رياضة

حصيلة ضبابية في مرحلة ذهاب الدوري الكروي الممتاز … سوء إدارة ومستوى هزيل والمنافع الشخصية طغت على الموقف

| ناصر النجار

انتهى ذهاب الدوري وتموضعت فرقنا في أربعة طوابق، طابق يشغله المتصدر والوصيف، وطابق آخر يشغله الجيش والوحدة وهما بعيدان عن المنافسة وخطر الهبوط حتى الآن على الأقل وطابق رابع يشغله النواعير وعفرين صاحبا المركزين الأخيرين في الدوري الممتاز، أما الطابق الثالث فيضم ثمانية فرق هي: الكرامة وجبلة والطليعة والاتحاد والفتوة وحرجلة وحطين والشرطة، وهذه الفرق مهددة بالهبوط، والتنافس بينها على تفادي الهبوط سيكون كبيراً وساخناً.

هذا العدد الكبير الذي كان حصيلة مرحلة الذهاب يدل على أن الفرق كلها أو أغلبها في مستوى واحد وقد وضعت أقدامها تحت رحمة الهبوط، فهل هناك عاقل يتصور أن عشرة فرق مهددة بالهبوط وفريقين يتنافسان على اللقب، وآخرين لا علاقة لهما بهؤلاء أو هؤلاء.

وهذه الخريطة السوداء للدوري تشير إلى تواضع المستوى وضعف الأداء.

والفوارق البسيطة بالنقاط وخصوصاً الفرق الثمانية تجعل هذه الفرق على شفا حفرة من الهبوط، أما النواعير فمهمته صعبة وعفرين مهمته صعبة جداً وفي رصيده أربع نقاط فقط.

ولكن إذا نظرنا إلى جدول ذهاب الموسم الماضي لوجدنا أن الفتوة احتل ذيل القائمة بأربع نقاط ثم انتفض في الإياب ونجا، ووجه الاختلاف بين الأمس واليوم أن الهبوط في الموسم الماضي كان لفريقين، بينما هذا الموسم سيهبط أربعة فرق.

لذلك كما قلنا فإن المواقف ستكون صعبة، لذلك من المتوقع أن تكون مرحلة الإياب أكثر حماساً ومنافسة واشتعالاً، وتناهى إلى أسماعنا أن اللجنة المؤقتة ولاعتبارات هذا الموسم قد تطرح إلغاء الهبوط لأربعة فرق والإبقاء على فريقين على المؤتمر الاستثنائي التي ستعقده منتصف آذار القادم، المبرر الذي لم يعلن عنه هو تجنب مشاكل الدوري الذي ستنجم عن المنافسة الشديدة، أما المبرر المعلن فسيكون بسبب توقيفات الدوري العديدة والطويلة وبسبب الأزمات المالية والإدارية الكثيرة التي عانت منها أغلب أنديتنا وانعكست بالتالي على الفرق، فكانت مرحلة مضطربة عاشت فيها كرتنا انعدام الوزن وقد تم وصفها بأسوأ المراحل التي مرت على كرتنا بكل مؤسساتها، وحتماً فإن الاتحاد الكروي الجديد لن يستطيع إنقاذ هذا الموسم مهما كان ناضجاً وخبيراً وسيتابع ما تبقى من نشاط كما هو، لذلك علينا نسيان هذا الموسم بكل تفاصيله صغيرها وكبيرها.

اضطراب إداري

من الصعب أن نجري تقييماً لمرحلة الذهاب وما قدمته الفرق ما دام الدوري كان ضعيفاً وفاقداً لكل الإمكانيات وللمقومات وقد ظهرت أغلب مبارياته بعيدة عن المستوى المتوقع فلا أداء ينعش القلب أو يدفع إلى التفاؤل.

وإذا ابتعدنا قليلاً عن الفرق، فإن مؤسسات كرة القدم الأخرى وهي الركيزة المهمة في البناء والتطوير ودورها قيادي وبارز في نجاح المسابقات أو فشلها كانت في خبر كان هذا الموسم، فظهرت ضعيفة بقراراتها مضطربة في متابعتها وعديمة الفاعلية.

فاللجنة المؤقتة الحالية وقبلها اتحاد كرة القدم المستقيل لم يهتما بالمسابقات المحلية كما يجب وكانت النشاطات وخصوصاً الدوري الممتاز يقام أوقات الفراغ وكان التركيز في المقام الأول على المنتخبات، وللأسف انطبق علينا مقولة (ما طال عنب الشام ولا بلح اليمن)، فما أفلح القائمون على كرتنا مع المنتخبات الوطنية ولم يحققوا أي فائدة من المسابقات الرسمية التي جاءت مقطعة الأوصال، ركيكة في تنظيمها، ضعيفة في مستواها.

ولتكتمل الفصول السيئة فإن المشهد التحكيمي كان في أسوأ صورة، فرأينا بأم أعيننا الأخطاء التحكيمية المؤثرة والصراع الواضح للعيان والقائم داخل اللجنة بين أعضائها وساهم تغيير لجنة الحكام أثناء الموسم بتبديلات وتطورات لم تكن مفيدة للمسألة التحكيمية فاللجنة الجديدة استقدمت حكامها الموالين لها، واستبعدت بعض الحكام الموالين للراحلين وقلصت الكثير من مهامهم، وكأننا نرى أن العملية التحكيمية مرهونة بمدى ولاء الحكام للأشخاص وهي مكان خصب لتصفية الخلافات الشخصية وتناسى القائمون على هذا المفصل المهم عوامل الخبرة والكفاءة والنزاهة.

أما المقيّمون للحكام فحدث ولا حرج، وكان تكليفهم هو عملية لتبادل المنافع فقط، ولو كان المقيّمون يقومون بدورهم الإيجابي في المهام المنوطة بهم لتقلصت أخطاء الحكام كثيراً، لكن هؤلاء اقتصرت مهامهم على حضور المباريات وقبض الأجور وهناك (كم) جملة كلاسيكية يكتبونها في تقاريرهم أما العلامة فهي متعلقة بالعلاقة الشخصية والمواقف السابقة بين المقيّم والحكام.

المصالح الشخصية والمنافع المتبادلة هي كانت العلاقة السائدة في كل مفاصل كرة القدم وهذا الأمر لم يقتصر على موضع تعيين الحكام ومراقبة أدائهم، ولا على أهلية المراقبين ومدى صدقهم في كتابة التقارير ونقل الأحداث كما هي دون إخفاء بعض المعلومات المؤثرة أو الحالات المثيرة للجدل والتي تستوجب أن يقف القائمون على الدوري أمامها كثيراً.

من هنا وجدنا أن أمور الدوري كانت (سايبة) وأن أحداث الدوري لم تأخذ حقها الشرعي بالضبط والانضباط، وكم من مباراة شاهدنا بعض أحداثها عبر الهواء مباشرة ولم يكتب المراقب أي شيء تجاه هذه الأحداث فتم تقييدها ضد مجهول.

وهذا الأمر جرى في الدوري الكروي الممتاز المسلط عليه الأضواء من كل حدب وصوب، فكيف بنا بدوري الشباب الممتاز أو بدوري الدرجة الأولى، ولم تقتصر الفوضى على حالات شغب ومحاولة اعتداء على الحكام وشتم أغفلها المراقبون والحكام بالتراضي بعد (تبويس الشوارب) فإن الكثير من الملاعب عابها الفوضى وسوء الإدارة والتنظيم، ومنها وجود أشخاص على مضمار الملعب ليس لهم علاقة بالمباراة، ووجود أشخاص حولوا مضمار الملعب إلى سيران فأقاموا الولائم وعمروا النرجيلة وهكذا ولم نجد أي إجراء تجاه هذه المخالفات المثبتة لدينا بالصور والوثائق.

وتعدلت القرارات وتبدلت، فمن غرامة خمسة ملايين على نادي الوحدة لإقامة مباراته مع النواعير بجمهور، إلى غرامة مليون ليرة على نادي الاتحاد للسبب ذاته، فلماذا التفاوت في مثل هذا القرار علماً أن الحالة واحدة.

حتى المباريات التي أقيمت بلا جمهور تم خرقها وقد دخل العديد من الجماهير إلى هذه المباريات دون أن يجدوا من يردعهم أو يحمي قدسية القانون.

بالمختصر كان هناك الكثير من الخلل وسوء الإدارة والموضوع لا ينتهي بأسطر وتقرير أو تحقيق وللحديث بقية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن