الاحتلال شن حملات اعتقال في رام اللـه ونابلس والخليل وهدم قرية العراقيب للمرة 198 … رام الله: العدوان على «اللبن» يعكس حجم استباحة المستوطنين لكل ما هو فلسطيني

أكدت وزارة الخارجية الفلسطينية، أمس الثلاثاء، أن العدوان الاحتلالي الاستيطاني المتواصل الذي يستهدف قرية اللبن جنوب نابلس بمواطنيها وأرضها ومدارسها يندرج في إطار حملة إسرائيلية ممنهجة بهدف سيطرة المستوطنين على المدارس والأراضي، ويعكس حجم تغول المستوطنين واستباحتهم لكل ما هو فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة، على حين واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أعمالها العدوانية بحق الشعب الفلسطيني عبر سلسلة من عمليات الدهم والاعتقالات في رام اللـه ونابلس والخليل، كما عملت على هدم قرية العراقيب المسلوبة الاعتراف في منطقة النقب، بأراضي العام 48، للمرة 198 على التوالي منذ العام 2000.
ونقلت وكالة «وفا» عن الخارجية الفلسطينية قولها في بيان أمس: إن ما تتعرض له مدارس اللبن والساوية جنوب نابلس يثبت من جديد أهمية توفير الحماية الدولية العاجلة لشعبنا الرازح تحت الاحتلال.
وتطرقت الوزارة إلى الاعتداءات الأخيرة التي تعرضت لها المنطقة، من عملية اقتحام، وإغلاق مدخل القرية، لتوفير الحماية لعناصر المستوطنين الإرهابية التي تمركزت على الشارع الواصل بين رام اللـه ونابلس، وترهيب المواطنين ومنع الطلبة من الوصول إلى مدارسهم لليوم الثاني على التوالي، وإلقاء قنابل الغاز على الطواقم التدريسية.
وبهذا الصدد، اعتبرت الوزارة أن هذا العدوان الاحتلالي الاستيطاني المتواصل الذي يستهدف اللبن بمواطنيها وأرضها ومدارسها يندرج في إطار حملة إسرائيلية ممنهجة بهدف سيطرة المستوطنين على المدارس وأراضي اللبن، ومن ثم حرمان الطلبة من حقهم في التعليم، والوصول إلى مقاعد الدراسة.
وتابعت: «كما يعكس هذا العدوان حجم تغول المستوطنين واستباحتهم لكل ما هو فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة»
في غضون ذلك أصيب عدد من المواطنين بالاختناق أمس الثلاثاء، على مدخل اللبن الشرقية جنوب نابلس، وذلك لليوم الثاني على التوالي، بعد عرقلة المستوطنين وقوات الاحتلال الطلبة ومنعهم من الوصول إلى مدارسهم.
ونقلت «وفا» عن رئيس مجلس بلدي اللبن الشرقية يعقوب عويس قوله: «إن المستوطنين بحماية قوات الاحتلال يتعمدون عرقلة المسيرة التعليمية في مدارس اللبن الشرقية من خلال منع الطلبة من الوصول إلى مدارسهم»، مضيفاً: إنهم يغلقون مدخل البلدة الرئيسي وبذلك يمنعون المواطنين من الذهاب لأعمالهم.
وأشار أن مواجهات دارت في المكان أصيب من خلالها عدد من المواطنين بالاختناق نتيجة الغاز المسيل للدموع.
وفي سياق متصل أصيب شاب واعتقل 10 آخرون، أمس، عقب اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي مخيم الجلزون، شمال مدينة رام الله.
وقالت مصادر أمنية: إن قوات الاحتلال أصابت شاباً في منطقة الوجه، عقب اندلاع مواجهات خلال اقتحامها المخيم، ونُقل على إثرها إلى المستشفى.
وفي الخليل نقلت «وفا» عن مصادر أمنية أن قوات الاحتلال اعتقلت سبعة مواطنين في مخيم العروب بمحافظة الخليل من بينهم الأسير المحرر الشاب حمزة جابر أبو سل، واقتادتهم عقب تفتيش منازلهم والعبث بمحتوياتها إلى جهة غير معلومة.
وفي خان يونس جنوب قطاع غزة أطلقت قوات الاحتلال، أمس الثلاثاء، نيران رشاشاتها وقنابل الغاز المسيل للدموع تجاه مواطنين من صيادي العصافير شرق بلدة خزاعة، وأجبرتهم على مغادرة المنطقة من دون التبليغ عن إصابات في صفوفهم.
في أثناء ذلك هدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلية أمس الثلاثاء، بحماية قوات من الشرطة، مساكن أهالي قرية العراقيب المسلوبة الاعتراف في منطقة النقب، بأراضي العام 1948 للمرة الـ198 على التوالي منذ العام 2000.
وجاء هدم خيام أهالي العراقيب المتواضعة، أمس، للمرة الثانية منذ مطلع العام 2022 بعدما هُدمت 14 مرة في العام الماضي، على حين يعيد الأهالي نصبها من جديد كل مرة من أخشاب وغطاء من النايلون لحمايتهم من الحر الشديد في الصيف والبرد القارس في الشتاء، وتصدياً لمخططات اقتلاعهم وتهجيرهم من أرضهم.
وتقطن قرية العراقيب المسلوبة الاعتراف 22 عائلة يبلغ عددهم نحو 800 نسمة، يعتاشون من تربية المواشي والزراعة الصحراوية، إذ تمكن السكان في سبعينيات القرن الماضي حسب قوانين وشروط السلطات الإسرائيلية من إثبات حقهم بملكية 1250 دونماً من أصل آلاف الدونمات من الأرض.
من جهة ثانية اقتحم عشرات المستوطنين، المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب المغاربة، وسط حماية مشددة من شرطة الاحتلال، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوساً تلمودية عنصرية وسط حمايةٍ مُشددةٍ من شرطة الاحتلال.
ونقلت «وفا» عن دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس بأن شرطة الاحتلال أمّنت الحماية لعشرات المستوطنين خلال اقتحامهم الأقصى على شكل مجموعاتٍ مُكثّفة من باب المغاربة حتى باب السلسلة، وبينهم طلاب المعاهد الدينية التوراتية، حيث أدوا طقوساً تلمودية عنصرية، واستمعوا لشروحات مزورة عن «الهيكل المزعوم».