سورية

بعد تحكمه في كل مناحي الحياة الاقتصادية والتجارية … تنظيم «النصرة» يحتكر الإعلانات الطرقية في إدلب!

| وكالات

وسّع تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي من سيطرته على مناحي الحياة الاقتصادية والتّجاريّة ولقمة عيش المواطنين في إدلب، باحتكار مجال الإعلام والإعلانات الطَّرقيَّة عبر شركة خاصة تدعى «المُبدعون السّوريون»، الأمر الذي أضر بـ«الشركات» الأخرى.
وأكد صاحب شركة للدعاية والإعلان في مدينة الدّانا شمال إدلب يدعى مهند قرفص (اسم مستعار)، حسب وكالة «نورث برس» الكردية، أن عمل شركته تراجع بنسبة 80 بالمئة، منذ إعلان ما يسمى «حكومة الإنقاذ» التابعة لتنظيم «النصرة» احتكار القطاع في شركة واحدة تابعة لها.
ورغم أن الشركة التي أُنشئت في آذار 2021، تنفي وجود أي صلة بينها وبين «النصرة»، إلا أن اسمها لمع بعد فترة قصيرة من افتتاحها، بسبب التَّسهيلات التي قدمها تنظيم «النصرة» لها، إذ يعمل مندوبوها في كل مناطق سيطرة الأخير، إضافة لمناطق سيطرة التنظيمات الإرهابية الأخرى في شمال حلب.
وقال قرفص: إن «الشركة تمنع أي شركة خاصة أخرى من تعليق اللافتات والإعلانات على الطّرق الرّئيسة كإدلب وسرمدا أو الدَّانا، ولا حتى على الدَّوارات والسَّاحات العامة أو الرّئيسة في أي مدينة في الشّمال السّوري».
وأعلنت «الإنقاذ» في السابع من تموز الماضي، حسب الوكالة، إرساء المُناقصة على شركة «المبدعون السّوريون»، من أجل ضبط التّلوث البصري والانتشار العشوائي للافتات الطرقات، بوصفها الجهة الوحيدة المخولة بإعادة تنظيم ورعاية اللافتات الطّرقية في مناطق سيطرة التنظيمات الإرهابية في شمال غرب سورية.
وأشار قرفص إلى أن الشركة المحتكرة تسمح للشركات الأخرى بتعليق اللافتات في أماكن الحركة الضعيفة أو «الميتة»، الأمر الذي جعل عملهم مقتصراً على تصميم اللافتات للمحال التّجارية في القرى والبلدات الصّغيرة، وأعمال على الإنترنت لمصلحة مُنظمات ومُؤسسات تجاريَّة.
وفي حال استمر الوضع على ما هو عليه، توقع قرفص ألا يستمر عملهم طويلاً، ولاسيما أن الشّركة المُحتكرة تتمتع بقوة كبيرة، إذ لا يمكن انتقادها أو توجيه الاتهام لأحد موظفيها.
وأضاف: «أحد المراكز الأمنية التَّابعة لحكومة الإنقاذ، دعاني منذ فترة قصيرة، بعد أن تقدم أحد موظفي شركة «المبدعون السّوريون» بشكوى ضدي، بسبب انتقاد عمل الشّركة».
وبالرغم من أن الشركة حديثة العهد، رأى قرفص أنها تمتلك دعماً مالياً كبيراً، يظهر من خلال أعمالها الضَّخمة على مستوى الشمال السّوري، مما يؤكد تلقيها دعماً مباشراً من تنظيم «النصرة»، وهو ما تثبته الشركة نفسها عبر سياستها.
من جانبه، قال مدير مكتب العلاقات العامة في إحدى شركات الإنتاج والدّعاية والإعلان بمدينة إدلب يدعى عمر حاج علي (اسم مُستعار) أيضاً: إن «(المُبدعون السّوريون) تتلقى أجوراً عالية من العملاء، الذين يجبرون على العمل معها، نظراً لأنه يمنع على غيرها وضع أي لافتة أو إعلان في الأماكن المهمة».
ويعاني أهالي المناطق التي يسيطر عليها تنظيم «النصرة» من تسلط الأخير على رقابهم وأرزاقهم من خلال احتكاره كل مقومات الحياة بدءاً من المواد الغذائية والكهرباء والمحروقات عبر «شركة وتد» وصولاً إلى مصادرة أملاكهم وزجهم في سجونه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن