عربي ودولي

موسكو واصلت عمليتها في أوكرانيا.. وأوروبا أغلقت مجالها الجوي أمام الطائرات الروسية … بوتين يضع قوات الردع الإستراتيجي في حالة تأهب .. «الناتو» يرد بالمثل.. واشنطن: تصعيد غير مقبول!

| وكالات

مع مواصلة الدول الغربية سياسة التصعيد غير المسبوق لجهة فرض عقوبات ضد روسيا، مع التركيز على قطاعيها المالي والنقل الجوي، أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الأحد، وزارة الدفاع بوضع قوات الردع الإستراتيجي الروسية في حالة تأهب قتالي خاصة، ليسارع البيت الأبيض ويقول زاعماً إن أميركا و«الناتو» لا يهددان روسيا.
وذكرت قناة «روسيا اليوم» أن أوامر بوتين جاءت خلال اجتماعه، أمس الأحد، مع وزير الدفاع سيرغي شويغو ورئيس الأركان العامة فاليري غيراسيموف، وشدد بوتين على أن هذه الخطوة تأتي رداً على مسؤولي الغرب الذين «لم يكتفوا باتخاذ خطوات عدائية اقتصادية وحسب، بل أدلى مسؤولوهم في حلف الناتو بتصريحات عدوانية ضد روسيا».
وفي أعقاب قرار بوتين أفاد البيت الأبيض بأن الولايات المتحدة وحلف «الناتو» لا يهددان روسيا، واتهم متحدث باسم البيت الأبيض أمس الرئيس الروسي بـ«فبركة تهديدات غير موجودة لتبرير اعتداءاته»، وأضاف: «نحتاج للمزيد من العقوبات على روسيا، ويجب أن تعلن الدول تأييدها لأوكرانيا بدل الوقوف على الحياد».
في حين اعتبرت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد استنفار الرئيس بوتين قوات الردع النووي الإستراتيجية الروسية، «تصعيداً غير مقبول»، وقالت في تصريحات لشبكة «سي بي إس» الأميركية: «هذا يعني أن الرئيس بوتين يواصل تصعيد هذه الحرب بطريقة غير مقبولة بالمطلق، ويجب أن نواصل وقف ممارساته بأقصى طريقة ممكنة».
من جانبه أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «الناتو» ينس ستولتنبرغ، أن أمر بوتين يدل على خطورة الموقف، ونقلت وكالة «تاس» عن ستولتنبرغ قوله: «التحرك الأخير يدل على أن الموقف شديد الخطورة، والناتو سيزيد من إمداد أوكرانيا بالأنظمة المضادة للطائرات والدبابات».
وتابع: «لطالما دعمنا الدبلوماسية ونراقب إن كانت روسيا جادة في محادثاتها مع الأوكرانيين»، مشيراً إلى أن الموافقة على عضوية أوكرانيا في الناتو تحتاج إلى إجماع في الحلف.
في سياق آخر قال المستشار الألماني أولاف شولتس، أمس الأحد، إن ضمان الأمن في أوروبا مستقبلاً سيكون مستحيلاً من دون روسيا، غير أنه اتهم موسكو بتهديد الأمن حالياً.
وأكد المستشار الألماني خلال اجتماع استثنائي للبوندستاغ أنه لا يمكن بناء الأمن في أوروبا من دون روسيا على المدى الطويل، لكنه أضاف: إن موسكو «تعرض القارة للخطر» حالياً، في إشارة إلى عمليتها العسكرية في أوكرانيا.
في غضون ذلك أعربت رابطة دول جنوب شرق آسيا «آسيان» عن قلقها العميق إزاء تطورات الوضع في أوكرانيا، مشيرة إلى ضرورة تبنّي الحوار طريقاً لإزالة التوتر وتجاوز الأزمة، وقال وزراء خارجية «آسيان» في بيان مشترك يوم الأحد إنهم يشعرون بقلق عميق إزاء تطور الوضع والقتال في أوكرانيا.
وفي مجال التصعيد الغربي ضد موسكو أعلنت رئيسة ​المفوضية الأوروبية​، أورسولا فون دير لايين، أن المفوضية قررت إغلاق ​المجال الجوي​ الأوروبي أمام الطائرات وشركات الطيران الروسية، كما حظرت وسائل إعلام روسية، وصفتها بأنها ذراع إعلامي للكرملين.
وأشارت دير لايين، إلى أن المفوضية اتخذت إجراءات بفرض عقوبات على ​بيلاروسيا​، وفرض حظر على صادراتها.
وأعلنت عدد من الدول الأوروبية، في وقتٍ سابق أمس، أنها أغلقت مجالها الجوي أمام ​الطائرات الروسية​، من بينها كندا وإسبانيا وفرنسا وألمانيا وبلجيكا.
بدوره أعلن مفوض الأمن والخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن منظومة الردع النووي الأطلسية في حالة تأهب قصوى، مضيفا إن ما يجري في أوكرانيا «حرب على الحدود الأوروبية».
من جهة ثانية أفادت وزارة الدفاع الروسية، أمس الأحد، بأن الجيش الأوكراني بدأ بالاستخدام المكثف للذخيرة المملوءة بالفوسفور في ضواحي كييف، في محاولة «يائسة» لاحتواء هجوم القوات الروسية.
وأشارت الوزارة إلى أن الجيش الأوكراني يستخدم «ذخيرة محظورة بموجب البروتوكول الثالث لاتفاقية الأمم المتحدة لعام 1980 بشأن الأسلحة غير الإنسانية».
وأضافت: إنه في مدينة ماريوبول، قامت القوات الأوكرانية القادمة من لفيف بترويع المدنيين، ونصب العربات المدرعة والمدفعية في المناطق السكنية، مستخدمة السكان المحليين «دروعاً بشرية».
واتهمت الوزارة قوات القوميين في سيفيرودونتسك بتهديد الوحدات المنسحبة بالإعدام، وقتل 4 ضباط.
يذكر أن الجيش الأوكراني استخدم صاروخ «توتشكا-أو» لاستهداف مستودع مشتقات النفط في مدينة روفينكي، وفق ما أعلنته جمهورية لوغانسك الشعبية أمس الأحد، كما استهدفت القوات الأوكرانية أول من أمس مستودعاً للمشتقات النفطية في دونيتسك باستخدام صاروخ «توتشكا-أو».
وعلى خط مواز قالت مديرية حرس الحدود بمقاطعة روستوف الروسية، في بيان أمس: إن أكثر من 4.2 آلاف لاجئ من دونباس عبروا حدود روسيا خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأضاف البيان: «خلال الـ24 ساعة الماضية، عبر أكثر من 4200 مواطن من أراضي جمهوريتي دونباس الحدود مع روسيا، عبر نقاط التفتيش».
وأكد اللاجئون من إقليم دونباس، في شهاداتهم لـ«روسيا اليوم» أن حجم التجاهل لمأساتهم من الغرب مستمر منذ سنوات طويلة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن