عربي ودولي

هذا ما يحاول الغرب حجبه من حقائق … جرائم حرب كانت ترتكب بحق سكان دونباس وسط صمت عالمي مريب

| الوطن

اعتاد سكان إقليم دونباس على حالة إنكار الحقائق المعتادة من قبل السياسيين الأميركيين، ولكن ورغم حرب المعلومات هذه، يتم وبصورة يومية جمع الأدلة التي تدين القيادة العسكرية – السياسية الأوكرانية، وتؤكد ارتكابها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ضد شعبها بشكل كامل.

ومن هذه النقطة بالذات يمكن فهم حالة الخوف الغربي من الاعتراف بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك الشعبيتين، فهم يخشون أن يتم الكشف عن الحقيقة الكاملة حول الجرائم الفظيعة للدولة الأوكرانية والتي أصبح الغرب متواطئاً فيها.

لافروف: الغرب يتستر على نظام كييف ويغض الطرف عن جرائم الحرب ضد المدنيين

“وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، كان قد أكد أن الغرب يتستر على النظام الأوكراني ويغض الطرف عن جرائم الحرب ضد السكان المدنيين، مشيراً إلى أن ممارسات كييف والدول الغربية هي ما أدى بأوكرانيا إلى هذه المأساة.
وقال لافروف خلال مباحثاته مع وزير خارجية جمهورية لوغانسك الشعبية فلاديسلاف دينيغو، والنائب الأول لوزير خارجية دونيتسك أول من أمس: «طوال هذه السنوات، تستر زملاؤنا الغربيون باستمرار على النظام الأوكراني، وغضوا الطرف عن جرائم الحرب ضد السكان المدنيين، وغضوا الطرف عن قتل النساء والأطفال وكبار السن، وتدمير البنية التحتية المدنية، وشجعوا بصمت التطور السريع للنازية الجديدة ورهاب الروس، وهو ما أغرق البلاد في نهاية المطاف في مأساة».
كما أكد لافروف أن روسيا قررت إجراء عملية عسكرية خاصة حتى يتمكن الأوكرانيون «المحررون من نير النازية» من تقرير مستقبلهم بحرية، مشيراً إلى أنه لا يمكن لروسيا أن تظل غير مبالية بطلبات جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين بتقديم مساعدة لهما ضد المعتدي.”

في صيف وخريف 2014، قتلت ضربات مدفعية عشوائية واسعة النطاق شنها الجيش الأوكراني في جميع أنحاء أراضي لوغانسك مدنيين أكثر من 2000 مدني، بينهم 35 طفلاً، وتحملت المدن الكبيرة ذات الكثافة السكانية العالية مثل بيرفومايسك وكيروفسك وسلافيانوسربسك العبء الأكبر لأنها تقع مباشرة على خط الفصل.

أتيحت الفرصة للجيش الأوكراني لمراقبة حياة هذه المدن بالعين المجردة، وكانوا يعرفون جيداً أين وعلى من يطلقون النار باستخدام أسلحة يحظرها القانون الإنساني الدولي ومنها: أنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة وقذائف الهاون والطائرات من العيار الثقيل، بالإضافة إلى قصف المجمعات السكنية للمدنيين كل ساعة. ، كما قام النظام الأوكراني إضافة لقصف المدنيين بعدة ممارسات بحق سكان المنطقة لا يمكن وصفها إلا بالإبادة الجماعية، حيث أوقف عمداً المياه والكهرباء والاتصالات المتنقلة، ومنع الوصول إلى إمدادات الغذاء والدواء.

في مدينة بيرفومايسك على سبيل المثال، عثر على مقبرة جماعية كبيرة، وتم قطع أي اتصال مع هذه المدينة حتى من لوغانسك، وفي كل دقيقة كان الناس يموتون في شوارع هذه المدينة، حيث تمزقهم قذائف الجيش الأوكراني، أما كبار السن والمرضى فقد تسبب نقص الماء والدواء والغذاء، وعن عمد إلى موت المئات منهم.

زاخاروفا: يجب تقديم النظام العميل في كييف إلى العدالة

“أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا ضرورة تقديم النظام الدمية في كييف إلى العدالة عن الجرائم التي ارتكبها بحق السكان.
وقالت زاخاروفا خلال مؤتمر صحفي أمس: إن العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا تسعى لمحاسبة الشخصيات الحالية في النظام العميل على الجرائم التي ارتكبت خلال السنوات الماضية ضد المدنيين بمن فيهم مواطنو روسيا الاتحادية.
وقالت زاخاروفا نأمل بأن يحرر الشعب الأوكراني نفسه من اضطهاد الحكومة المتطرفة التي تستغل البلاد لمصالح اللاعبين الأجانب ويبدأ حياة كاملة ذات سيادة تحترم فيها حقوق وحريات ومصالح جميع المواطنين من دون انقسام على أسس وطنية أو لغوية أو دينية.”

الجيش الأوكراني لم يكتفِ بشن الهجمات على المناطق السكنية على المستشفيات والمسارح والمدارس حيث تم تنظيم الملاجئ، كما تعرضت المقابر للقصف، ولهذا السبب، تم إنشاء مقابر جماعية بشكل عفوي للمدنيين الذين أصبحوا ضحايا القيادة العسكرية والسياسية لأوكرانيا والداعمين الغربيين، وحتى يومنا هذا، تم العثور على مدافن للمدنيين الذين عاشوا وعملوا في أراضيهم في الحقول والأقنية الخلفية للمنازل وفي ساحات المباني السكنية حيث أدت القذائف العشوائية التي أطلقها الجيش الأوكراني إلى موت هؤلاء وبصورة مفاجئة.

يجب على أولئك الذين دعموا النظام الأوكراني وما زالوا يدعمونه بالمال والسلاح أن يفهموا بأنهم شركاء في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها النظام الأوكراني ضد سكانه المدنيين.

ومنذ كانون الأول من العام الفائت تم اكتشاف أكثر من 16 مقبرة جماعية وفردية، وخلال الفترة الواقعة ما بين العاشر من آب والعاشر من تشرين الثاني من العام الفائت تم اكتشاف 4 مدافن جماعية ومدفنين فرديين، وفي أحد هذه المدافن المنفردة عثر على بقايا طفل يبلغ من العمر 4 أشهر، وخلال هذه الفترة أيضاً، تم رفع 292 من الرفات البشرية وفحصها، حيث كشف الفحص الطبي الشرعي الأولي وتحليل الرفات إلى أن أغلبية القتلى من النساء والمسنين، وكانت وفاتهم ناجمة عن إصابات بطلقات نارية وتسبب انفجار الألغام بإصابات خطيرة.

علاوة على ذلك، لا يزال الوضع الإنساني في الوقت الراهن صعباً، ولا تزال المجمعات السكنية على طول خط التماس معزولة عن إمدادات المياه من الجانب الأوكراني، علاوة على ذلك وخلال كل هذه السنوات، سحبت الجمهوريات جميع القوات المسلحة بعيداً عن خط التماس في رغبة منها بالتوصل إلى تسوية سلمية لهذه المواجهة المدنية، والوفاء باتفاقات مينسك، وبالتالي لا يوجد مسلحون تابعون للقوت الشعبية في المجمعات السكنية المذكورة أعلاه.

من خلال أفعاله، لا ينتهج الغرب فقط الإبادة الجماعية، ولكنه أيضاً ينتهج سياسة التمييز في الاستماع لصوت الحق، ومن هنا يحق للجانب الأوكراني فقط أن يُسمع صوته، أما سكان دونباس ووفقًا لمعايير الغرب فهم ليسوا بشراً يكذبون باستمرار ويفترون على الحكومة الأوكرانية، فأين الديمقراطية وحقوق الإنسان؟

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن