الخبر الرئيسي

شعبان: لا أحد يمكنه التنبؤ كيف ستنتهي هذه الحقبة.. والخارجية: واشنطن تحاول إبقاء حالة الفوضى.. وبكين: أميركا تهديد حقيقي للعالم … بوتين يضع قوات الردع الإستراتيجي في تأهب

| الوطن

تصاعدت حدة المشهد الدولي لمستويات خطرة بلغت حد توجيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزارة الدفاع بنقل قوات الردع الإستراتيجية إلى نظام الاستعداد القتالي على خلفية التصريحات والخطوات العدائية لمسؤولي الناتو الذين قرروا بدورهم رفع سقف المواجهة الدولية، وتسخير كل ما يلزم من أسلحة وإعلام واقتصاد وصولاً إلى تجنيد المرتزقة الجاهزين للموت دفاعاً عن مصالح الغرب والولايات المتحدة.

سورية أدانت أمس بشدة حملات التصعيد الهيستيرية التي تقوم بها الولايات المتحدة والغرب ضد روسيا الاتحادية، والتي يحاولون من خلالها تحريف الحقائق وتأجيج الأوضاع واستمرار الأزمات في محاولة للحفاظ على هيمنتهم على العالم.

وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين: إن «الدول الغربية وعلى رأسها أميركا التي اعتادت خرق القوانين وقتلت ملايين الأبرياء في حروبها بدءاً من الحرب الكورية مروراً بفيتنام إلى أفغانستان إلى العراق وصولاً إلى سورية وغيرها من الحروب، لا يحق لها الحديث عن القانون الدولي وخرق المواثيق».

مصدر الخارجية أشار إلى أن سورية تؤكد أن من واجب كل الدول أن تقف في وجه السياسات الغربية التي تقودها الولايات المتحدة وباتت تشكل تهديداً خطيراً للسلم والأمن الدوليين، مؤكداً أن امتهان الولايات المتحدة والغرب وأدواتهم، الكذب والنفاق والتضليل لتمرير أجنداتهم وتشويه التاريخ والحاضر، بات عنواناً لسياستهم الرعناء وكل هذا الصراخ الإعلامي والسياسي من الغرب وأميركا هو محاولة لإبقاء حالة الفوضى في العالم، خدمة لقطاع الطرق والخارجين عن القانون إرهابيين كانوا أم نازيين جدداً.

بدورها اعتبرت المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان أن الولايات المتحدة ترغب في جر روسيا إلى مكان تنهي فيه قدرتها على أن تقول لا للغرب، لكن هذه الحرب ليست قراراً غربياً وما قامت به روسيا كان نتيجة حساباتها، حيث وجدت أن الخسارة ستكون أكبر بكثير إذا لم تتخذ موقفاً وفعلاً ما.

وأكدت شعبان في مقابلة مع الإعلام الرسمي أمس، أن لا أحد يمكنه التنبؤ كيف ستنتهي هذه الحقبة، لكن لا شك أن العالم ضاق ذرعاً من الهيمنة الغربية، وما يتفق عليه الغرب هو فرض العقوبات على الدول، مبينة أن هناك أكثر من عامل لوقوف سورية اليوم مع روسيا، فهناك الفهم المشترك والتقييم المشترك والعلاقة المشتركة.

هذه المواقف تزامنت مع توجيه الرئيس بوتين أمس وزارة الدفاع الروسية بنقل قوات الردع إلى نظام الاستعداد القتالي، وقال بوتين، خلال اجتماع مع وزير الدفاع سيرغي شويغو، ورئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية فاليري غيراسيموف: «أوجّه وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة بنقل قوات الردع التابعة للجيش الروسي إلى وضع الاستعداد القتالي».

وأضاف: «زملائي الأعزاء، أنتم ترون أن الدول الغربية لا تتخذ إجراءات عدائية ضد دولتنا في المجال الاقتصادي فحسب، أقصد العقوبات التي يعلمها الجميع جيداً، ولكن كبار مسؤولي الدول الرئيسة في حلف الناتو يدلون بتصريحات عدوانية ضد بلدنا».

الإعلان الروسي استدعى رداً سريعاً من الناتو حيث وصف الأمين العام لحلف الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، إعلان بوتين بـ«الخطير وغير المسؤول»، لافتاً إلى أن «الناتو سيعزّز دفاعاته الجوية»، فيما اعتبر البيت الأبيض، أن توجيه الرئيس بوتين جاء بناءً على «تهديدات لا وجود لها»، مؤكداً أن واشنطن وحلف شمال الأطلسي لا يشكلان تهديداً لروسيا.

وزارة الدفاع الروسية من جهتها أعلنت أن الجيش الأوكراني بدأ الاستخدام المكثف للذخيرة المملوءة بالفوسفور في ضواحي كييف، لافتةً إلى أن القوات الأوكرانية القادمة من مدينة لفيف قامت بترويع المدنيين في ماريوبول، مشيرة إلى أن القوات الأوكرانية نصبت العربات المدرعة والمدفعية داخل الأحياء السكنية مستخدمة المدنيين كدروع بشرية.

مصادر رسمية في روسيا أكدت أن القوات الروسية ستستهدف بضربات موجهة الأفراد الذين ينقلون الأسلحة الغربية إلى العاصمة الأوكرانية كييف، وقال رئيس لجنة حماية سيادة الدولة التابعة لمجلس الاتحاد الروسي، أندري كليموف: «ستنفّذ روسيا ضربات تستهدف الأفراد في أوكرانيا الذين ينقلون أسلحة غربية إلى كييف».

مفوض الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل أعلن عقب اجتماع عبر الفيديو مع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبية أن الاتحاد سيزود القوات المسلحة الأوكرانية بطائرات مقاتلة، كما جرى تخصيص 450 مليون يورو لتأمين أسلحة لأوكرانيا، وجرى التوافق على وقف التعامل مع المصرف المركزي الروسي، ومنع «آر تي» و«سبوتنيك» من البث في الاتحاد الأوروبي، مبرراً الخطوة الأخيرة بأنها محاولة لمكافحة الأخبار المضللة وغسيل الأدمغة!

من جهتها أوصت واشنطن الأميركيين بمغادرة روسيا، فيما أوصت باريس الفرنسيين بمغادرة روسيا وبيلاروس برّاً نظراً لحظر المجال الجوي الأوروبي أمام الطائرات الروسية.

وبالتزامن هاجمت السفارة الصينية في روسيا، الولايات المتحدة، معتبرة أن واشنطن «تشكل تهديداً حقيقياً للعالم»، وقالت السفارة في تغريدة عبر الحساب الرسمي على «تويتر»: «منذ خمسينيات القرن الماضي، قصفت الولايات المتحدة أكثر من 30 دولة»، وأبرزت سفارة الصين في منشورها قائمة بالدول التي قصفتها الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية، قائلة: «لا تنسوا أبداً من هو التهديد الحقيقي للعالم».

السفارة قالت في تغريدة أخرى: إنه «من بين 248 نزاعاً مسلحاً وقع في 153 منطقة من العالم بين عامي 1945 و2001، كانت الولايات المتحدة طرفاً في 201 صراع، أي بنسبة 81 بالمئة من العدد الإجمالي».

بالمقابل طالبت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي في مقابلة تلفزيونية الصين للتنديد بحرب روسيا على أوكرانيا!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن