قلة المخصصات تخلق أزمة نقل في السويداء … رئيس نقابة عمال النقل: أزمة النقل لا يتحملها السائقون بل الجهات الحكومية
| السويداء– عبير صيموعة
بيّن رئيس نقابة عمال النقل في اتحاد عمال السويداء سليم العربيد لـ«الوطن» أن أزمة النقل التي باتت تشهدها معظم خطوط النقل على ساحة المحافظة لا يمكن تحميلها للسائقين على تلك الخطوط، لأن المسؤولية في جانبها الأكبر تقع بالضرورة على عاتق الجهات المعنية بالمحافظة جراء عدم تأمينها المخصصات الكافية من مادة المازوت ليتسنى لجميع السائقين تحقيق مخطط النقل لكل خط.
وأوضح العربيد أنه لم يتم الأخذ بالحسبان التمييز بين السرفيس والميكروباص و«السكانيا» من حيث الكميات إذ كان من المفترض أن يتم تحديد المخصص من المازوت وفق محرك الآلية وحسب سعة الآلية إضافة إلى المسافة لأنه وفي ظل تلك المخصصات فإن أي آلية تعمل على خطوط القرى لا تستطيع القيام إلا بسفرة واحدة مع إلزام تلك الآليات بنقل الموظفين والعمال والأهالي بالعمل أكثر من سفرة الأمر الذي فرض توقف 90 بالمئة من الآليات عن العمل في فترة الذروة من الساعة الواحدة حتى الساعة الثالثة ظهراً لقلة المادة.
وأضاف: كما تم تخصيص 10 إلى 12 ليتراً لسرافيس النقل الداخلي في المدينة يومياً التي من المفترض أن تقوم على تخديم النقل منذ ساعات الصباح حتى الساعة 8 مساء على أقل تقدير علماً أن الكميات لا تحقق أكثر من 7 إلى 8 سفرات، كما تم تحديد الكميات بين القرى والمدينة بين 14 و16 ليتراً باليوم وهذه الكمية لا تكفي لسفرة واحدة وخاصة بين القرى البعيدة عن مركز المدينة.
وطالب العربيد بأن يتم تزويد جميع الآليات على خطوط النقل بمخصصات كافية مقارنة بكل المحافظات حيث تحصل كل آلية على 40 ليتراً يومياً لزوم النقل ضمن حدود المحافظة علماً أن المخصصات لجميع آليات النقل في السويداء وعلى كل الخطوط تتراوح بين 12 و20 ليتراً لكل سيارة فقط مشيراً إلى أن السيارات العاملة على خط السويداء قرية المغير مثلاً التي تبعد 50 كيلو متراً تأخذ المخصصات نفسها للقرى التي تبعد 15 أو 20 كيلو متراً وهذا بحد ذاته خلل لأن حاجة الآلية للسفرة الواحدة تتجاوز الـ20 ليتراً المخصصة ويجب على ضوئه تحديد المخصصات حسب المسافة وعدد السفرات لكل آلية ولكل خط على حدة.
كما أن إشكالية المخصصات تنطبق على السيارات العاملة على طريق دمشق –السويداء التي لا تسمح المخصصات إلا بتخديم الخط بنقلة واحدة يومياً الأمر الذي خلق إشكالية على الخطوط مع جميع الآليات سواء السرافيس أو الميكروباصات، علماً أنه تم تعيين لجنة لتحديد الاحتياجات لكل آلية حيث تم تحديد الاحتياج لسفرة واحدة الأمر الذي يتطلب إعطاء المخصصات وتحديدها بعدد السفرات وكمية الاستهلاك بالضرورة وإلا فإن قضية النقل على كل الخطوط ستشهد تأزماً في القادم من الأيام والحل بإعطاء مخصص ثابت لكل خط نقل حسب المسافات وعدد السفرات.
ولفت العربيد إلى خلل آخر في تحديد المخصصات من لجنة تحديد الاحتياجات حيث لم يتم الأخذ بالحسبان حالات التوقف أو الطبيعة الجبلية لخطوط النقل في المحافظة التي تلزم بالضرورة زيادة الصرف بالمحروقات إذ تم تحديد المخصصات بناء على المسافة التي يتم قطعها من كراج الانطلاق حتى نهاية الخط فقط كأن الآلية تمشي وفق خط مستقيم، موضحاً أن الضرر الأكبر في هذه القضية كان من نصيب الآليات العاملة على خطوط النقل الداخلي في المدينة والتي تبيت خارجها حسب أمكنة مالكيها من أبناء القرى.
وأكد أنه في ضوء هذه المخصصات الشحيحة وغير الكافية إذا قام صاحب الآلية ببيع مخصصاته من المازوت فهو معذور، علماً أنه لو تم تزويده بالمادة بالكميات المطلوبة وبما يحقق له استمرارية العمل فإن مرابحه في تشغيل الخط أكبر من بيع المادة فضلاً عما يحققه من تخديم للأهالي، علماً أنه في ظل الكميات المخصصة لا يمكن لأي سائق تنفيذ مخطط السير لكل خط ولا يمكن محاسبته، لافتاً إلى أن ما يندرج على مخصصات الآليات العاملة على خطوط النقل في المحافظة يندرج أيضاً على مخصصات الآليات العاملة على الخطوط الخارجية والمحددة من السويداء –لبنان والسويداء – الأردن والتي عجز أصحابها عن تأمين المادة بالكميات المطلوبة لكل سفرة خارجية فضلاً عن اضطرارهم لشراء حاجتهم من المادة من السوق السوداء، علماً أن تزويدهم بالمادة غير الكافية أصلاً يأتي حسب التسعيرة النظامية بسبب رفع الدعم عن آلياتهم بعد إلزامهم بقرار أن تكون جميع آلياتهم حديثة وسعتها أكثر من 2000 سي سي الأمر الذي أدى إلى توقف حركة العمل بنسبة أكثر من 90 بالمئة على الخطوط الخارجية.
وبيّن العربيد أن ألم السائقين كبير ومعاناتهم تتركز في ضرورة رفع مخصصات كل الآليات من مادة المازوت والعاملة على خطوط النقل لتأمين نقل جميع الركاب مع تأمين لقمة عيش عائلاتهم في المحصلة.
مدير النقل والمرور في المحافظة يوسف سرايا بين لـ«الوطن» مراجعة جميع السائقين العاملين على خطوط النقل الداخلية والخارجية للمحافظة، مطالبين بزيادة المخصصات من مادة المازوت بما يتوافق مع المسافات وعدد السفرات أسوة بالكميات المحددة في محافظتي دمشق ودرعا لكل آلية على أقل تقدير، مؤكداً أن تلك المطالب محقة.