سورية

بيدرسون أمل من موسكو بألا تؤثر الأزمة الروسية الأوكرانية على الأمور المتعلقة بسورية … لافروف: التزام الأمم المتحدة بعدم الانحياز في أي أزمة

| وكالات

شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، على ضرورة التزام الأمانة العامة للأمم المتحدة بعدم الانحياز في أي أزمة بما في ذلك ما يخص سورية، وحملها المسؤولية عن الرضوخ للضغوط الغربية بشأن المستجدات في أوكرانيا، على حين أعرب المبعوث الأممي الخاص إلى سورية غير بيدرسون عن أمله بألا تؤثر الأحداث الدولية الأخيرة على الأمور المتعلقة بسورية.
وتحدث لافروف خلال محادثات أجراها مع بيدرسون في العاصمة الروسية موسكو، حول الأزمة في سورية، وقال حسب وكالة «سانا» للأنباء: «نتواصل باستمرار مع جميع الأطراف المهتمة في سورية ونسعى للتحرك إلى الأمام ولتحقيق التقدم بهذا الشأن رغم أن بعض الدول تحاول خلق عراقيل في كل المسائل وخاصة ضد روسيا».
وشدد لافروف على ضرورة التزام الأمانة العامة بعدم الانحياز وإيجاد الحلول بين الأطراف المختلفة في أي أزمة بما في ذلك ما يخص سورية، معرباً عن أسفه لأن الضغوط الغربية تؤثر على الأمانة.
بدوره نقل موقع قناة «روسيا اليوم» الإلكتروني عن لافروف تشديده على أهمية الاتصالات المستمرة التي يجريها بيدرسون مع جميع أطراف النزاع، واصفاً إياها. «بأنها مفيدة وذات قيمة جيدة».
وقال لافروف: «أؤكد على أهمية تعاوننا وأننا نجتمع اليوم وسنعمل على إحراز تقدم فعلي في التسوية السورية، ولن نصرف أنظارنا عن هذه القضية، على الرغم من أن هناك محاولات في العالم، كما هو معروف، لتأجيج المواجهة في أي مسألة تقريباً تخص أنشطة روسيا».
ووجه لافروف انتقادات إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، محملاً إياه المسؤولية عن «الرضوخ للضغط الغربي» في تصريحاته عن آخر المستجدات في أوكرانيا، وفق «سانا».
وأوضح، أن الأمين العام للأمم المتحدة يتعرض لضغوط من الغرب بشأن ما يحدث في شرق أوكرانيا وتصريحاته حول ذلك لا تتوافق مع وضعه وصلاحياته بموجب ميثاق المنظمة، مشيراً إلى أن غوتيريش لم يطالب حتى بتطبيق قرارات واتفاقات مينسك أو القرارات 2202 أو إجراء لقاء بين ممثلي كييف ولوغانسك ودونيتسك.
ولفت وزير الخارجية الروسي، وفق موقع «روسيا اليوم» إلى أنه «لم يكن هناك من قبل أي نزاع عسكري أدلى أمين عام للأمم المتحدة على خلفيته بمثل هذه التصريحات بحق أي دولة»، مضيفاً: إن موسكو كانت قد أبلغت غوتيريش عبر مندوبها في نيويورك بتقييمها لتصريحاته.
وطلب لافروف من بيدرسون نقل الموقف الروسي الرافض لتلك التصريحات إلى الأمين العام أيضاً.
ومساء الإثنين اعتبر غوتيريش، في بيان نقله المتحدث باسمه ستيفان ديوجاريك أن اعتراف روسيا باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك «انتهاك لوحدة أراضي أوكرانيا وإجراء يتناقض مع ميثاق المنظمة العالمية».
وفي وقت سابق من اليوم ذاته، وقع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على مرسومين يقضيان باعتراف روسيا باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين عن أوكرانيا على خلفية أزمة عسكرية سياسية مستمرة في منطقة دونباس منذ العام 2014.
بدوره، أوضح بيدرسون، أن غوتيريش شدد على دعم الأمم المتحدة لسيادة القانون وميثاق الأمم المتحدة والقرارات الأممية الخاصة بأوكرانيا، معرباً عن قلقه من اتخاذ روسيا قرار الاعتراف بجمهورية دونيتسك ولوغانسك، لكنه في الوقت نفسه يؤكد أهمية الدعوة إلى عدم التصعيد وخفض التوتر على أساس مبادئ الأمم المتحدة، معرباً عن أمله بألا تؤثر الأحداث الدولية الأخيرة على الأمور المتعلقة بسورية.
وأعرب بيدرسون عن أمله بألا تؤثر الأحداث الدولية الأخيرة على الأمور المتعلقة بسورية.
وأول من أمس، استعرض بيدرسون خلال اتصال هاتفي أجراه مع كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية الخاصة علي أصغر خاجي، آخر التطورات على الساحة السورية ولاسيما تنظيم الاجتماع القادم للجنة مناقشة الدستور والتي ستعقد في النصف الثاني من آذار المقبل.
وأثنى بيدرسون، على الجهود التي تبذلها إيران بهدف إحلال السلام والاستقرار في سورية.
وقدم بيدرسون شرحاً حول زيارته الأخيرة إلى دمشق وما حصل من توافقات مع المسؤولين السوريين.
بدوره نوّه أصغر خاجي بالوضع الميداني السياسي المستقر في سورية، وأعرب عن ترحيبه بالاتفاق الحاصل حول تنظيم الاجتماع السابع للجنة مناقشة الدستور، ومواصلة الحوار وفقاً لسير العملية السياسية وبناء على الحقائق السائدة في سورية.
وأكد بيدرسون وخاجي ضرورة معالجة القضايا الإنسانية في سورية، وبما يشمل ملف عودة النازحين واللاجئين إلى بلدهم الأم.
على خطٍّ موازٍ، قالت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية أمس في مقال حول انعكاس الأزمة الأوكرانية على قناة الاتصال بين روسيا والولايات المتحدة في سورية، وفق موقع «روسيا اليوم»: «جرى اتهام العسكريين الروس العاملين في سورية بزيادة انتهاكات البروتوكولات الموضوعة للحيلولة من دون حدوث صدامات غير محسوبة مع نظرائهم الأميركيين»، موضحة أن ذلك ما ورد في التقرير الأخير الصادر عن مكتب المفتش العام في البنتاغون»،
وبينت الصحيفة، أن اللفتنانت جنرال مايكل كوريلا، مرشح الرئيس الأميركي جو بايدن لقيادة القيادة المركزية الأميركية افترض في حديثه أمام جلسة استماع بمجلس الشيوخ هذا الشهر أن واشنطن لا تستبعد احتمال تدهور نوعية التفاعل بين الوحدتين العسكريتين الروسية والأميركية، في سورية، تبعاً لتطورات الأزمة الأوكرانية.
وفي الصدد ذاته، نقلت الصحيفة عن خبير مجلس الشؤون الدولية الروسي كيريل سيميونوف، تأكيده، أن «الأزمة في العلاقات بين روسيا والغرب، على العكس من ذلك، هدّأت، إلى حد ما الوضع في سورية، ولا نلاحظ أي استعدادات أو محاولات لتصعيد الموقف من أي طرف، الوضع هناك، هادئ، لأن كل الاهتمام ينصب الآن على أوروبا».
ورأى سيميونوف أنه لا معنى لتصعيد الوضع في سورية، لأن مسرح العمليات العسكرية هناك منفصل عن المنطقة الرئيسة التي تدور فيها المواجهة، أي عن المنطقة الأوروبية.
ولكن، حسب الخبير العسكري يوري ليامين، الذي قال: إذا استمر التوتر في التصاعد، فعندئذ في النهاية سينعكس حتماً في كل مكان، وبالتالي سوف تقل احتمالات تسوية الخلافات بين القوات الروسية والأميركية في سورية أيضاً، مبيناً أنه لا يمكن استبعاد إمكانية استخدام الاتجاه السوري في لحظة ما من قبل أحد الأطراف لممارسة الضغط على الطرف الآخر أو تشتيت انتباهه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن