سورية

استغل انشغال روسيا في الحرب بأوكرانيا … النظام التركي يكثف خروقاته في «خفض التصعيد».. والجيش يرد بقوة

| حلب- خالد زنكلو - حماة – محمد احمد خبازي

استغل نظام الرئيس رجب طيب أردوغان انشغال روسيا في العملية العسكرية بأوكرانيا، وأوعز لمرتزقته برفع وتيرة ومنسوب التصعيد في منطقة «خفض التصعيد» في إدلب بغية تأجيج الوضع لإيجاد ذرائع لتغيير الواقع الميداني الثابت على حدود التماس منذ نحو سنتين.

وبين مصدر ميداني في إدلب لـ«الوطن» أن مسلحي ما تسمى غرفة عمليات «الفتح المبين»، التي يقودها تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وحاضنتها «هيئة تحرير الشام» وتضم «الجبهة الوطنية للتحرير» أكبر ميليشيات ممولة من النظام التركي، زادوا من عدد خروقاتهم لوقف إطلاق النار ساري المفعول في إدلب منذ مطلع آذار ٢٠٢٠، وذلك بالتزامن مع اشتعال الحرب في أوكرانيا.

وكشف، أن مرتزقة أردوغان الإرهابيين كثفوا من خروقاتهم وتعدياتهم باتجاه نقاط تمركز الجيش في ريف إدلب الجنوبي وسهل الغاب الشمالي الغربي غرب محافظة حماة، خلال اليومين الماضيين، بالتوازي مع تصاعد حدة المعارك في أوكرانيا. وتوقع استمرار التصعيد في الأيام المقبلة ريثما تحقق روسيا أهدافها من العملية العسكرية داخل أوكرانيا.

وبين أن مسلحي التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة في إدلب واصلوا أمس وأول من أمس استهدافهم المدفعي والصاروخي لمواقع الجيش بريف المحافظة الجنوبي انطلاقاً من بلدات البارة وبينين وسفوهن والفطيرة في جبل الزاوية جنوب طريق عام حلب – اللاذقية الدولية والمعروفة بـ«M4»، ومن دون وقوع إصابات بشرية في صفوف الجيش.

وأشار إلى أن وحدات الجيش المنتشرة في المنطقة صبت جام غضبها على مصادر نيران الإرهابيين، وتمكنت من قتل وجرح أكثر من ٢٠ إرهابياً عدا عن دك تحصيناتهم خلف خطوط التماس وتدمير دبابة وعربتين مصفحتين ومرابض مدفعية وسيارات دفع رباعي تحمل رشاشات ثقيلة.

وأضاف: إن «محور بلدة العميقة في سهل الغاب الشمالي الغربي شهد أمس وفي الليلة السابقة اشتباكات متقطعة بين وحدات الجيش ومسلحي «الفتح المبين» بعد اعتداءاتهم على نقاط ارتكازه في المنطقة، مؤكداً أن الإرهابيين تلقوا ضربة موجعة أزهقت أرواح بعضهم ودمرت عتاداً عسكرياً بحوزتهم.

وأوضح المصدر، أن الاشتباكات بين الجيش ومسلحي «النصرة»، تجددت أمس ولليوم الثاني على التوالي في بعض محاور منطقة كبانة بريف اللاذقية الشمالي الغربي، حيث سقط قتلى وجرحى في صفوف الإرهابيين.

مراقبون للوضع في إدلب، أكدوا لـ«الوطن»، أن رفع وتيرة التصعيد في «خفض التصعيد» بالتزامن مع زيادة سخونة جبهات أوكرانيا، لا يدع مجالاً للشك بأن أردوغان يريد توجيه رسائل لموسكو حول إنزعاجه من العملية العسكرية الروسية، وأنه قد يغامر بتغيير قواعد الاشتباك في إدلب رداً على العملية العسكرية الروسية في دولة حليفة لـحلف «الناتو» الذي ينتمي إليه.

وأما في البادية الشرقية، فقد بيَّنَ مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الوحدات المشتركة من الجيش والقوات الرديفة، تواصل تمشيط قطاعات بالبادية من خلايا تنظيم داعش الإرهابي، بتغطية نارية من الطيران الحربي السوري والروسي المشترك.

وأوضح المصدر، أن الطيران الحربي استهدف خلال الأيام القليلة الماضية، مخابئ للدواعش في قطاعات ما بين حماة وحمص والرقة ودير الزور، وهو ما كبدهم خسائر فادحة بالأفراد والعتاد.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن