أعلن لبنان، أمس، إحباط خطط لثلاث عمليات تفجير، كانت شبكة مرتبطة بتنظيم داعش الإرهابي في سورية تنسّق لتنفيذها بشكل متزامن ضد مراكز في بيروت.
وقال وزير الداخلية اللبناني بسام المولوي خلال مؤتمر صحفي في مقر قيادة قوى الأمن الداخلي في بيروت، وفق وكالة «أ ف ب» للأنباء: إن «جماعة إرهابية تكفيرية جنّدت شباناً في لبنان من جنسية فلسطينية حتى ينفذوا عمليات تفجير كبيرة بأحزمة ناسفة ومتفجرات».
وأوضح المولوي، أن التفجيرات في حال حصولها كانت «ستوقع لا سمح اللـه الكثير من الضحايا»، معتبراً أن إحباطها يشكل «نموذجاً عن الأمن الاستباقي الناجح».
بدورها، أعلنت قوى الأمن الداخلي أثناء المؤتمر الصحفي أنها تمكّنت من تجنيد «مصدر بشري» داخل «مجموعات تواصل» تعمل لمصلحة تنظيم داعش، وتلقى الأخير التعليمات من متزعم في التنظيم مقيم في مخيم «عين الحلوة» للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان، وعلى تواصل مع تنظيم داعش في سورية.
وذكرت أنه في 7 الشهر الجاري، تبلّغ مصدر قوى الأمن تعليمات بـ«تنفيذ ثلاث عمليات انغماسية متزامنة في الضاحية الجنوبية لبيروت ضد ثلاثة أهداف حددها بمجمّع الكاظم في حي ماضي وحسينية الناصر في الأوزاعي ومجمع الليلكي.
وأوضحت أن تلك التعليمات تبلّغها بعد أيام من تسلّمه ثلاث سترات ناسفة وقنبلتين يدويتين ومبلغاً مالياً.
وفي 16 الشهر الجاري، طلب المشغّل تنفيذ «العمليات الانغماسية في الأيام القليلة القادمة» و«تسجيل مقطع فيديو للمنفذين الثلاثة على أن تكون الراية (راية تنظيم داعش) خلفهم ويعلنون خلاله أن العملية هي وفاء لدماء «الخليفة أبو إبراهيم القرشي».
وفي الثالث من الشهر الجاري أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن مقتل القرشي خلال عملية عسكرية في منطقة أطمة شمال غرب سورية.
وفي وقت لاحق من اليوم ذاته، صرح المتحدث باسم «البنتاغون»، جون كيربي، بأن عملية استهداف القرشي أسفرت عن مقتل 4 مدنيين وهم زوجته وطفلاه وقد قتلوا جراء تفجير القرشي نفسه، مضيفاً: إن طفلاً آخر قتل في الطابق الثاني من دون ذكر سبب مصرعه، في حين نقل موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني عن مصادر سورية سقوط 13 قتيلاً على الأقل خلال العملية بينهم 6 أطفال و4 نساء.
وحسب «أ ف ب»، حدّدت قوى الأمن الداخلي هوية أربعة فلسطينيين شاركوا في التحضير للهجمات وتسليم السلاح، مقيمين في مخيم «عين الحلوة»، وتم وفق المولوي توقيف شخصين في القضية، من دون أن يُحدّد ما إذا كانا من الأربعة المطلوبين.
ويعد مخيم «عين الحلوة» أكثر المخيمات كثافة سكانية في لبنان ويعرف عنه إيواؤه مجموعات إرهابية، وخارجين عن القانون، ومجموعات عسكرية متعددة المرجعيات، وفق «أ ف ب» التي أشارت إلى أن القوى الأمنية اللبنانية لا تدخل المخيمات بموجب اتفاق غير معلن بين منظمة التحرير الفلسطينية والسلطات اللبنانية.
وشهد لبنان منذ 2013 تفجيرات عدة أسفرت عن استشهاد العشرات وتبنى مسؤولية عدد منها إرهابيون.
على خط مواز، قالت قيادة الجيش اللبناني – مديرية التوجيه في بيان نقلته الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية: «نفذت وحدة من الجيش تدابير أمنية استثنائية في منطقة الشمال، حيث أوقفت 17 شخصاً بينهم مطلوبون».
وذكر البيان أن المضبوطات شملت عدداً من المسدسات والدراجات النارية والسيارات غير القانونية، إضافة إلى كمية من «حشيش الكيف»، وآلية نوع «فان» يقوم سائقها بتهريب سوريين من الحدود السورية إلى الداخل اللبناني، مشيراً إلى أن الموقوفين سلموا مع المضبوطات إلى القضاء المختص وبوشر التحقيق معهم.