ثقافة وفن

دراما «وثيقة شرف» والوصول إلى قلب المتابع

| هلا شكنتنا

انتهت قبل عدة أيام عرض عشارية «وثيقة شرف» لكاتبيها «عثمان جحى» و«مؤيد النابلسي» ومن إخراج «باسم السلكا»، والتي عرضت على منصة «وياك»، حيث شكلت هذه العشارية نجاحاً لافتاً للنظر وخاصة ضمن الأعمال الدرامية التي تعرض عبر المنصات الرقمية، والتي باتت تشكل منفذاً لشركات الإنتاج ومهرباً للمتابع من الأعمال الطويلة.

أصدقاء تجمعهم الوثيقة

حيث قدم العمل قصة أربعة أصدقاء شباب تجمعهم العهود ضمن حي شعبي بسيط يشبه حياة الكثير من السوريين الحالمين، وقد ابتعد العمل عن تقديم المشاهد الجريئة، كما كان من اللافت للنظر أن العمل قائم على البطولة الجماعية التي أعطت جمالية خاصة للعمل، لكون أبطال العمل قاموا بتقدمة أدوارهم بشكل متزن ومحكم جعلهم قادرين على التحكم بأدواتهم الفنية لتلبية متطلبات الشخصية التمثيلية.

حكاية العمل

وإذا أردنا الغوص بشكل أكبر ضمن حكاية العمل نجد أن أبطاله الأربعة الرئيسيين كانوا قادرين على تحريك دورة العمل بشكل يخدم مصالح الشخصية وحفاظ كل ممثل على هويته الخاصة، حيث نرى أن الفنان «مهيار خضور» استطاع أن يجذب الانتباه إلى شخصيته القوية التي تتميز بالرجولة والقوة، أما شخصية «غيث» التي قدمها «فاتح سلمان»، فقد كانت كفيلة بأن تقدمه للجمهور بشخصية مختلفة عما قدمه سابقاً ما جعله متمكناً من شخصيته، أما بالنسبة لشخصية «نبيل- هافال حمدي»، فقد تميز بتقديمه الشخصية بكل هدوء وسلاسة، والشخصية الرابعة التي كانت من نصيب الممثل «لجين إسماعيل-عفيف»، فقد لاقت نجاحاً واسعاً نظراً لتمكنه من الشخصية وقدرته على توليف أدواته بشكل يخدم شخصيته وفق تصنيف الجمهور.

حجزت لنفسها مكانها

وبالتأكيد لا يمكن التغاضي عن بقية شخصيات العمل الأساسية التي كان لها الفضل في محور الحكاية، حيث عمل كل من أبطالها على حجز مساحة خاصة بهم، من خلال شخصية «نظلي الرواس- الراقصة» التي تقع حكايتها بين الراقصة هيام والأم الشابة وحبيبة لأحد الشباب، أما الممثلة «أمل عرفة» فقد استطاعت أن تتولى الجزء الأهم من العمل وكيفية تعاملها مع شخصية «نوران» التي تعاني فقدانها لإحدى قدميها، حيث استطاعت «نوران» أن تسرق قلب «عفيف» من زوجته بكل براعة وقوة من خلال امتلاكها للمال.

الواقع الحقيقي للحكاية

أما إذا أردنا الحديث عن الديكور الأساسي للعمل فنجد أنه وظف بشكل صحيح، ما جعل الحكاية تعيش ضمن الأحياء المختارة، كما الإضاءة والمشاهد المصورة جعلت العمل يظهر بشكل مريح للنظر وغير مربك، ما جعل الجمهور يشعر وكأنه يشاهد الشارع السوري بكل شفافية ووضوح، وبالتأكيد عنصر التشويق الذي كان مرافقاً للعمل كان له تأثير إيجابي على الشكل الكلي للعمل.

آراء المتابع وانتقاده

لكن في النهاية ووفق آراء المتابع السوري نرى أنه لا يوجد درامي كامل متكامل، حيث انتقد المتابع العمل وذلك بسبب سرعة أحداث الحلقة الأخيرة التي جعلت المتابع يتأرجح بعض الشيء، لكن إذا أردنا الحديث من منطق علمي ومهني نعلم أن العشاريات دائماً ما تقوم على تقدمة أحداث سريعة وذلك بهدف عدم شعور المتابع بالملل وتشويقه للتعرف إلى بقية تفاصيل هذه الشخصيات المتلخصة حياتهم باسم «وثيقة شرف».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن