ثقافة وفن

المسرحية العمانية «لقمة عيش».. نص يحاكي واقع الشباب العربي في دمشق … وزيرة الثقافة: المسرح السوري لم يغب عن المهرجانات العربية … السفير العُماني لـ«الوطن»: العلاقة الثقافية بين سورية وعمان قائمة والبعثة تعززها

| سارة سلامة- تصوير: طارق السعدوني

في عرض مثير يحاكي واقع الشباب العربي وضمن إطار الكوميديا السوداء، وبتقنيات عالية وخفة في الحركة وموضوع مثير، طرح شباب فرقة الدن مسرحيتهم عن المعيشة وظروف الحياة التي تعتصر واقع الشباب فهي قضية تقاطع أحلامهم الكبيرة مع مستوى دخل محدود، يتطلب منهم العمل الكثير ليذهب تعبهم في نهاية الشهر على مستلزمات حياتهم..

هذا الواقع المعيشي طرحته الفرقة بكل تبنٍ وحب وليونة بطريقة طريفة لفتت الجمهور السوري الذي حضر متلهفاً لمشاهدة العرض.. حيث أقامت وزارة الثقافة بالتعاون مع وزارة السياحة عرضاً مسرحياً من المسرح العماني بعنوان «لقمة عيش» لفرقة «مسرح الدن للثقافة والفن» وذلك على مسرح الحمراء في دمشق، بحضور رسمي وشعبي.

العرض من تأليف جمال صقر ودراماتوج وإخراج محمد سعيد الرواحي، يشار إلى أن الفرقة متخصصة في إنتاج وتقديم العروض المسرحية والإنتاج الإعلامي وتنظيم المهرجانات الثقافية والفنية.

ومسرحية «لقمة عيش» حازت عدة جوائز في عُمان والبحرين ومصر والكويت والمغرب.

بادرة خير

كما بينت وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح أن الوزارة: «حريصة جداً على أن تزور فرقنا وتشارك في المهرجانات العربية التي تقام في العالم العربي، وحريصون أيضاً على استقدام فرق عربية إلى سورية، وسلطنة عمان خير من نستضيفه وهذه المرة الأولى التي تأتي فيها فرقة مسرحية عمانية إلى مسارحنا نحن متشوقون جداً لنرى نتاج عملهم».

وأضافت الدكتورة مشوح: إن «المسرحية تعتبر بادرة خير ونافذة نور، والمسرح السوري لم يغب عن المهرجانات العربية في تونس والأردن ولبنان ومصر وشاركنا في عديد من المهرجانات طوال فترة الحرب ولكن الآن الأخوة العرب مدعوون إلى زيارة سورية وتقديم عروضهم على مسارحها ونحن سعداء جدا بمشاركتهم خبراتنا المسرحية».

عودة للعلاقات بين البلدين

وفي تصريح خاص لـ«الوطن» كشف السفير العماني في دمشق تركي بن محمود البوسعيدي أن: «هذا العرض هو اللبنة الأولى بعد الحرب في سورية ويشهد عودة للعلاقات الثقافية بين سورية وعمان، وكان هناك زيارة سابقة في عام 2018 حيث سافر وفد من الثقافة السورية إلى عمان وشارك في منتدى ثقافي، وكان من المفترض أن يكون العرض في 2020 ولكن بسبب ظروف جائحة كورونا تأجل إلى الآن، ونتمنى أن تستمر الزيارات الثقافية بين الجانبين السوري والعماني ليس فقط من جانب المسرح إنما في جوانب أخرى».

وأضاف السفير إن: «هناك معرض مسقط الدولي للكتاب وسيشارك وفد سوري كبير من المكتبات والإعلاميين فيه، فالعلاقة الثقافية بين سورية وعمان قائمة ونحن كبعثة ندفع في هذا الجانب لأن تكون هذه العلاقات الثقافية هي البوابة لنقل حقائق ما يجري في سورية، وبلا شك أن هذا الوفد يشاهد ما يجري وبالتالي سينقل الحقيقة إلى السلطنة ومن ثم إلى جهات أخرى».

باب للتعاون المستمر

وكشف المخرج والدراماتورج محمد سعيد الرواحي أن: «هذا العرض هو الثامن والعشرون للمسرحية وهناك أشخاص من وزارة الثقافة السورية حضروها في مهرجانات أخرى، وجاءتهم الفكرة لدعوتنا، نحن سعيدون جداً ومتحمسون لتقديم العرض أمام الجمهور السوري وعلى خشبة مسرحه، وهنا العرض مهم جداً وحضّرنا له من جديد، وبدأنا نعمل عليه بشكل جدي وذلك لأن سورية هي أهل للفن العريق الجميل الذي تعودنا عليه منذ الصغر، فأتمنى أن نقدم عرضاً جميلاً ينال إعجاب الجمهور».

وعن إمكانية وجود عروض مستقبلية وتعاون بين سورية وعمان بين الرواحي أنه: «بالتأكيد نعمل على تقديم عرض مونودرامي فيه المزيد من الشباب والإناث، إلا العرض اقتصر فقط على مجموعة من الشباب، إلا أننا في المستقبل سنشهد وجود الممثلات العمانيات، وسيكون هناك باب للتعاون المستمر بين الدولتين سورية وعمان»، مشيراً إلى أن «الزيارة هي الأولى لنا لسورية وحقيقة تفاجأنا بالاستقبال منذ وصولنا إلى أرض المطار من خلال التسهيلات، وذلك لم نشهده في دول أخرى وقمنا بجولة على بعض الأسواق التراثية الجميلة وكان الناس طيبين ومحبين لنا جداً».

القضايا تتشابه

بينما قال محمد بن سالم النبهاني رئيس فرقة مسرح الدن للثقافة والفن إننا: «سعيدون جداً لأننا اليوم في دمشق، وحقيقة لقد تأخرنا في المجيء إلى سورية وأتوقع أن الواجب المسرحي والثقافي يحتم علينا الوجود فيها، وأتمنى أن تكون هذه الزيارة فاتحة لزيارات فرق عربية أخرى».

وعن أهمية وجودهم على خشبة مسرح الحمراء بين نبهاني: «شعور رائع لأن مسرح الحمراء وما يمثله من تاريخ عريق يشهد على كبار العروض المسرحية التي قدمت هنا، إضافة إلى أن فرقتنا من الفرق الأوائل التي قدمت إلى سورية بعد الأحداث، أتمنى أن ينال العرض إعجاب الجمهور خاصة أنه باللهجة العمانية أو اللهجة القريبة من فهم الجميع، وأن نكون كشرارة البداية لقادم أفضل وأجمل ثقافياً ومسرحياً».

وعن إمكانية وجود نشاطات أخرى في سورية قال نبهاني: إنه «بالتأكيد هذه البداية وسيتبعها تعاون آخر قادم قد لا يكون فقط مع فرقة مسرح الدن ربما مع فرق عمانية أو عربية أخرى، وأرى من واجب كل مسرحي عربي يؤمن بأهمية المسرح أن يأتي إلى سورية».

وكشف نبهاني عن رسالة المسرحية وهي: «مناقشة بعض هموم الإنسان البسيطة وبحثه عن معيشته اليومية، وكيفية إيجاد الحلول للحصول على حياة أفضل وهذه القضايا تتشابه فيها أغلب دول العالم بما فيها الدول العربية».

القضايا نفسها

وبين أحمد الرواحي وهو عضو في فرقة الدن أهمية وجوده على مسرح الحمراء في دمشق أنه: «نطرح من خلال المسرحية قضايا نعيشها في وطننا، وهي أيضاً موجودة هنا، وحقيقة فاجأني تفاعل الجمهور وردات فعله وتقبلهم للعرض وبالتأكيد هذا يسعدنا كثيراً».

وعن أهمية وجوده في سورية قال الرواحي: إنها «خطوة جميلة وثرية لتاريخي فليس من السهل أن أمثل في سورية، وأقدم مسرحية على خشباتها، هذا حلم قديم وتحقق أرجو ألا تكون الزيارة الأخيرة، هي المرة الأولى وستتبعها زيارات أخرى».

حلم كل ممثل

أما الممثل سالم الرواحي فبين أن: «وجودنا على خشبة سورية مهم جداً واعتقد أن ذلك حلم لكل ممثل عربي، لأن الفن السوري معروف والفنانون السوريون تميزوا على مستوى الوطن العربي، وأتوقع أننا أول فرقة عربية تدخل سورية بعد الأحداث الأخيرة، هذا فخر لنا، وأتمنى أن تلاقي المسرحية إعجاب الجمهور السوري، فكما هو معروف الجمهور السوري ذواق للفن، ونقدم له اليوم وجبة مسرحية خفيفة يستأنس بها ويفهم مغزاها».

وأضاف الرواحي إن: « فكرة المسرحية واضحة من عنوانها لقمة عيش وتضيء على واقع الشاب عند دخوله فترة العشرينيات، وبداية تفكيره الأساسي في تأمين لقمة العيش له ولأهله، والفكرة تتحدث عن شاب يبحث عن لقمة العيش ليصطدم بالواقع ويقع بالكثير من المطبات محاولاً إيصال صوته إلى الجهات العليا».

وقال هيثم سيف المعولي إن: «أهمية وجوده في دمشق كممثل أمر مهم جداً لتجسيد الفن على مسرح سوري عريق، خاصة أنني منذ صغري اعتبر أن الدراما السورية والممثلين السوريين قدوة لي، واعتدنا على الكثير من المسلسلات السورية مثل باب الحارة والزير سالم، ولطالما أمتعنا الفنان دريد لحام من خلال شخصية غوار، كما أننا هنا اليوم لنتعلم ونستفيد منهم ولنعرض وجبة خفيفة وبسيطة على هذا المسرح العريق».

تعزيز التعاون الثقافي

وكشف مدير عام مديرية المسارح والموسيقا عماد جلول أننا: «نتابع فرقة الدن منذ سنوات عديدة وكنا ضيوفاً في مهرجاناتهم، بوجود كبار نجوم سورية وهي فرقة نشيطة جداً، حصلت على عدة جوائز عربية، ونحن كنا حريصين على استضافتهم حتى يتم تعزيز التعاون الثقافي بين البلدين الشقيقين، وسيكون لديهم نشاط ثقافي آخر وزيارة بعض المتاحف والأسواق».

قبلة المسرحيين

ومن جانبه بين عميد المعهد العالي للفنون المسرحية الدكتور تامر العربيد أن: «الموضوع المهم جداً هو عودة الفرق العربية إلى دمشق، ويجب أن نعترف أن دمشق كانت دائماً قبلة المسرحيين العرب، والمسرح في دمشق له نكهة خاصة، ومهرجان دمشق المسرحي كان أكبر دليل على أنه موعد ينتظره المسرحيين العرب، ولا شك أن عودة هذه الفرق مثل فرقة الدن العمانية لتقدم عرضاً على مسرح الحمراء هو أمر مهم للمسرح بشكل عام وللمسرح العربي بشكل خاص».

وأضاف العربيد إن: «العرض الذي قدموه الشباب هو عرض جميل وممتع وفيه نكهة الشباب والطاقة والحيوية، والنص لطيف ورشيق والفكرة جميلة والأداء سلس وممتع، حيث استمتعنا على مدار ساعة وبضع الساعة وبالشكل الفني، والفرقة جميلة وأداؤها رائع».

وكشف العربيد أنه: «تم التواصل مع الفرقة وقدمنا فكرة أن يزورونا في المعهد لإقامة ورشة عمل ونعرفهم على التجربة المسرحية السورية».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن