عربي ودولي

كييف أعلنت حالة الطوارئ.. وروسيا بدأت إجلاء موظفيها من مقرات بعثاتها الدبلوماسية … موسكو: ادعاءات غوتيريش حول انتهاك سيادة أوكرانيا واتفاقات مينسك بعيدة عن الواقع

| وكالات

اعتبرت وزارة الخارجية الروسية أمس أن ادعاءات الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بشأن انتهاك روسيا سيادة أوكرانيا عبر الاعتراف بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، بعيدة عن الواقع، في حين أعلنت كييف فرض حالة الطوارئ في عموم البلاد، باستثناء جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، في حين بدأت موسكو بإجلاء الموظفين من جميع مقرات بعثاتها الدبلوماسية في أوكرانيا، بالتزامن مع إجلائها أكثر من 95 ألف شخص من الجمهوريتين إلى أراضيها.
وحسب موقع «روسيا اليوم» قالت الخارجية الروسية، في بيان أصدرته أمس الأربعاء رداً على تصريحات غوتيريش التي انتقد فيها قرار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الاعتراف باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين: «نعتقد أن الادعاءات الصادرة (أمس) حول انتهاك سيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها وضرورة تنفيذ مجموعة مينسك التي صادق عليها القرار رقم 2202 لمجلس الأمن للأمم المتحدة بعيدة عن الواقع».
وأضافت الخارجية الروسية: ثمة سؤال منطقي، أين كان هؤلاء الناشطون في السنوات الـ8 الأخيرة، التي خاض خلالها النظام في كييف، الذي وصل إلى السلطة جراء انقلاب في الدولة، عملية عقابية ضد مواطنيه أودت بحياة 14 ألف مدني؟
وشددت الخارجية الروسية على أن غوتيريش كان عليه أن يطالب كييف على مدى تلك السنوات بتطبيق اتفاقات مينسك وقبل كل شيء عن طريق ترتيب حوار مباشر مع دونيتسك ولوغانسك، مثلما تنص عليه مجموعة الإجراءات.
وأشارت إلى أن الأحكام الخاصة بضرورة احترام وحدة الأراضي تخص، حسب إعلان مبادئ القانون الدولي الذي صادق عليه القرار رقم 2625 للجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر عام 1970، الدول التي تلتزم بإجراءاتها بمبدأ مساواة الحقوق وحق تقرير المصير، والتي تتولى فيها السلطات حكومات تمثل كل الشعب المقيم في هذه الأراضي، مشددة على أن الحكومة الأوكرانية ليست كذلك.
في غضون ذلك أكد سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع في أوكرانيا، أليكسي دانيلوف، أن الرئيس فلاديمير زيلينسكي أمر بفرض حالة الطوارئ في عموم البلاد، باستثناء دونيتسك ولوغانسك.
وصرح دانيلوف أثناء موجز صحفي بأن حالة الطوارئ تفرض بدءاً من أمس الأربعاء لمدة 30 يوماً مع إمكانية تمديدها كي تصل مدتها إجمالاً 60 يوماً.
وأوضح أن الإجراءات المتبعة بموجب حالة الطوارئ ستختلف في مناطق مختلفة وستكون أكثر شدة عند حدود روسيا وبيلاروس، مشيراً إلى أن الحديث يدور عن تعزيز إجراءات حماية النظام العام مع إمكانية فرض قيود على حركة النقل وتفتيش وسائل النقل وفحص وثائق أفراد.
وتعهد سكرتير مجلس الأمن بأن هذه الخطوة لن تؤثر تقريباً في حياة المدنيين، قائلاً إن هذا القرار يأتي بهدف ضمان أمن الدولة وإحدى وسائل الرد على الخطوات الروسية.
وأشار دانيلوف إلى أن الحكومة ستفرض حالة الأحكام العرفية فوراً عند الضرورة، لكن قراراً بهذا الشأن لم يتخذ بعد، مرجحاً أيضاً إمكانية فرض حظر التجوال في مناطق معينة إذا اقتضى الأمر ذلك.
ويأتي ذلك على خلفية قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك في منطقة دونباس، محملاً كييف المسؤولية عن انهيار اتفاقيات مينسك.
بدورها أعلنت وزارة الخارجية الروسية، أمس الأربعاء، أنها بدأت بإجلاء الموظفين من جميع مقرات بعثاتها الدبلوماسية في أوكرانيا.
وحسب وكالة «تاس» قالت الخارجية الروسية في وقت سابق إن القيادة الروسية قررت إجلاء موظفي البعثات الدبلوماسية الروسية في أوكرانيا لحماية حياة الأشخاص وضمان سلامتهم.
وأكدت في تصريح أول من أمس الثلاثاء أن عمليات الإجلاء ستتم في أقرب وقت، مشيرة إلى أن هذا القرار تم اتخاذه بسبب التهديدات الموضوعية لحياة وسلامة موظفي السفارة.
وأوضحت الخارجية الروسية أنه منذ عام 2014، تعرضت السفارة الروسية في كييف والقنصليات العامة لبلدنا في أوديسا ولفوف وخاركوف لاعتداءات متكررة، لافتة إلى أن الاستفزازات كانت تُشن بانتظام ضد المركز الروسي للعلوم والثقافة في كييف، كما تعرضت ممتلكات المركز لأضرار.
وأضافت: إن الدبلوماسيين الروس تلقوا تهديدات بالعنف الجسدي، وأضرمت النيران في سياراتهم، مشيرة إلى أنه خلافاً لما تنص عليه اتفاقيات فيينا للعلاقات الدبلوماسية والقنصلية، فإن سلطات كييف لم تتخذ أي إجراء لمنع حدوث ذلك.
على خط مواز أعلنت وزارة الطوارئ الروسية أن عدد الذين تم إجلاؤهم من جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك إلى روسيا منذ 18 الشهر الجاري تجاوز 95 ألف شخص.
وحسب وكالة «نوفوستي» قال القائم بأعمال وزير الطوارئ في روسيا، ألكسندر تشوبريان: إن أكثر من 95 ألف لاجئ من دونباس عبروا الحدود الروسية حتى صباح أمس الأربعاء.
وأوضح تشوبريان في اجتماع مع الفروع الإقليمية أن اللاجئين موجودون الآن في 12 كياناً روسياً في 230 نقطة إقامة مؤقتة.
وفي وقت سابق، أعلنت قيادتا جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك عن عمليات إجلاء مؤقت لمواطني الجمهوريتين إلى منطقة روستوف الروسية، حفاظاً على حياتهم، نتيجة للاعتداءات التي تقوم بها القوات الأوكرانية على أراضي الجمهوريتين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن