سورية

الاحتلال التركي واصل قصف منبج وهجر أهالي في عين عيسى … الجيش يفرض الهدوء في «خفض التصعيد» و«الحربي» يدمر مخابئ لدواعش البادية

| حلب- خالد زنكلو - حماة- محمد أحمد خبازي

فرض الجيش العربي السوري الهدوء الحذر وشبه التام في منطقة «خفض التصعيد»، بعد توجيهه ضربات موجعة للإرهابيين، على حين واصل جيش الاحتلال التركي استهدافه الصاروخي لريف منبج بريف حلب الشمالي الشرقي، موقعاً جرحى في صفوف المدنيين، في وقت استمر فيه بتهجير الأهالي على تخوم القرى والبلدات الواقعة عند خط تماس طريق عام حلب- الحسكة والمعروفة بـ«M4» بالقرب من بلدة عين عيسى شمال الرقة.

وفي التفاصيل، فقد بينت مصادر محلية في مدينة منبج لـــ «الوطن»، أن صباح أمس شهد قصفاً صاروخياً مكثفاً نفذته قوات الاحتلال التركي وميليشيا «الجيش الوطني» الموالية لها، طال ريف منبج الشمالي المأهول بالسكان، ما خلق موجة ذعر في نفوسهم.

وأشارت إلى أن قصف قوات الاحتلال تركز على قرية التوخار، الأمر الذي أدى إلى إصابة مدنيين اثنين بينهما سيدة أربعينية وإلحاق أضرار فادحة في ممتلكاتهما، ودفع السكان إلى اللجوء صوب الأراضي الزراعية قبل نزوح بعضهم نحو مدينة منبج.

وسبق لقوات الاحتلال التركي أن استهدفت في 22 الشهر الماضي، نقطتين تابعتين لــما يسمى «مجلس منبج العسكري»، التابع لميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الانفصالية الموالية للاحتلال الأميركي، في محيط بلدتي محسنلي وعرب حسن شمال غرب منبج اللتين تتعرضان لقصف مستمر بغية تهجير قاطنيها، على حين دكت مدفعيته الثقيلة في 9 الشهر ذاته بلدتي الصيادة وعرب حسن وجرحت 3 مدنيين.

وفي ريف بلدة عين عيسى المتاخم لطريق «M4»، قالت مصادر أهلية لـــ«الوطن»: إن «نزوح السكان مستمر من القرى والبلدات التي تتعرض بين الحين والآخر لقصف ممنهج من جيش الاحتلال التركي ومرتزقته، لمنع الحركة على الطريق الدولي وخلق منطقة غير مأهولة بالسكان بغية احتلالها»، وكشفت، أن الحركة والسكن في بعض القرى باتت شبه معدومة بعد تعرضها لأكثر من استهداف مدفعي وصاروخي من قوات الاحتلال التركي والتنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة الموالية لها خلال الأشهر الأربعة الأخيرة عقب تهديد نظام الرئيس رجب طيب أردوغان باغتصاب المنطقة، ولاسيما قرى السويد وهوشان ومعلق وجديدة وحيمر ونعيت، والتي يخشى أهلها من العودة إليها بعد وقوع قتلى وجرحى في صفوفهم أكثر من مرة.

يذكر أن قوات الاحتلال التركي ركزت قصفها المدفعي والصاروخي أول من أمس على الطريق الدولي المار بالقرب من عين عيسى، إضافة إلى مخيم النازحين قرب البلدة وصوامع عين عيسى، وذلك بعد فترة هدوء استمرت 10 أيام سبقها تصعيد غير مسبوق على طول الخط الفاصل للطريق، الذي يشكل هدفاً لقوات الاحتلال لتقطيع أوصال مناطق نفوذ «قسد» شرق نهر الفرات.

وأما في قطاعات ريفي حماة الشمالي الغربي وإدلب الجنوبي من منطقة «خفض التصعيد»، فقد بيَّن مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الهدوء الحذر وشبه التام ساد مختلف تلك القطاعات – حتى ساعة إعداد هذه المادة مساء أمس.

وعزا المصدر ذلك الهدوء، إلى الضربات المدفعية التي وجهها الجيش العربي السوري لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي وحلفائه، في محاور سهل الغاب وفي منطقة جبل الزاوية وأرياف إدلب، رداً على خرقها المتكرر لاتفاق وقف إطلاق النار بمنطقة «خفض التصعيد»، الأمر الذي كبده خسائر فادحة خلال اليومين الماضيين.

بموازاة ذلك، بيَّنَ مصدر ميداني لـ«الوطن»، أن الطيران الحربي السوري والروسي المشترك، شن غارات مكثفة على مواقع لتنظيم داعش الإرهابي في منطقة الرصافة ببادية الرقة الجنوبية، موضحاً أن الأهداف التي دمرها الطيران الحربي هي مخابئ للدواعش أحكموا تحصينها، لكنها لم ترد الغارات.

ولفت إلى أن تمشيط البادية مقتصر على العمليات الجوية واستهدافات الطيران الحربي حالياً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن