عربي ودولي

أوكرانيا دعت روسيا للتفاوض بـ«أي صيغة كانت».. وإجلاء المدنيين من الجمهوريتين متواصل … إيران: استفزازات الناتو جعلت الوضع أكثر تعقيداً.. والصين قلقة

| وكالات

أكدت موسكو أمس الثلاثاء أنها لا ترغب في قطع علاقاتها الدبلوماسية مع كييف، فيما دعت الأخيرة بدورها روسيا إلى حل القضية والتوتر شرق أوكرانيا من خلال الحوار بأي صيغة كانت، على حين رأت الصين أن تصعيد الوضع الحالي مرتبط بالتأخير في تنفيذ اتفاقيات مينسك، في حين أكدت طهران أن استفزازات الناتو جعلت الوضع أكثر تعقيداً.
يأتي ذلك في حين تستمر عمليات إجلاء المدنيين من جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك إلى روسيا، الذين بلغت أعدادهم عشرات الآلاف، في ظل استمرار القوات المسلحة الأوكرانية قصف المناطق السكنية في الجمهوريتين، فيما أكدت بعثة المراقبة في منظمة الأمن والتعاون أن القوات الأوكرانية انتهكت القوانين الدولية في دونباس.
وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف أمس الثلاثاء: إن موسكو تظل منفتحة على الاتصالات الدبلوماسية، مضيفاً إنها لا ترغب في قطع العلاقات الدبلوماسية مع كييف.
وحسب ما نقلت عنه «روسيا اليوم» أضاف بيسكوف في تصريح صحفي، أمس إن قطع العلاقات الدبلوماسية بين روسيا وأوكرانيا، سيجعل العلاقات بين البلدين وبين الشعبين الروسي والأوكراني أكثر تعقيداً.
وأشار بيسكوف إلى أن قرار إرسال قوات روسية إلى جمهوريتي دونباس ولوغانسك سيتم اتخاذه حسب تطور الوضع، وفي حالة توجه ممثلي الجمهوريتين بطلب حول ذلك لموسكو.
بدوره قال رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي إن كييف تدعو روسيا إلى حل القضية والتوتر شرق أوكرانيا من خلال الحوار بأي صيغة كانت، وحسب وكالة «تاس» قال زيلينكسي أمس: نتفهم جميع المخاطر، ونحث روسيا، وليس للمرة الأولى، على حل هذه المسألة من خلال الحوار والجلوس إلى طاولة المفاوضات ونحن مستعدون للجلوس في جميع الأماكن بأي شكل من أجل الحوار، روسيا تعرف ذلك جيداً، وتلقينا رداً وكان الجواب بالأمس، واليوم نقوله على الملأ على أوكرانيا الرد على ذلك، وحماية سيادتها ودولتنا.
وأعرب زيلينسكي عن اعتقاده أنه لن يكون هنالك تصعيد عسكري من جانب روسيا، قائلاً: نعتقد أنه لن تكون هناك حرب ضد أوكرانيا ولن يكون هناك تصعيد واسع النطاق من جانب روسيا وإذا حدث ذلك فسنطبق الأحكام العرفية.
على خط مواز أكدت الصين أن تصاعد التوتر والتطورات الخطيرة الأخيرة في أوكرانيا مرتبطة بشكل وثيق بالتأخير في تنفيذ اتفاقيات مينسك، وحسب وكالة «سانا» قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكين نشرت مقتطفات منه على موقع الوزارة: إن الصين قلقة بشأن تطور الوضع في أوكرانيا، وموقفها من هذه القضية ثابت حيث يجب احترام المخاوف الأمنية المشروعة لكل دولة والالتزام بأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
وجدد وانغ: دعوة الصين جميع الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس والاعتراف بأهمية تطبيق مبدأ عدم قابلية تجزئة الأمن ونزع فتيل التوتر وحل الخلافات من خلال الحوار والمفاوضات.
بدورها أكدت وزارة الخارجية الإيرانية أن تدخلات حلف الناتو وأعماله الاستفزازية بقيادة الولايات المتحدة جعلت الوضع في أوكرانيا أكثر تعقيداً.
وحسب وكالة «فارس» قال المتحدث باسم الوزارة سعيد خطيب زادة في بيان له أمس تعليقاً على التطورات الأخيرة في أوكرانيا: إننا نتابع القضايا المتعلقة بهذا البلد بحساسية، وإيران تدعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس وترى أنه يجب تجنب أي عمل من شأنه تصعيد التوترات.
ودعا خطيب زادة جميع الأطراف إلى العمل من أجل تسوية الخلافات عبر الحوار وبالطرق السلمية.
في غضون ذلك أكدت بعثة المراقبة الخاصة التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا انتهاك القوات الأوكرانية قواعد القانون الدولي من خلال قصفها العشوائي للمناطق المأهولة بالسكان في منطقة دونباس.
ونشرت سلطات دونيتسك فحوى الرسالة التي تسلمتها من بعثة المنظمة وجاء فيها: أكدت بعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في تقريرها المؤرخ في الـ21 من شباط 2022 انتهاك قواعد القانون الدولي من الجنود الأوكرانيين وسجلت الأضرار التي لحقت بالمباني السكنية.
وأضافت السلطات في بيانها: إضافة إلى ذلك هناك أضرار عديدة لحقت بمباني الإنتاج والمباني الحيوية والإستراتيجية الأخرى نتيجة قصف منطقة نيكولايفكا بمدفعية عيار 122 ملم، كما تواصل قوات الأمن الأوكرانية إعاقة عمل مراقبي منظمة الأمن والتعاون.
وأشارت إلى أنه تم تسجيل ما مجموعه 2158 انتهاكاً لوقف إطلاق النار من الـ18 إلى الـ20 من الشهر الجاري وفقاً لبعثة المراقبة بما في ذلك 1100 انفجار، وفي الفترة المشمولة بالتقرير السابق سجلت 591 انتهاكاً لوقف إطلاق النار في المنطقة.
بدورها لفتت قوات جمهورية لوغانسك الشعبية إلى أن تقرير البعثة أكد أن القوات الأوكرانية انتهكت حقوق الإنسان وألحقت أضراراً جسيمة بالمنطقة من خلال القصف العشوائي.
وتم إجلاء أكثر من 20 ألف شخص من جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك إلى الأراضي الروسية المجاورة في يوم واحد، وأفاد تقرير مديرية الحدود التابعة لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي في منطقة روستوف المجاورة: «أبلغت إدارة الحدود التابعة لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي لمنطقة روستوف أنه خلال اليوم الماضي، عبر أكثر من 20 ألف مواطن من أراضي جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك الحدود عبر نقاط التفتيش».
وبلغ مجموع الذين تم إجلاؤهم من جمهورية لوغانسك في أربعة أيام أكثر من 48.8 ألف شخص، معظمهم أطفال ونساء، بينهم 12324 طفلاً.
في وقت سابق، أعلنت قيادة جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك الإجلاء المؤقت لمواطنيهما إلى منطقة روستوف الروسية، في ضوء التصعيد والقصف العنيف من الجيش الأوكراني للمناطق السكنية والمرافق العامة في دونباس بجنوب شرق أوكرانيا.
وأبدت الكثير من المناطق الروسية استعدادها الكامل لتقديم المساعدات اللازمة لاستقبال اللاجئين من منطقة دونباس.
ومن جانبها أعلنت وزارة الطوارئ الروسية تسليم 228 طناً من المساعدات الإنسانية، المخصصة من الاحتياطي الفيدرالي، لسكان جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين الذين تم إجلاؤهم من هناك إلى روسيا.
وحسب وكالة «تاس» جاء في بيان وزارة الطوارئ الروسية أنها ستقوم بتسليم 228 طناً من المساعدات الإنسانية، من الاحتياطي الفيدرالي الروسي، لسكان دونيتسك ولوغانسك (الدونباس) الذين جرى إجلاؤهم من هناك إلى أراضي روسيا.
إضافة إلى ذلك، ستصل في المستقبل القريب قافلة محملة بشحنات إنسانية إلى منطقة روستوف التي جرى نقل بعض مواطني الدنباس إليها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن