الخبر الرئيسي

سفارة كييف في تل أبيب تجند مرتزقة للقتال في أوكرانيا.. والدفاع الروسية: أساليب القوميين الأوكرانيين تُذكر بممارسات إرهابيي سورية … موسكو تستأنف عملياتها العسكرية بعد رفض كييف التفاوض

| الوطن

انتهت المهلة الروسية الممنوحة لأوكرانيا للعودة إلى طاولة الحوار وفق شروطها، وأعلنت وزارة الدفاع الروسية استئناف القتال وفقاً للخطط العسكرية الموضوعة، لتتحول الأنظار مجدداً إلى العاصمة كييف، حيث تدور الاشتباكات العنيفة على عدة محاور، تزامناً مع تواصل الحملة الإعلامية الغربية المعروفة عند كل مفصل دولي يسير وفقاً لغير رغباتها، من دون أن يبخل المسؤولون الأميركيون والأوروبيون بمزيد من التصريحات العدائية والإفصاح عن حزمة جديدة من العقوبات الاقتصادية على روسيا إضافة إلى إرسال معدات عسكرية لأدواتها في أوكرانيا على غرار السيناريو السوري، وذلك وفقاً لما أكدته معلومات موسكو.

وزارة الدفاع الروسية أصدرت أوامرها للقوات المسلحة الروسية أمس، بشن هجوم على جميع المحاور في أوكرانيا، وذلك بعد رفض الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي التفاوض مع روسيا.

وجاء في بيان الوزارة: «بعد أن أعلن نظام كييف عن استعداده للمفاوضات، تم تعليق العمليات النشطة في الاتجاهات الرئيسة، لكن وبعد أن تخلى الجانب الأوكراني عن التفاوض، صدرت أوامر لجميع تشكيلاتنا بتوسيع زحفها على جميع الاتجاهات وفقاً للخطة العسكرية الموضوعة».

وتابع البيان: «تعمل مجموعات من قوات جمهورية دونيتسك ولوغانسك بدعم ناري من القوات المسلحة الروسية، على تطوير نجاح للهجوم على مواقع القوات الأوكرانية».

ولفت بيان الوزارة إلى أن مجموعات الكتائب القومية (المتطرفون) الأوكران تستخدم سيارات الدفع الرباعي مجهزة بأسلحة من العيار الثقيل أو مدافع الهاون وهذا التكتيك كان يستخدمه الإرهابيون الدوليون في سورية.

وأوضح بيان وزارة الدفاع الروسية، أن تورط السكان المدنيين في أوكرانيا في الأعمال العدائية مع المتطرفين القوميين سيؤدي حتماً إلى وقوع حوادث وسقوط ضحايا، داعية الشعب الأوكراني إلى التحلي بالحكمة وألا «يستسلم لاستفزازات نظام كييف ويعرض نفسه وأحباءه لمعاناة لا داعي لها».

وبينما أعلن الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف بأن «القوات المسلحة الروسية قصفت منشآتٍ عسكريةً أوكرانيةً بصواريخ كروز بحرية وبرية ليلاً»، ونقلت وسائل إعلام أوكرانية مشاهد تؤكد اندلاع معارك واشتباكات داخل العاصمة الأوكرانية كييف، حيث نشرت مشاهد لتبادل إطلاق نار كثيف بالقرب من إحدى الوزارات.

ونقلت وكالة الأنباء الأوكرانية مشاهد أشارت فيها إلى أن الاشتباكات تدور على الضفة اليمنى من نهر دنيبر بالقرب من وزارة البنية التحتية في كييف، أي على بعد نحو 5 كيلومترات من بناء الحكومة الأوكرانية، وتظهر مقاطع الفيديو التي انتشرت مساء أمس، اشتباكات عنيفة بجانب بناء الوزارة والأبنية المحيطة بها، حيث تعتبر هذه المنطقة من المناطق الداخلية في العاصمة الأوكرانية.

التطورات الميدانية تزامنت مع تواصل التحركات الأميركية الأوروبية على ضفتي فرض مزيد من العقوبات على روسيا، وإرسال مزيد من الأسلحة إلى كييف، حيث أعلنت كل من ألمانيا وهولندا وفرنسا عن إرسال كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة تشمل قذائف مضادة للدبابات وصواريخ.

وأعلن المستشار الألماني أولاف شولتس في حسابه على موقع تويتر أن بلاده ستزود أوكرانيا بألف صاروخ مضاد للدبابات و500 صاروخ أرض جو من طراز ستينغر من مخزونات القوات المسلحة الألمانية، كما أعلن الإليزيه بأن فرنسا سترسل أسلحة دفاعية ووقوداً إلى أوكرانيا لدعمها في القتال ضد روسيا، بدورها أعلنت بريطانيا والولايات المتحدة، اتفاقهما مع 25 دولة على تزويد أوكرانيا بمزيد من السلاح.

من جهته أعلن مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل نيته اقتراح حزمة مساعدات طارئة للجيش الأوكراني خلال اجتماع افتراضي اليوم الأحد مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، كما سيجري بحث فرض عقوبات جديدة على روسيا، كما أعلن الإليزية نيته تشديد العقوبات المالية على موسكو حيث ستشمل هذه العقوبات نظام سويفت.

الوعيد الغربي لاقى رداً روسياً سريعاً، حيث كشف نائب رئيس مجلس الأمن الروسي ديميتري مدفيديف، عن احتمال إجراء روسيا «مراجعة نهائية» للعلاقات مع الدول التي فرضت عقوبات عليها.

ووصف المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف العقوبات الغربية بالخطيرة جداً، مؤكداً أن «روسيا مستعدة لها مقدماً، وتتخذ إجراءات لضمان التشغيل السلس للاقتصاد»، مشيراً إلى وجود إمكانات روسية تضمن عمل الاقتصاد الروسي.

وحول الرد الروسي على العقوبات، قال بيسكوف: «التحليل والتنسيق بين الإدارات (الروسية) مطلوب من أجل تطوير تدابير استجابة تتماشى مع مصالح روسيا».

بموازاة ذلك اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن في تصريحات له أمس، أن المنعطف التاريخي الذي نعيشه الآن سيؤدي لتغيرات كبرى في العقد المقبل، وهو أمر لا يحدث كثيراً، مؤكداً أن هناك فرصة حقيقية أن نحافظ على استقرار العالم وخفض التوتر في أنحاء عدة، بعد ما اعتبر أن ذلك يعتمد على إفشال مخطط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأضاف بايدن في كلمة له: إن «ثمة تبعات سلبية كبيرة على روسيا جراء خطوة بوتين غزو أوكرانيا، في حين استفاد المعسكر الغربي منها، وهناك فرصة حقيقية أن يدفع بوتين ثمناً باهظاً لهذا الغزو على المدى البعيد وسيفشل في نهاية المطاف» على حد تعبيره.

على صعيد آخر نشرت السفارة الأوكرانية في إسرائيل بياناً على صفحتها عبر «فيسبوك» تهدف من خلاله إلى تجنيد مرتزقة لقتال الجيش الروسي، تحت مسمى «الدفاع عن سيادة أوكرانيا»، وجاء في البيان: «إلى أبناء الوطن الأعزاء، الإخوة وجميع المواطنين الإسرائيليين المهتمين وأبناء الدول الأخرى الموجودين حالياً في إسرائيل، بدأنا في تشكيل قوائم المتطوعين الذين يرغبون في المشاركة في الأعمال القتالية ضد المعتدي الروسي».

تأتي هذه التطورات في وقت يستعد مجلس الأمن للانعقاد مجدداً اليوم للتصويت على مشروع قرار إجرائي بشأن أوكرانيا، وذلك عقب يوم واحد من إخفاقه في إصدار قرار يستنكر عمليات روسيا في أوكرانيا.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن