سورية

خلال مؤتمر صحفي مشترك في موسكو.. لافروف أكد أهمية تقديم مساعدة دولية لدمشق … المقداد: علاقاتنا تتعزز وناقشنا الأوضاع الدولية وانعكاسها على منطقتنا

| وكالات

أكد وزير الخارجية والمغتربين، فيصل المقداد، أمس، أن الأساليب التي يستخدمها الغرب ضد روسيا، استخدمها ذاتها عندما خاض حربه الإرهابية على سورية، على حين شدد نظيره الروسي سيرغي لافروف على عدم السماح للمحاولات الغربية بإعاقة عمل وجهود موسكو ودمشق المشتركة في إطار تعاونهما الإستراتيجي، وأكد على أهمية تقديم مساعدة دولية إلى الحكومة السورية لإعادة الإعمار.
وخلال مؤتمر صحفي عقده مع لافروف في موسكو، عقب اجتماع لهما، أكد المقداد أن العلاقات بين سورية وروسيا تتعزز باستمرار لإيمان كل بلد بصحة مواقف البلد الآخر ولثبوت أن سياستهما تساعد في تحسين الأوضاع في المنطقة والعالم، وذلك حسب ما ذكرت وكالة «سانا» للأنباء.
وقال: «على الرغم من أن الظروف التي تمر بها أوروبا ليست على ما يرام وخاصة في إطار ما تقوم به الدول الغربية من تشجيع على شن الحروب وعلى انتهاك الاتفاقيات، فإن اللقاء كان مفيداً جداً لمناقشة الأوضاع الدولية ومواقف الاتحاد الروسي تجاهها وانعكاس ذلك على الوضع في منطقتنا وفي دول العالم».
وأكد على دعم دمشق للمواقف التي عبر عنها الرئيس فلاديمير بوتين والمصداقية التي تعامل بها مع هذه القضايا من حرص أساسي على التزامات روسيا الدولية وفي إطار المنظمات الدولية، معرباً عن إدانته لكل محاولات التعبئة والهجوم والتضليل والأكاذيب والإرهاب الإعلامي الذي مارسته الدول الغربية خلال الأيام والأسابيع الماضية لتشويه صورة روسيا.
وأوضح المقداد، أن الأساليب التي يستخدمها الغرب ضد روسيا استخدمها ذاتها عندما خاض حربه الإرهابية على سورية.
وأشار إلى أنه ناقش مع لافروف القضايا المتعلقة بالإجراءات الاقتصادية الغربية القسرية المفروضة على سورية والتي تحرم الطفل السوري من لقمة الخبز والحليب لتحقيق أهدافهم العدوانية التي عجزوا عن تحقيقها عبر دعم الإرهاب، لافتاً إلى أن «سورية كانت تحقق قبل بدء الحرب الإرهابية المدعومة من هذه الدول الغربية تنمية تصل إلى 9 بالمئة سنوياً».
ولفت إلى أن ما يتم الآن في سورية وفي أوكرانيا هو دفع باتجاه حروب لا تخدم إلا المؤسسات الغربية، وقال: «مازلنا نواجه الاحتلال التركي لإدلب والدعم الذي يقدمه النظام التركي للمجموعات الإرهابية، كما تابع الجميع مؤخراً إعلان الولايات المتحدة عن قتلها المتزعم الثاني لتنظيم داعش الإرهابي على الأراضي التي يحتلها النظام التركي بعدما كانت قتلت المتزعم الأول على بعد أمتار من المكان الذي قتلت فيه المتزعم الثاني»، مشيراً إلى أن الغرب حاول تغييب حتى الإشارة إلى هذا الجانب في إعلامه الذي لم يعد إعلاماً أخلاقياً غير منحاز يتمسك بالحقيقة.
وأكد، أنه لن يتم التسامح مع الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية «وسيعرفون أنه سيتم الرد عاجلاً أم آجلاً ونحن قادرون على أن نرد الصاع صاعين».
وأشار المقداد إلى أن أميركا ومن خلال وجودها غير الشرعي في شمال شرق سورية لا تدعم فقط الأجندات الانفصالية، بل شردت في المعارك الأخيرة في الحسكة 400 ألف سوري وتواصل الاستثمار بالإرهاب.
من جهته أوضح لافروف أنه بحث مع المقداد موضوع المساعدات الإنسانية والخطط المشتركة في مجالات التعاون الثنائي، مؤكداً حرص موسكو على مواصلة هذا التعاون في إطار اللجنة الحكومية المشتركة الروسية- السورية، في حين نقل موقع قناة «روسيا اليوم» عنه قوله: «نحن متفقون على أن الأهمية الأساسية تتمثل خلال المرحلة الراهنة في تقديم مساعدة دولية لدمشق لأغراض إعادة الإعمار في مرحلة ما بعد النزاع بما لا يشمل الرد في المجال الإنساني فحسب وإنما كذلك تنفيذ مشاريع إعادة الإعمار المبكرة للبنية التحتية الاجتماعية الاقتصادية، وهو ما يقضي به القرار 2585 الذي أقره بالإجماع مجلس الأمن للأمم المتحدة».
وأشار لافروف حسب «سانا» إلى أنهما بحثا أيضاً تحقيق التسوية الشاملة وضرورة حل الأزمة سياسياً وفق حوار سوري- سوري بعيداً عن أي تدخل خارجي، مشدداً على ضرورة عدم فرض شروط مسبقة على عمل لجنة مناقشة الدستور أو تحديد أطر زمنية مصطنعة لها.
واستنكر لافروف العقوبات التي تفرضها الدول الغربية على سورية والتي فاقمت معاناة شعبها، مشيراً إلى أن الغرب يواصل عرقلة عودة المهجرين رغم تهيئة الدولة السورية الظروف اللازمة، ومؤكداً ضرورة تقديم المساعدات الإنسانية لمحتاجيها بعيداً عن أي تسييس.
وشدد على ضرورة تعزيز قدرات سورية لمواجهة الخطر الإرهابي الذي يأتي من المناطق غير الخاضعة لسلطة الدولة السورية.
وأكد أن بلاده تستنكر بشدة الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، محذراً من أن مثل هذه الاعتداءات قد تؤدي إلى تصعيد حاد في المنطقة بأسرها مشدداً على ضرورة وقفها.
وأشار إلى أن الوجود غير الشرعي لأميركا في سورية يمنع حكومتها من الوصول إلى موارد البلاد ويشجع النزعات الانفصالية.
وحول عودة سورية إلى الجامعة العربية، قال لافروف: «ندعم عملية عودة سورية إلى الأسرة العربية والجهود التي تتخذها دمشق لعودة علاقاتها مع الدول العربية».
وقبل ذلك، أكد المقداد في مستهل لقائه لافروف دعم سورية لكل الجهود التي بذلها الرئيس بوتين والقيادة الروسية من أجل تجاوز الأزمات التي يدفع الغرب باتجاه تفجيرها في هذه المنطقة الحساسة من العالم.
من جهته، أكد لافروف مواصلة العمل المشترك الهادف إلى تحقيق حل سياسي للأزمة في سورية يضمن الحفاظ على سيادتها واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها وقال: «لن نسمح للمحاولات الغربية بإعاقة عملنا وجهودنا المشتركة في إطار تعاوننا الإستراتيجي».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن