الخبر الرئيسي

الولايات المتحدة وفرنسا لن ترسلا قوات عسكرية لمساعدة كييف.. وأوروبا تكتفي بمزيد من العقوبات … موسكو: دونيتسك ولوغانسك طلبتا المساعدة ولن نتسامح مع منتهكي وقف إطلاق النار

| الوطن- وكالات

لم تهدأ وتيرة التصعيد السياسي والميداني على خلفية تطورات الساحة الأوكرانية، وسط انهيار أسواق المال في الولايات المتحدة وأوروبا وارتفاع سعر النفط والغاز الطبيعي والمعادن الثمينة عالمياً بما يؤشر إلى أجواء حرب بامتياز، وفي المقابل طالب رئيسا جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المساعدة في صد عدوان القوات الأوكرانية على المنطقتين.

وعلى حين أكدت مصادر إعلامية عبور رتلين عسكريين روسيين الحدود باتجاه دونباس، أعلنت روسيا أنها ستبدأ مراقبة وقف إطلاق النار في دونباس بطلب من جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين محذرة من أنه لن يتم التسامح مع منتهكيه منددة بمواصلة الغرب تحريض كييف وتسليحها.

وقال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا خلال اجتماع للجمعية العامة للأمم المتحدة: إن «السلطات الأوكرانية أكدت مراراً بشكل علني وخاصة خلال الفترة الأخيرة أنها لا تنوي على الإطلاق تنفيذ اتفاقات مينسك، في حين لم تحاول الدول الغربية حتى حث الحكومة في كييف على تطبيق هذه الوثيقة»، معتبراً أن هذا الأمر أثبت أنه لم تعد لها أي آفاق.

وحذر المندوب الروسي من أنه في الظروف التي ستراقب فيها القوات المسلحة الروسية نظام وقف إطلاق النار بطلب من دونيتسك ولوغانسك فلن يكون هناك أي تسامح مع المخالفين.

وفي وقت لاحق مساء أمس، ذكر الكرملين أن رئيسي جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، دينيس بوشيلين ودينيس باسيتشنيك، طلبا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، المساعدة في صد عدوان القوات الأوكرانية على المنطقتين.

من جهته قال مسؤول دفاعي أميركي: إن «القوات الروسية الموجودة في محيط أوكرانيا «جاهزة للاجتياح»، واتخذت 80 بالمئة منها مواقع متقدمة»، وأضاف في تصريحات لوكالة «رويترز»، أن الرئيس فلاديمير بوتين قام بحشد ما يقرب من 100 بالمئة من قوات تعتقد واشنطن أنه سيستخدمها للغزو، مدعياً أن الولايات المتحدة ستبذل قصارى جهدها من أجل مراقبة أنشطة القوات الروسية من الفضاء.

الرئاسة الأوكرانية بدورها قالت: إن السلطات ستستدعي 14 ألف عسكري من الاحتياط للمشاركة في تدريبات عسكرية على خلفية التوتر مع روسيا.

وذكر قائد مركز تشكيل القوات في العاصمة كييف يوري ماكسيموف، أن العسكريين من قوات الاحتياط الذين سيتم استدعاؤهم قد يتم إرسالهم إلى جبهات القتال لتنفيذ مهمات عسكرية.

بدورها أعلنت فرنسا على لسان الناطق باسم الحكومة الفرنسية بأنها «لن ترسل قوات عسكرية للدفاع عن أوكرانيا»، معتبراً أن العقوبات التي أعلنها الاتحاد الأوروبي ضد روسيا «قوية للغاية».

ومن المقرر أن تعقد اليوم حسبما أعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال قمة طارئة لقادة الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي حضورياً في بروكسل لبحث ما سماه الأزمة «الروسية الأوكرانية».

بالتوازي أعلنت روسيا أنها سترد بقوة على العقوبات الأميركية الجديدة المفروضة عليها، مشيرة إلى أن هذا الرد لن يكون بالمثل بالضبط، ولفتت الخارجية الروسية في بيان أصدرته أمس إلى أن حزمة العقوبات الأميركية الجديدة، وهي الـ101 من نوعها، تأتي «ضمن سياق محاولات واشنطن المستمرة لتغيير نهج روسيا»، مضيفة: إن الولايات المتحدة على الرغم من أن مساعيها السابقة من هذا القبيل لم تؤتِ أي ثمار تذكر، «تلجأ مرة أخرى تلقائياً إلى الأدوات التقليدية غير الفاعلة وغير البناءة من وجهة نظر المصالح الأميركية نفسها».

وشدد البيان على أن روسيا أكدت قدرتها على تقليص الأضرار الناجمة عن العقوبات الخارجية، مضيفة: إن الضغط بوساطة العقوبات «ليس من شأنه التأثير على عزمنا على الدفاع عن مصالحنا بحزم»، وتابعت الوزارة: «يجب ألا يكون هناك أي شك في أننا سنرد على هذه العقوبات رداً قوياً لن يكون بالمثل بالضبط، لكنه سيكون مدروساً وحساساً بالنسبة للجانب الأميركي».

البيان الروسي جاء رداً على إعلان الاتحاد الأوروبي رسمياً أمس، فرض عقوبات ضد روسيا، وجاء في بيان للاتحاد الأوروبي: «إن مجلسه تبنى مجموعة من الإجراءات استجابة لقرار الاتحاد الروسي بالاعتراف بالأراضي غير الخاضعة لسيطرة الحكومة في منطقتي دونيتسك ولوغانسك في أوكرانيا ككيانات مستقلة والقرار اللاحق بإرسال قوات إلى هناك»، وتشمل العقوبات 351 برلمانياً روسياً و27 فرداً وكياناً.

من جهته وجه الرئيس الأميركي جو بايدن الإدارة الأميركية بفرض عقوبات على الشركة المسؤولة عن بناء خط أنابيب الغاز «نورد ستريم 2».

وقال بايدن في بيان أصدره البيت الأبيض: إنه «منذ أن بدأت روسيا في نشر قواتها على الحدود الأوكرانية، عملت الولايات المتحدة عن كثب مع حلفائنا وشركائنا لتقديم رد قوي وموحد»، مشدداً على أنه «لن نتردد في اتخاذ المزيد من الخطوات إذا استمرت روسيا في التصعيد».

وكشف بايدن أن إدارته نسقت مع حلفائها لوقف خط «نورد ستريم 2»، وأضاف: إنه «عندما التقيت بالمستشار الألماني أولاف شولتس في وقت سابق من هذا الشهر، كانت ألمانيا رائدة في هذا الجهد، وقمنا بتنسيق جهودنا عن كثب لوقف خط أنابيب «نورد ستريم 2» إذا غزت روسيا أوكرانيا».

من جهتها قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي: إن الرئيس بايدن ليس لديه أي نية لإرسال قوات أميركية لتحارب في أوكرانيا، وإن واشنطن لديها القدرة على توسيع دائرة العقوبات على روسيا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن