رياضة

درس في علم الهباء..؟!

| غسان شمة

إذاً.. لم يكن الأمر يتعلق في الضرب على وتر سري تفاصيل كثيرة منه مجهولة.

بل كان يتعلق في الضرب على وتر حساس يشارك الكثيرون في حملة الصمت المستمرة عنه باعتباره أمراً شبه طبيعي وفي كثير من السفرات التي لا تخلو من سياحة وسفر و«شوبينغ»…

ولأننا ضليعون في رسم حواف ومضلعات لعلم الهباء الذي ترتكز أسسه على نثر الحقائق في مهب الريح التي لا تتوقف في مكان.

وضليعون في الخروج من عنق الزجاجة التي أحكم البعض في صهر زجاجها وإعادة تكوينه بما يضمن ما تحوي تماماً كما يضمن زجاجها عند الملمات.

فمن الطبيعي أن نتغنى بإنجازات البطل، كاشف الحقائق، وهو يرد الماء لتغيير مجراه وتحليته بالعبارات المنمقة ذات الجاذبية الفارغة في أغلب الأحيان..

بل نستطيع رد الجميل بأحسن منه ونشكل لجنة لإعادة تسيير المياه في مجاريها المعتادة.

ولا مانع لدينا أن يكون أحد الأعضاء، في تلك اللجنة رغم أنه من المعنيين بالأمر خشية أن تخرج الأمور عن السيطرة التي تعبوا وهم يرسمون قواعدها وفنونها…

وهكذا نخرج جميعاً فائزين، ويمكن لنا أن نرمي الأمر برمته على سوء الفهم أو التقدير أو على من سبقنا في هذا الطريق الوعر الذي يحتاج لكثير من تضحيات العاملين في الوسط الرياضي وعلى الأخص كرة القدم التي صعدت بأحلام السوريين إلى عنان السماء، لكنها سريعاً ما سقطت بهم على أرض الواقع كاشفة عن خلل مستمر رغم تغيير الأشخاص والاتحادات والمدربين والمحليين واللاعبين والاحتياطيين.

وربما الجمهور الأكثر تعرضاً للأذى النفسي نتيجة هذه الخسارات التي يجد المعنيون تبريرات لها قبل أن تقع..؟!

في دكاكين علم الهباء وذر رماد الحقائق أو المعلومات في الفضاء الرحب دون الوصول لنتيجة يمكن أن تفعل الكثير خاصة إذا كنت من الذين يتمتعون بالحصافة والقيافة واللسان الطليق وغيرها من المؤهلات التي تحتاج لأعمار من الخبرة يمكن للبعض أن يقتنصها بعمر واحد مؤكداً قدرته على اجتراح المعجزات الرياضية التي يتسع لها خرم الإبرة بسهولة ودون أن تترك الأثر، لكنه يمتلك المجهر المكبر لعشرات الأضعاف في قاموس مملوء بالأرقام دون أن تتقدم هذه اللعبة أو تلك على أرض الواقع قيد أنملة..

ما سبق لغة ذات صبغة هلامية، كلجانهم.. وظلال تائهة يعلوها غبار التعميم.. لكن ألا تمسكون بقلوبكم خشية فقر رياضي بعض ملامحه المؤلمة تلوح جهاراً نهاراً؟!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن