ثقافة وفن

«غريندايزر» يرحل عن عالمنا … سامي كلارك صوت من الزمن الجميل يخترق الذكريات

| سارة سلامة

سامي كلارك فنان من أيام الزمن الجميل يغادر عالمنا بعد أن رافق طفولة جيل كامل، حيث أدى بصوته شخصية «سيلفر» قرصان جزيرة الكنز فأحبته الناس رغم أنه قرصان، كما اشتهر بدبلجته لشخصية «غرندايزر» هذا العمل الكرتوني الذي شكل حالة عارمة من الجمهور، الكبير والصغير ينتظران عرضه عند كل يوم جمعة في الساعة الثانية بعد الظهر موعد بث القناة الأرضية في سورية.

كما ترك إرثاً مهماً من خلال أغاني الحب والغزل بصوته الأنيق.. ليودعه جمهور وجيل كبير عبر مواقع التواصل عبر ذكريات عالقة في البال، وداعاً سامي كلارك أو سيلفر البطل وغرندايزر الخارق.

شهرة واسعة

هذا الفنان المميز صاحب الصوت العميق والقوي ربما لم ينل قدره الحقيقي من الشهرة والانتشار رغم كل نجاحه، حيث توفي الفنان اللبناني كلارك عن عمر ناهز الـ74 عاماً في مستشفى الروم في لبنان نتيجة تعرضه لأزمة قلبية بعد مسيرة فنية حافلة.

صاحب أغنية (آه على هالأيام) من مواليد لبنان عام 1948 وهو موسيقي ومغن ومطرب تميز بصوته الأوبرالي ويعتبر واحداً من أهم الفنانين العرب في مجال الأغنية الأجنبية.

وقدم الفنان كلارك الكثير من الأغاني الجميلة ولعب دوراً مهماً في أواخر السبعينيات والستينيات، فأصدر ألبومات متعددة حققت شهرة واسعة له في أنحاء الوطن العربي ومن أهم هذه الأغاني (تتذكري) و(قاضي الغرام) و(أنا جاي من الأحزان) وغيرها.

غنى كلارك أيضاً بالفرنسية والإيطالية والأرمنية واليونانية والألمانية والروسية ونجح في المزج اللغوي بالغناء بين العربية وغيرها كما شارك في غناء شارات بعض مسلسلات الكرتون في الثمانينيات من القرن الماضي مثل (غريندايزر وجزيرة الكنز).

غادر كلارك بعدما قدم للمكتبة الموسيقية مئات الأغنيات حقق بعضها نجاحاً كبيراً وخصوصاً في ثمانينيات القرن العشرين، وبعد مسيرة فنية مميزة عمل فيها كموسيقي ومطرب وموسيقار.

وأفادت وسائل إعلام لبنانية، أن كلارك توفي يوم الأحد الفائت في مستشفى القديس جاورجيوس في بيروت، حيث كان يُعالَج بسبب مشكلة في القلب.

وكان كلارك يعاني مشكلات صحية في السنوات الأخيرة، وخضع عام 2019 لجراحة القلب المفتوح.

بدايته

ولد سامي كلارك في قرية «ضهور الشوير» في 19 أيار عام 1948، واسمه الحقيقي سامي حبيقة ولُقّب بـ«كلارك» تسهيلاً لنطق الاسم باللغات الأجنبية.

وانطلق في مجال الموسيقا في أواخر ستينيات القرن الماضي بعد سنوات قليلة من التحاقه بكلية الحقوق في الجامعة اليسوعية في بيروت من دون التخرج فيها.

وعندما بلغ من العمر 18 عاماً، التحق بالخدمة الإلزامية، وانضم إلى الفرقة الموسيقية العسكرية، والتي ساعدته على إبراز موهبته في الغناء والموسيقا.

أتقن سامي كلارك الغناء بعدة لغات أجنبية، وظهرت براعته في دمج اللغة العربية بهذه اللغات في مجموعة أعمال شديدة التميز والتنوع.

حبه للموسيقا، لم يكن أبداً وليد المصادقة، إذ شجعته والدته إميلي توفيق سلهب، وخاصة أنها كانت تجيد العزف على البيانو، ومهدت له الطريق كي يحفر اسمه بحروف من ذهب بين صنّاع الموسيقا في العالم.

رغم تشجيع الأم، واجه سامي كلارك صعوبة في إقناع والده بحلم الغناء، حيث طلب منه والده الالتحاق بكلية الحقوق اليسوعية في بيروت، واستجاب سامي لرغبة والده، وبعد عامين، شعر بعدم القدرة على مواصلة الدراسة، فقرر الانسحاب والبحث عن حلم الغناء الذي يعشش ويتمدد بداخله.

لغات كثيرة

وبدأ في خطواته الأولى بمجال الأغنية الغربية، ونجح في تحقيق الشهرة وخصوصاً بفضل تعاونه مع المؤلف الموسيقي إلياس الرحباني الذي منحه فرصة المشاركة في مهرجانات عالمية عدة، وقد أثمر التعاون بينهما أعمالاً لاقت نجاحاً، وخصوصاً أغنية «موري موري» بالإنجليزية.

وفي رصيد كلارك نحو 700 أغنية تنوعت بين أنماط مختلفة، منها العاطفي والوطني وأغنيات الأطفال، من أشهرها «آه على هالأيام» و«قومي تنرقص يا صبية» و«قلتيلي ووعدتيني».

وفي محاولة لإعادة إحياء أغاني الزمن الجميل، شكّل كلارك مع كل من عبدو منذر والأمير الصغير فرقة «The Golden Age» أو «نجوم العصر الذهبي» حيث أقام الثلاثي العديد من الحفلات الفنية في العديد من المناطق اللبنانية.

جوائز متعددة

لكنّ انتشار سامي كلارك القوي في العالم العربي يعود خصوصاً لغنائه شارات مسلسلات كرتونية حققت نجاحاً كبيراً في ثمانينيات القرن الماضي ولا تزال تتردد حتى اليوم، أبرزها «غريندايزر» الذي غنى له أغنية المقدمة والنهاية، و«جزيرة الكنز» إضافة إلى بعض الإعلانات.

ويزخر سجله بجوائز كثيرة من مهرجانات موسيقية عالمية في بلدان عدة بينها ألمانيا وفرنسا واليونان والنمسا.

كما كان كلارك من أوائل الذين خاضوا غمار الأغنية المصورة في بدايات انتشار التلفزيون في العالم العربي.

ورغم التراجع الكبير في إنتاجاته الفنية اعتباراً من تسعينيات القرن العشرين، استمر سامي كلارك في الإطلالات الإعلامية مع تقديم بعض الأعمال المتفرقة.

كما تركز ظهوره أخيراً على الساحة الفنية المحلية من خلال حفلات أحياها ضمن فرقة ثلاثية حملت اسم The Golden Age «العصر الذهبي» مع زميليه المغنيين اللبنانيين الأمير الصغير وعبده منذر.

وبقي كلارك حتى الأسابيع القليلة الماضية يحضّر لأعمال فنية جديدة، بينها إعلانه نهاية العام الماضي عن الإعداد لنسخة جديدة من أغنية الشارة لمسلسل «غريندايزر» مع فرقة سمفونية من بولندا بإشراف الملحن الإماراتي إيهاب درويش.

أبرز الأعمال

من الأغاني الجميلة التي قدمها: «آه على هالأيام، قومي تنرقص يا صبية، موري موري، بتتذكري، وطني الحب وطني النار، قاضي الغرام، أنا جاي من الأحزان، موطني موطني، قلتلي ووعدتني، خبي عيونك خبيها، الليلة بدي أتزوج، دلونا، في مخبئي الهادئ، قومي تا نرقص، قلتيلي وعدتيني».

كما أدى أغنية المسلسل الكرتوني الشهير جزيرة الكنز، وأغنية المسلسل الكرتوني الشهير غراندايزر، وأغنية المسلسل الكرتوني «السبع المدهش حول العالم في ثمانين يوماً»، وأغنية شارة مسلسل كشف الأقنعة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن