موسكو: سنرد بقوة على العقوبات.. بكين أكدت معارضتها.. ودونيتسك نفت وجود قوات روسية على أراضيها … بوتين: أولوياتنا مصلحة بلادنا وأمن مواطنيها
| وكالات
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الأربعاء أن مصالح روسيا وأمن مواطنيها أولوية بالنسبة له، على حين أعلنت الخارجية الروسية أن موسكو سترد بقوة على العقوبات الأميركية الجديدة المفروضة عليها، وستكون مدروسة وحساسة بالنسبة للجانب الأميركي، بينما أكدت الصين معارضتها أي عقوبات أحادية الجانب، وأنها لن تقوم بفرض عقوبات على موسكو.
وحسب ما نقل عنه موقع «روسيا اليوم» قال بوتين في تهنئته لمواطني البلاد بمناسبة يوم «حماة الوطن»: نرى مدى صعوبة الوضع الدولي وما المخاطر والتحديات القائمة، مثل تخفيف نظام الحد من التسلح، أو النشاط العسكري لكتلة الناتو(…) أكرر أن مصالح روسيا وأمن مواطنينا أولوية بالنسبة لنا، لذلك سنواصل تطوير وتحسين الجيش والأسطول».
وبين بوتين أن الأسلحة التي توجد في المناوبة القتالية لدى الجيش الروسي لا يوجد نظير لها في العالم، مشيراً إلى أن الاختبارات المفاجئة والتدريبات المنتظمة الواسعة النطاق أظهرت أن جاهزية وتماسك وحدات الجيش الروسي قد تطورت بشكل كبير.
ويصادف 23 شباط العيد الوطني الروسي «حماة الوطن» حيث تشهد البلاد في هذا التاريخ من كل عام احتفالات رسمية لإحياء هذه الذكرى السنوية، إضافة إلى فعاليات شعبية احتفالية واسعة.
في غضون ذلك أعلنت الخارجية الروسية أمس أنها سترد بقوة على العقوبات الأميركية الجديدة المفروضة عليها، مشيرة إلى أن هذا الرد لن يكون بالمثل بالضبط.
وحسب «روسيا اليوم» لفتت الخارجية الروسية في بيان أصدرته أمس أن حزمة العقوبات الأميركية الجديدة وهي 101 من نوعها تأتي ضمن سياق محاولات واشنطن المستمرة لتغيير نهج روسيا، مضيفة إن الولايات المتحدة على الرغم من أن مساعيها السابقة من هذا القبيل لم تؤت أي ثمار تذكر، تلجأ مرة أخرى تلقائياً إلى الأدوات التقييدية غير الفعالة وغير البناءة من وجه نظر المصالح الأميركية نفسها.
وشدد البيان على أن روسيا أكدت قدرتها على تقليص الأضرار الناجمة عن العقوبات الخارجية، مضيفة إن الضغط بواسطة العقوبات ليس من شأنه التأثير في عزمها على الدفاع عن مصالحها بحزم.
وأضافت الخارجية الروسية: يجب ألا يكون هناك أي شك في أننا سنرد على هذه العقوبات رداً قوياً لن يكون بالمثل بالضبط، لكنه سيكون مدروساً وحساساً بالنسبة للجانب الأميركي.
وذكر البيان أن الأدوات المتوافرة للسياسات الخارجية الأميركية لا تشمل حالياً سوى الابتزاز والتخويف والتهديد، محذرة من أن واشنطن أصبحت ضحية الأفكار النمطية للعالم الأحادي القطب واقتناعها الخاطئ بأن الولايات المتحدة لا تزال مخولة وقادرة على فرض قواعدها المتعلقة بالنظام العالمي على الجميع.
وأشارت الخارجية الروسية إلى أن هذه الأدوات الأميركية لم تعد فعالة في التعامل مع القوى العالمية الكبرى، منها روسيا، مبدية انفتاحية موسكو على الدبلوماسية المبنية على مبادئ الاحترام المتبادل والمساواة في الحقوق ومراعاة مصالح بعضها.
وجاءت العقوبات الأميركية الجديدة على خلفية التصعيد الحاد حول أوكرانيا واعتراف روسيا باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك.
وفي السياق أعلنت سلطات جمهورية دونيتسك الشعبية في منطقة دونباس عدم وجود أي قوات روسية في أراضيها في الوقت الحالي، مرجحة إمكانية نشرها هناك في المستقبل.
وحسب وكالة «تاس» صرح رئيس جمهورية دونيتسك، دينيس بوشيلين في أثناء موجز صحفي عقده أمس: ليس هناك أي قوات روسية في أراضي الجمهورية حالياً، لكن وجودها هناك ممكن في المستقبل.
ولفت بوشيلين إلى أن الاتفاقية المبرمة بين جمهورية دونيتسك وروسيا تشكل أرضية قانونية لنشر موسكو قواتها هناك.
وحذر رئيس جمهورية دونيتسك من خطورة الوضع عند خطوط التماس مع قوات الحكومة الأوكرانية، مشيراً إلى تكثيف عمليات القصف من الجانب الأوكراني منذ قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك.
كما أكد بوشيلين أن القوات الأوكرانية لأول مرة منذ فترة طويلة قصفت الجمهورية بواسطة راجمات الصواريخ «غراد» المحرمة بموجب اتفاقيات مينسك.
وحذر رئيس جمهورية دونيتسك من أن القوات الأوكرانية قد تشن هجوماً جديداً «في أي لحظة»، مشيراً إلى أن سلطات الجمهورية تحبط يومياً نشاطات خلايا نائمة ومجموعات تخريبية وليس من المستبعد تنفيذ أعمال إرهابية جديدة.
في غضون ذلك أعلنت الصين أنها لا تعتزم القيام بخطوات لفرض عقوبات على روسيا لاعترافها باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك عن أوكرانيا، مشددة على رفضها لأي قيود أحادية الجانب.
وحسب وكالة «شينخوا» قالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية، هوا تشونينغ، أمس، رداً على سؤال لصحفي عما إذا كانت بكين ستفرض عقوبات على موسكو على خلفية المستجدات في دونباس: من الواضح أنك لا تفهم بالكامل سياسة الحكومة الصينية، تعارض الصين دائماً أي عقوبات أحادية الجانب غير قانونية، مشدداً على أن الحكومة الصينية لا تعتبر العقوبات أسلوباً فعالاً لتسوية النزاعات.
وحملت تشونيغ الولايات المتحدة المسؤولية عن الاستمرار في إرسال أسلحة إلى أوكرانيا وتأجيج «الخوف والذعر» و«إثارة التهديد باندلاع حرب»، مشددة على أن الصين بدورها تدعو جميع الأطراف إلى احترام المخاوف الأمنية المشروعة لبعثها، والاهتمام بها والعمل معاً بغية تجاوز المشاكل من خلال التفاوض والتشاور مع الحفاظ على السلام والاستقرار الإقليميين.
وقالت: يجب ألا تقوض الولايات المتحدة الحقوق والمصالح المشروعة للصين والأطراف الأخرى عند التعامل مع قضية أوكرانيا والعلاقات مع روسيا، ولفتت إلى أن فهم الوضع في أوكرانيا بشكل صحيح وموضوعي بغية البحث عن حل عقلاني وسلمي يتطلب إدراك مزايا القضية الأوكرانية ومعالجة المخاوف الأمنية المشروعة للدول المعنية على أساس المساواة والاحترام المتبادل.