الأولى

سورية أكدت استعدادها لبناء علاقات مع لوغانسك ودونيتسك والجعفري: نحن في خضم هذه الأحداث لأننا شركاء في المواجهة … بوتين: اتفاق مينسك لم يعد موجوداً.. أسعار الغاز تحلق وبايدن يفرض حزمته الأولى من العقوبات

| الوطن - وكالات

كشفت سورية أمس عن موقفها الرسمي من الأحداث المتسارعة الحاصلة على حدود حليفتها روسيا، والتحرش الغربي الأميركي بحدود الاتحاد الروسي الذي أفضى إلى اعتراف موسكو باستقلال جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك الشعبيتين.

رئاسة الجمهورية وفي بيان لها أمس، أوضحت أن الرئيس بشار الأسد وخلال زيارة وفدٍ برلمانيٍ روسيٍ إلى دمشق برئاسة ديمتري سابلين النائب في مجلس الدوما الروسي، يضم ممثلين عن جمهورية دونيتسك قبل شهرين من التطورات التي حصلت مؤخراً، طرح حينها استعداد سورية للاعتراف بجمهورية دونيتسك وتم الاتفاق على بناء علاقاتٍ معها.

وأكدت أن موقف سورية ينطلق من يقينها أن الأزمة الأوكرانية هي مشكلة أوجدتها الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة، لتقسيم الشعوب وتقويض الأمن القومي الروسي، ومن مبدئها الثابت بأن مواجهة السياسات الغربية هي مصلحة مشتركة ودائمة لكل الشعوب المناهضة للهيمنة، ويجب التصدّي لها بكل الأشكال الممكنة.

وأكدت سورية وفقاً لبيان الرئاسة أنها مستعدة للعمل على بناء علاقات مع جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، وتعزيزها في سياق المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.

البيان، عاد وأكد عليه نائب وزير الخارجية والمغتربين أمس في لقاء أجراه مع الإعلام الرسمي، مشيراً إلى أن الأحداث المرتبطة بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك وإعلان روسيا الاعتراف باستقلالهما له علاقة بالجغرافيا السياسية ولهذا فالجميع معني بالأمر، وقال: «الأمن القومي الروسي خط أحمر ولهذا جاء اعتراف موسكو باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك».

وشدد الجعفري على أن سورية جزء من الاشتباك الجاري حالياً فوق الساحة الأوكرانية، والمسألة تتعلق فيما إذا كانت واشنطن ستنجح بفرض النظام القطبي الواحد على الكرة الأرضية أم لا والأمر مرتبط بالجغرافيا السياسية وسورية بالمعنى الجيوبوليتيكي جزء من هذا المشهد».

ورأى الجعفري أن بوتين هو زعيم كبير مدرك لما يجري داخل سورية وشارك بمحاربة الإرهاب، وتم إنشاء قاعدة حميميم في سورية لمحاربة الإرهاب واليوم تم توسيع مهمة هذه القاعدة بموافقة سورية وتم جلب صواريخ إستراتيجية إليها، وبالتالي لم تعد القصة محاربة الإرهاب وإنما انتقلنا إلى دور إستراتيجي، وسورية شريكة في هذا الدور ومن هنا جاءت زيارة وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إلى سورية في خضم هذه الأحداث لأننا شركاء اليوم في مواجهة الهيمنة الغربية، التي لم تعد تهدد سورية فقط، وإنما أصبحت على أبواب موسكو.

موقف دمشق توازى مع تواصل سخونة المشهد السياسي الدولي، وارتفاع الصراخ الغربي- الأميركي نتيجة الخطوة الروسية على حدودها، وأعلن الرئيس بوتين أنه تم قتل اتفاقات مينسك قبل وقت طويل من الاعتراف بالجمهوريتين وهذا تم من قبل السلطات الحالية في كييف وليس من قبل روسيا أو ممثلي الجمهوريتين.

وفي تعليقه على موافقة مجلس الاتحاد الروسي، على استخدام الجيش الروسي في دونباس، أكد بوتين أن موسكو ستفي بالتزاماتها إذا لزم الأمر، وأضاف: «لم أقل أن قواتنا سترسل إلى دونباس الآن، من المستحيل التنبؤ بإجراءات محددة للقوات المسلحة الروسية، هذا يعتمد على الموقف».

وكانت رئيسة مجلس الاتحاد للبرلمان الروسي فالنتينا ماتفيينكو، أعلنت في وقت سابق أمس، موافقة البرلمان على طلب رئيس البلاد، حول استخدام القوات المسلحة الروسية خارج البلاد، وذلك بالتزامن مع تأكيد وزارة الدفاع الروسية بأن الأوضاع في أراضي دونيتسك ولوغانسك تتفاقم، مشيرةً إلى ضرورة حماية سكان المنطقتين.

هدوء موسكو في تعليقها على ما يجري، قابله صراخ أميركي- غربي متعالٍ، وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن عن الدفعة الأولى من العقوبات المفروضة على روسيا بسبب ما قال إنه «بداية غزو لأوكرانيا»، متعهداً بفرض عقوبات أشد إذا واصلت روسيا ما سماه عدوانها، وتشمل العقوبات بنك روسيا العسكري.

لكن الرئيس الأميركي ورغم نبرة خطابه العالية أبقى الباب مفتوحاً أمام الدبلوماسية وقال: «أميركا والحلفاء ما زالوا منفتحين على الدبلوماسية، وما زال هناك وقت لتجنب أسوأ السيناريوهات».

خطاب بايدن الذي لم يشاهده بوتين لانشغاله باجتماع عمل وفقاً للمتحدث باسم الكرملين، تزامن مع إعلان مسؤول كبير في البنتاغون بأن وزير الدفاع لويد أوستن أمر 12 طائرة هليكوبتر إيه إتش 64 بالتوجه إلى بولندا من اليونان، وبإرسال 8 طائرات إف 35 مقاتلة من ألمانيا إلى مواقع العمل على جبهة الناتو الشرقية، وذلك رغم إعلانه في وقت سابق بأن الفرصة لتجنب «حرب كاملة النطاق» لا تزال موجودة، وهو الأمر الذي أيده فيه الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبيرغ، الذي تحدث عن أن إمكانية «تجنب اندلاع حرب شاملة» في أوكرانيا لا يزال أمراً ممكناً.

وأعلن مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أن العقوبات الأوروبية ضد روسيا تستهدف 351 نائباً برلمانيا و27 فرداً وكيانات قانونية أخرى، وأضاف: «نحن في لحظة بالغة الخطورة بالنسبة لأوروبا».

من جهة ثانية ورغم إصدار الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي مرسوماً باستدعاء جنود الاحتياط لفترة محددة، إلا أنه أعاد التأكيد بأنه لا يزال يسعى إلى إيجاد سبل دبلوماسية للخروج من الأزمة.

المعطيات السياسية تزامنت مع ارتفاع كبير في أسعار الغاز في أوروبا، بعد إصدار المستشار الألماني أولاف شولتس أمراً لوزارة الاقتصاد، بالتوجيه للشركة الألمانية المنظمة لمشروع «نورد ستريم 2» من أجل إلغاء العقد، لترتفع أسعار الغاز بنسبة أكثر من 10 بالمئة مقارنة بالإغلاق قبل يومين، وهو أمر حذر منه منتدى الدول المصدرة للغاز بعد اجتماع قمة في الدوحة أمس مؤكداً بأن لدى هذه الدول قدرة «محدودة» على زيادة الإمدادات بسرعة إلى أوروبا، ولا تملك رؤية واضحة لمستوى الأسعار.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن