الخبر الرئيسي

الغرب استباح العالم والمسؤولون الأميركيون يكذبون وعقوباتهم تؤثر على دخول الغذاء والدواء للسوريين … المقداد خلال «منتدى فالداي»: الإجراءات القسرية تعاظمت بشكل لا إنساني

| وكالات

اعتبر وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد، أن سورية حققت انتصاراً ميدانياً مهماً على الإرهاب بفضل قوات الجيش العربي السوري، وبدعم الحلفاء والأصدقاء، وفي مقدمتهم روسيا ممثلة بقيادتها السياسية وقواتها الشجاعة التي وقفت معنا بكل إصرار وعزيمة، مشيراً إلى أن سورية تواجه اليوم تحديات كبيرة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، ومشكلة وجودية مع الاحتلال التركي ومحاولاته تغيير التركيبة الديموغرافية والهوية السورية وضمان استمرار سيطرة التنظيمات الإرهابية على مناطق في الشمال الغربي من البلاد.

وفي كلمة له خلال «منتدى فالداي» للحوار في موسكو، لفت المقداد إلى أن اعتراف روسيا باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك خطوة نحو الدفاع عن السلم العالمي والقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والعلاقات الدولية السليمة.

وأوضح أن كلمة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أول من أمس، كانت نقطة فاصلة للرد على الدول الغربية والتهديدات التي كانت تتكلم عنها هذه الدول لفترة طويلة، مبيناً أن هذه الدول استباحت العالم ودعمت الإرهاب وتستخدم القوة وأساليب الخداع والضغط، وتعتبر من يسير في نهجها ديمقراطياً وحراً، في حين من يرفض الانصياع لنهجها تعتبره معادياً للديمقراطية والحرية.

ولفت المقداد إلى أن سورية تواجه تحديات هي والحلفاء والأصدقاء الذين لا يزالون يرفعون قيم ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي في مجال إعادة الإعمار والعودة بسورية إلى مسار التنمية المستدامة، ويتمثل هذا التحدي في الإجراءات القسرية الأحادية الجانب التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على الشعب السوري والتي تعاظمت بشكل لا إنساني وغير مسبوق خلال السنوات الأخيرة.

وأشار المقداد إلى أنه على الرغم من صدور قرار مجلس الأمن رقم 2585 وما تضمنه حول توسيع مشاريع التعافي المبكر في سورية فإن الحصار الاقتصادي الأميركي- الأوروبي على سورية لا يزال يمنع الأمم المتحدة من الانتقال من تقديم المساعدات الإنسانية إلى دعم مشاريع التعافي وإعادة الإعمار ودعم قدرات الاقتصاد السوري في مجال تلبية الاحتياجات الرئيسة للمواطنين السوريين.

وقال: «تؤثر الإجراءات القسرية أحادية الجانب بشكل مباشر في قدرة القطاعات الاقتصادية الرئيسة على أداء مهامها بفاعلية ولاسيما قطاعات الطاقة والمصارف والصحة والصناعة والزراعة والنقل والاتصالات والتجارة الداخلية والخارجية هذا إلى جانب الانخفاضات الهائلة في سعر الليرة السورية مقابل الدولار وما يتبع ذلك من ارتفاع أسعار جميع المواد والخدمات الأساسية»، مبيناً أن قطاع الطاقة الكهربائية في سورية تعرض منذ بداية الحرب إلى استهداف تخريبي ممنهج من قبل الجماعات الإرهابية إلى جانب اعتداءات ما يسمى «قوات التحالف الدولي» ما تسبب بخروج نحو 50 بالمئة من منظومة الكهرباء، مبيناً أن سورية تنتج اليوم نحو 2600 ميغاواط بعد أن كان إنتاجها يصل إلى أكثر من 9500 ميغاواط قبل الحرب، وأن الحصار الاقتصادي الأميركي- الأوروبي يعوق قدرات الحكومة على التعاقد مع شركات أجنبية لصيانة وإعادة تأهيل محطات التوليد وشبكات نقل الطاقة الكهربائية

ولفت المقداد إلى أن دولاً وحكومات وجهات أجنبية عديدة كانت وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة العاملة في الشأن الإنمائي مهتمة بدراسة وتمويل مشاريع الطاقة المتجددة في سورية، لكنها أبلغتنا أنها تلقت رسالة تحذير شديدة من وزارة الخزانة الأميركية ومن مسؤولين في الإدارة الأميركية مضمونها أن الاستثمار في الطاقة الكهربائية المتجددة في سورية هو خط أحمر.

وشدد المقداد على أن مسؤولي وموظفي الحكومة الأميركية يكذبون عندما يقولون إن العقوبات الأميركية لا تؤثر على دخول المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية والأدوية والإمدادات الطبية إلى سورية، فهذا الادعاء هو محض افتراء وما تسمى «استثناءات تمنحها وزارة الخزانة الأميركية» لا تزال تخضع لاعتبارات مسيسة تناقض مصالح السوريين وتطلعاتهم لحياة أفضل.

وزير الخارجية والمغتربين اعتبر أن المسرحية الأميركية الأخيرة في أفغانستان ومحاولات الولايات المتحدة تأجيج الأوضاع بين روسيا وأوكرانيا هي حلقة في سلسلة لن تتوقف من الممارسات الأنانية والعدوانية التي تستهدف السلم والأمن الإقليمي والدولي، لكننا لا نشك في المحصلة بأن التغيير الإيجابي والإنساني قادم وأننا قادرون معاً على التعاون والتنسيق من أجل تحقيق هذا التغيير.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن