ثقافة وفن

الفن لا ينفصل عن السياسة … تيسير إدريس لـ«الوطن»: «فتح الأندلس» سيحقق نقلة نوعية لي.. وأقدم فيه دوراً استثنائياً

| عبد الهادي الدعاس

فنان يملك في تاريخه موسوعة كبيرة من الأعمال المسرحية والتاريخية والاجتماعية، كان من مؤسسي المسرح الجامعي على يد الأساتذة يوسف حنا وفواز الساجر، بحوزته أدوات رفيعة وعالية المستوى برع في استخدامها بالعديد من الشخصيات منها: شخصية «أبو سفيان» بمسلسل خالد بن الوليد، وشخصية «أبو شفيق» بمسلسل حاجز الصمت وغيرهم الكثير، نال جائزة أفضل ممثل في مهرجان دمشق التاسع عام 1995 عن شخصيته بفيلم «صعود المطر»، إنه الفنان تيسير إدريس الذي التقته «الوطن» للحديث عن مشاركته النوعية في مسلسل فتح الأندلس، وتطورات شخصيته في مسلسل الكندوش بجزئه الثاني، وتحضيراته القادمة وغيرها الكثير.

أيام الزمن الجميل

• في البداية.. حدثنا عن الزمن الذي جمعك، مع الأستاذ فواز الساجر، والأستاذ يوسف حنا؟

أجمل أيام حياتي الفنية كانت في هذا الزمن الجميل، مع هذين الأستاذين المبدعين المختلفين من حيث الإبداع والمعرفة، وفهم ماهية الفن وكيف ننظر إليه.

الأستاذ فواز الساجر أخذني من المسرح القومي إلى المسرح التجريبي، وهناك بدأت رحلتي معهُ، فقدمنا حينها العديد من المسرحيات سوياً، منها «رحلة حنظلة من الغفلة إلى اليقظة، وثلاث حكايات» وقدمناها آن ذاك في العديد من المسارح العربية والدولية بتونس وبرلين.

أما الأستاذ يوسف حنا فكان عرابي بالفن وأخاً وصديقاً وأستاذاً تعلمت منهُ الكثير، وهو من حثني على الدراسة، وجعلني أدخل الجامعة، وأصبحت بوقتها من مؤسسي المسرح الجامعي، وقدمنا العديد من المسرحيات سوياً منها مسرحية «توباز».

الكندوش سيختلف من ناحية الإيقاع

• هل ستحمل شخصيتك «العربجي» التي قدمتها في مسلسل «الكندوش»، التطورات في الجزء الثاني للعمل؟

الجزء الثاني سيكون ذا أهمية كبيرة عما قدم سابقاً في هذا العمل، وشخصية «العربجي» ستحمل تطورات مختلفة من ناحية العائلة، وأستطيع القول إن الكندوش بجزئه الثاني سيكون عملاً مختلفاً تماماً من ناحية الأحداث والإيقاع.

• هل أنت مع تدخل الفنان بالأمور السياسية أو أمور الشارع؟

لست مع تدخل الفنان بالأمور السياسية، لأنه سيخسر حينها طرفاً من الجمهور، ولا شك أن الفن لا ينفصل عن السياسة، إنما من خلال الأعمال الدرامية التي تقدم، لذلك تقديم فنٍ محترم هي السياسة التي يجب أن يتحلى بها الفنان.

دور استثنائي

• بعد وفاة المنتج بسام الملا، هل أغلق «باب الحارة» برأيك؟

المنتج بسام الملا وضع بصمة لا شك في هذا العمل الشهير، لكن للحقيقة لم أعمل معه، لقد كان وجودي بالعمل من خلال الجزأين العاشر والحادي عشر مع المخرج محمد زهير رجب.

• كان لك وجود مسبقاً في لبنان، لتصوير مسلسل «فتح الأندلس»، ما الجديد الذي يحمله هذا العمل لك، وما شخصيتك؟

هذا العمل سيحقق نقلة نوعية لي، والشكر الكبير للمخرج محمد العنزي على منحي هذا الدور الاستثنائي، الذي أقدم فيه شخصية «لذريق» حاكم طليطلة، وهي شخصية مركبة وقوية ومختلفة ومزاجية ومجنونة وعاقلة، وجميع المتناقضات الإنسانية موجودة فيها، وأتمنى أن أكون وفقت في تقديم هذه الشخصية المرعبة.

• هل أصبح اسم تيسير إدريس، مرتبطاً بأعمال البيئة الشامية، وهل أنت راضٍ عن ذلك؟

أنا أعمل في جميع الأعمال الدرامية الاجتماعية والتاريخية، ولست حكراً لأعمال البيئة الشامية، والمعروف عني ضمن الوسط الفني وشركات الإنتاج أنني أعتذر كثيراً عن الأعمال التي تقدم لي، لأسباب ونواح كثيرة، فأحيان تقدم لي شخصية لا تتناسب معي ولا يوجد بها شيء جديد، وفي بعض الأحيان يقدمون لي دوراً دون أن ينظروا إلى قيمة تاريخي الفني، وربما يكون السبب أيضا هو الأجر المادي الممنوح للشخصية.

المبرر الدرامي

• برأيك هل يتم إقحام المشاهد الجريئة في الأعمال لكسب المشاهدات والتسويق، بعيداً عن المضمون الدرامي؟

أستغرب من المشاهدين كيف يفكرون اليوم، المشاهد الجريئة بحقبة الستينيات كانت أكثر من الوقت الراهن، لكن من المهم أن يوجد المبرر الدرامي لهذه المشاهد، ولا يتم توظيفها فقط من أجل التسويق.

• ما تحضيراتك القادمة؟

هناك عمل جديد سيتم تصويره قريباً مع المخرج نعيم الحمصي، يتحدث عن قضايا بوليسية تشويقية، بالإضافة للانتهاء من تصوير مسلسل «إيكو» للمخرج محمد عبد العزيز، وهو عمل عبارة عن سباعية سيتم عرضه عبر إحدى المنصات، كما تم الانتهاء من تصوير ثلاثية في دولة الإمارات العربية المتحدة للمخرج عبد الباري أبو الخير.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن