ثقافة وفن

لا أبحث عن المال في السينما … ميلاد يوسف لـ «الوطن»: المنصات الاجتماعية أصبحت متعبة بعضهم يجعلها لرأيه والتنمر!

| عبد الهادي الدعاس

برع منذُ بداية مسيرته الفنية بانتقاء الأدوار المختلفة والمميزة، يغوص في أعماق وتفاصيل الشخصيات التي تقدم لهُ، يمتلك برصيده عدداً هائلاً من الأعمال الاجتماعية والكوميدية والتاريخية والمسرحية، نالت شهرة واسعة من خلال شخصية «عصام» بمسلسل «باب الحارة»، حصل على إثرها على جائزة أفضل ممثل لعام 2009، شهرته بشخصية «رامي» بالمسلسل الشهير «الفصول الأربعة» ما زالت إلى اليوم حاضرة في أذهان الجمهور، إنه الفنان ميلاد يوسف الذي التقته «الوطن» للوقوف على مشاركاته الدرامية والسينمائية، وتحضيراته القادمة، والسبب وراء ابتعاده عن منصات التواصل الاجتماعي، وغيرها الكثير.

حالة سينمائية كبيرة

• في البداية.. أخبرنا عن وجودك الأخير بفيلم «بوح»، وما دفع بك للموافقة على النص؟

الفيلم يحتوي البساطة، على الرغم من خطورة الموضوع المطروح الذي لهُ علاقة بالبوح والكتمان ويخص حياة الإنسان، إضافة إلى أن المخرج أيهم عرسان يتناول الموضوع بطريقة بسيطة أقرب للواقع، وبتفاصيل صغيرة من العمل يقدم حالة سينمائية كبيرة.

• ما الشخصية التي تقدمها بالفيلم؟

شخصية تحتوي الصعوبة، وتضم خطاً طبيعياً واقعياً وإنسانياً، كما أنها تمر بحالة من المزاج العالي، وهذا ما يجعلها تتميز وتختلف عن مشاركاتي السابقة بالأفلام.

المؤسسة ذاهبة إلى حالة أفضل

• ماذا عن مشاركاتك السينمائية، وما رأيك بالأفلام التي تنتجها المؤسسة العامة للسينما؟

الحقيقة أتت المشاركة بفيلم «بوح» للمخرج أيهم عرسان متأخرة قليلاً عن وجودي في الأعمال السينمائية، إنما كان لي تجارب سابقة مع المؤسسة العامة للسينما، من بينها فيلم 88 خطوة سيناريو وإخراج أوس محمد، إضافة إلى فيلم «عنها» للمخرجة رباب مرهج.

أما على صعيد المؤسسة فأتوقع بأنها ذاهبة إلى حالة أفضل، باختيار نوعية ممثلين من خارج الدائرة المعتاد عليها، كما أنه يتم تقديم فكر ورؤية جديدة للأفلام، من خلال إتاحة الفرص للمواهب الشابة التي تقدم إبداعات مختلفة كلياً عن السابق، وأتمنى بالفترة القادمة أن تذهب المؤسسة إلى أفلام شباك التذاكر، وتقدم أفلاماً أقرب للجمهور من أفلام المهرجانات.

• فيلم «بوح» يجمعك للمرة الأول أمام كاميرا واحدة مع الفنانة رنا شميس؟

رغم الصداقة الكبيرة التي تجمعنا، إلا أنني شعرت بحالة من المفاجأة، بأن هذه هي المرة الأولى التي يجمعنا عمل مشترك واحد مع الزميلة رنا شميس، هذه الحالة تجعلك تشعر بطاقة وحب وإيجابية أثناء التصوير.

لا أبحث عن المال

• رغم الأجور المادية القليلة التي تقدم بالسينما السورية، إلا أنك تحرص على الحضور في الأعمال التي تقدم لك، متى تتنازل عن أجرك مقابل شيء معين؟

في السينما الحالة مختلفة، ويجب أن يكون هناك وفاء للشخوص وللمؤسسات، وأنا فعلياً لا أبحث في السينما عن المال، إنما هي حالة ألجأ إليها لأقدم شيئاً مختلفاً له علاقة بالمزاج.

• أخبرنا عن التجربة التي انتهيت منها، بفيلم «مفتاح الحب»؟

أقدم شخصية رجل أعمال يدعى «مراد» وهو شخص الحياة لهُ تعني الربح والخسارة، ويتخلى عن كل شيء لأجل العمل والمال.

الفيلم الذي يخرجه جمال السروي وتأليف بسام علي، له علاقة بسينما شباك التذاكر، وهو فيلم سينمائي يحتوي المتعة والتشويق من ناحية القصة، إضافة إلى الشر والخير معاً، فهو فيلم لا يحتوي التعقيد وغير موجه لأفلام المهرجانات والجمهور النخبوي، إنما يستهدف شريحة واسعة من الجمهور، آملاً أن تكون هذه التجربة انطلاقة لأعمال سينمائية عديدة.

صعوبة كبيرة

• انتهيت مؤخراً من تصوير مسلسل «ليلة سقوط»، حدثنا عن هذه المشاركة؟

«ليلة سقوط» يحتوي حالة مختلفة، ويقدم قصة إنسانية تخص كل المجتمعات، حيث يتحدث عن التنظيمات الإرهابية التي دمرت مدينة الموصل، ليس على صعيد البنية التحتية، إنما على صعيد الإنسان أيضاً.

وشخصية «سمير» التي قدمتها تتحدث عن شاب موصلي يخسر الكثير من ناحية انتمائه وعائلته، ليعود إلى صحوته ويشارك في تحرير الموصل، وقد واجهت من خلال هذه الشخصية صعوبة كبيرة من ناحية اللهجة والبيئة.

• رغم وجودك في العديد من الأعمال لهذا العام، إلا أنك مبتعد عن الإعلام ومنصات التواصل بالفترة الأخيرة، ما السبب؟

أحاول أن أقدم من خلال الصفحات الخاصة لي، الأمور العملية فقط، وأبتعد فيها عن الأمور الشخصية، لأن الحالة على هذه المنصات أصبحت متعبة، وتحولت إلى منبر لأشخاص يعبرون عن رأيهم بطريقة مملوءة بالتنمر والجهل، إنما بالمقابل يوجد أشخاص يقدمون صورة جيدة وراقية عبر هذه الصفحات.

• ما تحضيراتك القادمة؟

انتهيت من تصوير مشروع عطر بلات فورم عشر حلقات للمخرج تامر إسحاق، وسأقدم من خلاله شكلاً وشخصية جديدة تختلف عما قدمته سابقاً، إضافة إلى مسلسل ليلة سقوط، وفيلم بوح، وفيلم مفتاح الحب.

باب الحارة أغلق نهائياً

• هل تم إلغاء دعم البطاقة الذكية عن ميلاد يوسف؟

بالتأكيد، عندما يتخذ هذا القرار يجب أن يقدم بأسلوب وأوضح وأن يحقق نتائج إيجابية، فأنا مع القرار بحال الدعم الذي تم إلغاؤه عن أشخاص معينين، أن يذهب إلى مستحقيه ومن هم بحاجته.

• هل أغلق باب الحارة بعد وفاة المنتج بسام الملا؟

باب الحارة أغلق منذُ جزئه التاسع، وبعد وفاة المنتج الكبير بسام الملا فبالتأكيد أغلق نهائياً، لأن الشركة الجديدة المنتجة للعمل أصبح لديها رؤية مختلفة للعمل، الذي أصبح في بيئة ومكان آخر، لذلك أنا مبتعد كلياً عن العمل للحفاظ على ما قدم سابقاً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن