واصل الاحتلال التركي ما اصطلح على تسميته بـ«حرب المسيّرات» التي يستخدم فيها طائرات من دون طيار لاستهداف متزعمين من ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الانفصالية، في مناطق سيطرتها شمال وشمال شرق سورية، إلا أن وجهتها الجديدة تركزت في منطقة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي بعدما استخدمت لمرات عديدة في منطقة عين العرب مؤخراً في الريف ذاته.
وأفادت مصادر محلية في منبج، التي تقع تحت سيطرة «قسد» لـ «الوطن»، بأن طائرة مسيّرة تابعة للاحتلال التركي قصفت أمس أهدافاً للميليشيات في ريف المنطقة الشمالي الغربي عند خطوط جبهات تفصلها عن مناطق نفوذ ما يسمى «الجيش الوطني» الموالي للاحتلال التركي في المناطق التي يحتلها شمال وشمال شرق البلاد، وتعتبر خط تماس لمناطق تمارس فيها عمليات التهريب عند خط الساجور الفاصل بين الجبهات.
وأشارت إلى أن القصف طال نقطتين تابعتين لـما يسمى «مجلس منبج العسكري»، التابع لـ«قسد» في محيط بلدتي محسنلي وعرب حسن اللتين عادة ما تتعرضان لقصف ممنهج من الاحتلال التركي لتهجير سكانهما، الأمر الذي أدى إلى تفاقم حركة الهجرة باتجاه مدينة منبج.
وتوقعت المصادر وقوع قتلى في صفوف متزعمي «المجلس»، جراء قصف الاحتلال التركي بدليل قدوم سيارات إسعاف إلى مكان القصف، من دون التأكد من صحة المعلومة بسبب فرض «المجلس» طوقاً أمنياً مكثفاً حول نقطتي التفجير، وهو ما لم يتطرق إليه بيان المركز الإعلامي لـ «المجلس»، والذي اكتفى بالقول: إن طائرة مسيّرة تابعة للاحتلال التركي قصفت البلدتين وأنها «لا تزال تحوم في الأجواء على خطوط جبهات منبج».
وذكرت أن قصفاً صاروخياً جرى تبادله بين مسلحي «المجلس» و«الجيش الوطني» عند محاور ريف منبج الشمالي الغربي ومحاور أخرى بريف مدينة جرابلس الجنوبي الغربي، بالتزامن مع استهداف المسيرة التركية للبلدتين، من دون معرفة حجم الخسائر في صفوف الطرفين.
وسبق أن تعرضت جبهات منبج أربع مرات لقصف الاحتلال التركي، إلا أن مدينة عين العرب وريفها الشرقي تعرضت بشكل متكرر لاستهداف المسيرات، التي استعرت حربها في كانون الثاني الماضي، وقتلت عدداً من متزعمي «قسد» خلال ضربات جوية مركزة في أسبوعين متتاليين. إلا أن الحدث الأبرز تجلى بمقتل 6 من مسلحي ما يسمى «الشبيبة الثورية»، التابعة لـ«قسد»، بينهم متزعمان وجرح 4 آخرون في استهداف مسيرة للاحتلال التركي أحد مقراتها داخل مدينة عين العرب في 25 كانون الأول الفائت.
وسبق للمسيرات التركية أن قتلت أحد متزعمي «قسد» داخل سيارة في حي الهلالية بمدينة القامشلي في 9 تشرين الثاني المنصرم بعد استهداف مقر آخر لها قرب بلدة الحتاش بريف الرقة الشمالي في 14 تشرين الأول الفائت، ليرتفع عدد الضربات الجوية بالمسيرات التركية خلال الشهر الماضي مع غارة يوم أمس إلى 24 ضربة قتلت أكثر من 29 متزعماً من الميليشيات.