سورية

«إيكونوميست» ترجح قضاء العملية الروسية في أوكرانيا على العلاقات الروسية – التركية

| وكالات

رأت مجلة «إيكونوميست» البريطانية، أن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، هي بمنزلة «اختبار لعلاقة التقارب بين روسيا والنظام التركي وربما قضت عليها».
وفي تقرير لها نقلته صحيفة «القدس العربي»، تساءلت المجلة: إن أنهت تلك الحرب هذا التقارب، مشيرة إلى حالة الازدحام التي شهدها مضيق البوسفور الذي يقسم إسطنبول ويربط بين بحري مرمرة والأسود.
وأشارت، إلى أن قلة من الدول تراقب الحرب التي تم نشر الأسلحة من أجلها مثل تركيا، التي يحرص نظامها، برئاسة رجب طيب أردوغان، على استمرار التقارب مع روسيا.
وحسب المجلة، قال أردوغان في 23 من الشهر الجاري: «لا يمكننا الاستسلام» بشأن روسيا أو أوكرانيا، لكن بحسب «إيكونوميست» فإن تصرفات روسيا قد تضطره إلى ذلك.
وذكرت المجلة، أنه في اليوم التالي، عندما بدأت روسيا العملية العسكرية، وصفت وزارة خارجية النظام التركي هذا الأمر بأنه «غير مقبول» و«انتهاك خطير للقانون الدولي»! بعدما شجبت اعتراف روسيا بجمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، وقالت المجلة: «إن الحرب الدائرة تعتبر بمنزلة اختبار للعلاقة بين البلدين وربما قضت عليها».

واعتبرت، أن ما يقلق أردوغان أكثر هو اقتصاد بلاده وحاجته لروسيا، مرجحة أن تكون العملية العسكرية الروسية قد نسفت هذه التطلعات.
وشكل الروس والأوكرانيون أكثر من ربع الزوار الأجانب لتركيا العام الماضي، وفي هذا الصيف، من المفترض أن يظهر عدد أقل بكثير حسب المجلة، التي ذكرت أن العقوبات الغربية ضد روسيا، أحد الشركاء التجاريين الرئيسيين لتركيا ومصدر الغاز الرئيسي، ستوجه ضربة منفصلة للاقتصاد، وقد تسببت الحرب بالفعل باهتزاز في الأسواق التركية، إذ في 24 شباط الجاري، كانت الليرة تتجه لأسوأ يوم لها هذا العام.
وأشارت المجلة، إلى أن النظام التركي لا يريد استعداء روسيا، والمرة الأخيرة التي حدث فيها ذلك كان بعد إسقاط الطائرة الحربية الروسية «سو 24» عام 2015 داخل الأراضي السورية، وكان الرد الروسي قوياً ومزيجاً من العقوبات والتهديدات، مما أدى لاعتذار نادر ومجموعة من التنازلات من أردوغان.
ولفتت إلى أنه تبع ذلك، ذوبان الجليد في العلاقات وتميز بصفقات طاقة جديدة، والتعاون في سورية، وشراء النظام التركي لمنظومة الدفاع الجوي إس-400 من روسيا التي حاولت منذ ذلك الحين إبعاد تركيا عن حلف شمال الأطلسي «الناتو»، في حين أن النظام التركي المنبوذ من شركائه الغربيين، يتطلع إلى روسيا لتعزيز مصالحه الإقليمية.
لكن النظام التركي وفقاً للمجلة، يعتبر أوكرانيا شريكاً استراتيجياً وعارض ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، ودعم خطط أوكرانيا للانضمام إلى «ناتو»، وشارك مخاوفها بشأن الحشد البحري الروسي في البحر الأسود، كما باع هذا النظام عشرات الطائرات المسلحة من دون طيار لأوكرانيا، مما أزعج الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وبعدما أشارت المجلة إلى أنه في وقت سابق من هذا العام، وقع أردوغان والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اتفاقية تعاون دفاعي جديدة، نقلت عن ألبير كوسكون من مؤسسة «كارنيغي للسلام الدولي»، وهي مؤسسة غير ربحية أميركية: إن «الحرب ستجعل من الصعب على تركيا موازنة التزاماتها كعضو في «الناتو» وعلاقاتها الدافئة مع روسيا، ولقد ساعد دعم تركيا لأوكرانيا بالفعل على تحسين أوراق اعتمادها الباهتة في حلف شمال الأطلسي».
واعتبرت المجلة أنه كان لدى أردوغان «رغبة في أن يحافظ على علاقات حميمة مع روسيا، لكن الحرب في أوكرانيا من المرجح أن تثبت نهاية هذا الأمر».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن