عربي ودولي

الدفاع الروسية: سيطرنا على أجواء أوكرانيا.. و«الأوروبي» خصص 500 مليون يورو لدعم أوكرانيا عسكرياً … بوتين: التسوية حول أوكرانيا ممكنة فقط إذا تم أخذ مصالحنا الأمنية في الاعتبار

| وكالات

على وقع استمرار المفاوضات مع الجانب الأوكراني في غوميل البيلاروسية، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن التسوية حول أوكرانيا ممكنة إذا تم أخذ المصالح الأمنية المشروعة لروسيا في الاعتبار دون قيد أو شرط، في غضون ذلك واصلت القوات الروسية لليوم الخامس عمليتها الخاصة لحماية دونباس ونزع سلاح أوكرانيا وسط تصعيد غير مسبوق للعقوبات الغربية ضد روسيا.
وزارة الدفاع الروسية أكدت أمس الإثنين أن قوات الثالوث النووي الروسي بدأت بالمناوبات بطواقم معززة، وأن الطيران الروسي حقق السيطرة الجوية فوق كامل أراضي أوكرانيا، بالمقابل أقام الاتحاد الأوروبي مركزاً في مدريد لدعم أوكرانيا، في وقت قرر رسمياً تزويد القوات الأوكرانية بما قيمته 450 مليون يورو من الأسلحة و50 مليون يورو من المواد والمعدات المتعلقة بعملية التسليح.
وفي التفاصيل حدد بوتين، شروط موسكو بشأن التسوية مع أوكرانيا، موضحاً في محادثة مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن هذه الشروط هي «الاعتراف بالسيادة الروسية على شبه جزيرة القرم، ونزع السلاح من أوكرانيا، ودحر النازية في كييف، وضمان وضعها المحايد».
وشدد بوتين على أن «التسوية حول أوكرانيا ممكنة فقط إذا تم أخذ المصالح الأمنية المشروعة لروسيا في الاعتبار دون قيد أو شرط».
من جانبها نقلت وكالة «نوفوستي» عن وزارة الدفاع أن الوزير سيرغي شويغو أبلغ الرئيس بوتين بأنه تنفيذاً لأمره، بدأت مراكز التحكم التابعة لقوات الصواريخ الإستراتيجية والأسطول الشمالي وأسطول المحيط الهادئ وقيادة الطيران البعيد المدى، بالمناوبات القتالية بطواقم معززة.
في غضون ذلك أعلنت الدفاع الروسية أن طيرانها حقق السيطرة الجوية فوق كامل أراضي أوكرانيا، وأن قوات الجيش الروسي دمرت 1114 منشأة من البنية التحتية العسكرية الأوكرانية منذ بداية العملية.
وأوضحت الوزارة في بيان نشرته أمس الإثنين أن من بين المنشآت التي تم تدميرها، 31 نقطة مراقبة ومركز اتصالات للقوات المسلحة الأوكرانية، و314 دبابة ومركبات قتالية مصفحة أخرى و57 راجمة صواريخ و121 قطعة من المدفعية الميدانية والهاون، و274 قطعة من المركبات العسكرية الخاصة.
وأكد البيان أن القوات الروسية سيطرت على مدينتي بيرديانسك «جنوب شرق» وإنريرغودار في مقاطعة زابوروجيه، التي تقع فيها «محطة زابوروجيه الذرية».
وأضاف البيان إن الجنود الروس يسيطرون بشكل كامل على المنطقة المحيطة بالمحطة الذرية ويقومون بحراستها، في حين يواصل موظفو المحطة العمل كالمعتاد على صيانة المرافق ومراقبة الوضع الإشعاعي، الذي يبقى طبيعياً.
من جهة ثانية أبلغت الوزارة أمس الإثنين سكان العاصمة الأوكرانية كييف بإمكانية مغادرة المدينة عبر ممر آمن، وقالت الدفاع الروسية في بيان إنه «بإمكان جميع المدنيين في العاصمة كييف الخروج من المدينة بسلك طريق كييف-فاسيلكوف باتجاه الجنوب»، مشيرة إلى أن هذا الطريق مفتوح وآمن.
وتابع البيان إن «قيادة أوكرانيا وسلطات المدينة، بعد إعلان حظر التجول، تحاول إقناع السكان بالبقاء في منازلهم، مما يثبت مرة أخرى أن نظام كييف يستخدم سكان المدينة دروعاً بشرية للقوميين الذين نشروا وحدات مدفعية ومعدات عسكرية في مناطق سكنية بالعاصمة».
في الغضون تعرض موكب رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية دينيس بوشيلين، للقصف في قرية بافلوبول، وفي حديثه مع قناة «روسيا24» أمس، أكد بوشيلين تعرضه للقصف من جانب القوات الأوكرانية في قرية بافلوبول في جنوب الجمهورية، قائلاً: «نعم، لكنه أمر طبيعي، وكل شيء على ما يرام».
وفي السياق قالت ممثلية جمهورية دونيتسك في لجنة مراقبة وقف إطلاق النار، في بيان لها، إن القوات الأوكرانية أطلقت 11 قذيفة على أراضي الجمهورية، حيث استهدف القصف المركز السكني غولموفسكي والمركز السكني نوفولوغانسكويه.
وعلى خط مواز أغلقت روسيا مجالها الجوي أمام الدول التي اتخذت إجراء مماثلاً بحقها، وقالت وكالة النقل الجوي الروسية أمس إن روسيا حظرت استخدام مجالها الجوي لشركات الدول التي أغلقت أجواءها أمامها، حيث شمل شركات الطيران من 36 دولة.
وحظر الاتحاد الأوروبي أي طائرة روسية من الهبوط أو الإقلاع أو التحليق فوق أراضي الاتحاد، كما حظر على شركاته إمداد روسيا بالطائرات المدنية وقطع الغيار للطائرات، وفي هذا السياق أكدت الخارجية الروسية، أن قيادة الأمم المتحدة لم تتمكن من ضمان زيارة لجنيف لوفد روسي بقيادة وزير الخارجية سيرغي لافروف.
من جهته، أعلن مصدر دبلوماسي في جنيف، أن «زيارة لافروف إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ومؤتمر نزع السلاح ألغيت بسبب حظر غير مسبوق على الطيران الروسي الحكومي والخاص من عدد من دول الاتحاد الأوروبي».
وفي سياسة الغرب العدوانية ضد روسيا قال مفوض الاتحاد الأوروبي للأمن والسياسة الخارجية جوزيب بوريل إن «أوكرانيا طلبت دعماً للمعلومات حول الوضع الجغرافي ونحن كرسنا مركزا للأقمار الصناعية في مدريد لتلبية هذا الطلب»، مشدداً على أن «دول الاتحاد الأوروبي ستعزز حزمة العقوبات على بيلاروسيا وكل من يتعاون مع روسيا ويدعم العدوان الروسي على أوكرانيا.
كما قرر الاتحاد الأوروبي رسمياً تزويد القوات الأوكرانية بما قيمته 450 مليون يورو من الأسلحة و50 مليون يورو من المواد والمعدات المتعلقة بعملية التسليح.
من جانب آخر أشار مصدر من المفاوضات المنعقدة بين الوفدين الروسي والأوكراني بمنطقة غوميل في بيلاروسيا، إلى أن الجولة الثالثة منها «من المفترض أن تكون نهائية».
وفي كلمة افتتاحية، قال وزير الخارجية البيلاروسي فلاديمير ماكي الذي حضر إلى مكان إجراء المحادثات، إن الوفدين الروسي والأوكراني يمكن أن يشعرا بالأمان، مؤكداً استعداد الطرف البيلاروسي لتنفيذ كل طلبات الوفدين.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن