CBS» رفع بلينكن سقف تصريحاته مستدعياً المزيد من التصعيد، وقال: «إن الولايات المتحدة لن توافق على التنازل عن أي أراض أوكرانية من أجل تفادي نشوب «حرب كبيرة»، معلناً بأن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، مستعدة لتوسيع مساعدتها لأوكرانيا، بما في ذلك الدعم العسكري، في حال تعرضها لعملية غزو من قبل روسيا، مضيفاً: «كل ما نراه يشير إلى أن ذلك خطير جداً وإلى أننا على وشك مشاهدة غزو».

من جهتها أكدت وزارة الدفاع الأميركية أن الرئيس الروسي، لا يمكنه أن يتخذ قراراً حول إمكانية انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو، فيما قال الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبيرغ: «إن الحلف لا يحدد تواريخ محددة لانضمام أوكرانيا المحتمل إليه».

بدوره ذكّر الناطق باسم الكرملين ديميتري بيسكوف بأن روسيا لم تكن البادئة بأي هجوم على مدار التاريخ، ولا تريد حتى أن تنطق بكلمة «حرب»، متسائلاً: «ما هو الهدف من قيام روسيا بمهاجمة أحد ما»؟

ولفتت وزارة الخارجية الروسية من جهتها إلى أن الاتهامات الغربية الكاذبة بشأن روسيا تعيد للذاكرة العديد من الأمثلة التاريخية التي تفيد اختلاق الذرائع للقيام بأعمال عدائية كما شهدنا في سورية والعراق.

ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن الخارجية الروسية قولها في تقرير لها أمس: «زادت الاتهامات والفبركات المزيفة والملفقة والمكررة في عدد من وسائل الإعلام الأميركية والأوروبية عدة مرات حيث يلقي الغرب المزيد من التواريخ الجديدة للهجوم الروسي المزعوم على أوكرانيا».

وأكد التقرير أن من بين الأمثلة الحية الأخيرة حول هذه المزاعم الكاذبة فبركات «الخوذ البيضاء» في سورية التي سعت إلى خداع العالم واتهام الدولة السورية بالإبادة الكيميائية الجماعية، إضافة إلى الفبركات الإعلامية التي قامت بها الدول الغربية والولايات المتحدة بحق دول وأنظمة عربية ومنها العراق عندما خرج كولن باول وبيده مادة «نووية» قيل إنها من المصنع العراقي الأمر الذي مهد بشكل واضح لغزو العراق وتدميره.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن