ثقافة وفن

حسين بن منصور الحلاج و(عجبت منك ومني)؟

| د. رحيم هادي الشمخي

أبو عبد اللـه حسين بن منصور الحلاج (868- 922م)، شاعر عراقي عباسي، يعد من روائع أعلام التصوّف في العالم العربي والإسلامي، نشأ في مدينة (واسط) في العراق، ثم انتقل إلى مدينة البصرة جنوب العراق، وهناك التقى عدداً كبيراً من الأدباء والشعراء والنحويين البصريين.

درس مع عدد من طلاب اللغة العربية النحو والأدب في مؤلفات سيبويه والفراهيدي، ثم أعطى الدروس في اللغة للطلاب الوافدين إلى البصرة من خراسان والأهواز وجنوب إيران، ثم انتقل الشاعر الحلاج إلى بغداد في العصر العباسي الأول، وفي بغداد كانت له علاقة في دمشق، حتى إنه زارها خمس مرات، واتصل بعلمائها في اللغة والفلسفة، كما اتصل في دمشق ببعض المتصوفة وحضر حلقات دراسة في الجامع الأموي، وألّف العديد من كتب الفلسفة وأرسل بعضها إلى القاهرة والمغرب العربي ثم من دمشق سافر إلى مكة المكرمة واعتكف بالحرم المكي فترة طويلة.

عاد الحلاج من مكة إلى بغداد والتقى هناك العلامة (الجنيد) وهو فيلسوف عراقي واتفق معه على تأليف بعض كتب الفلسفة العربية، قناع الحلاج يوظف بشكل واسع في الشعر العربي المعاصر منذ ستينيات القرن العشرين مثلاً في أعمال الشاعر العراقي عبد الوهاب البياتي، وصلاح عبد الصبور والشاعر أدونيس ومحمد لطفي جمعة، ونجيب سرور.

وقد ألقى الحلاج قصائد الشعر أمام الخليفة العباسي المقتدر بالله كما أرسله الخليفة إلى دمشق لتعليم أصول الفلسفة الصوفية، غنى له الفنان كاظم الساهر ورياض أحمد وبشار زرقان وظافر يوسف، كما كتب عنه المسرحي (الكندي كريم الراوي) مسرحية (مدينة السلام)ـ تغنى الحلاج بالشجر والطيور والنساء والعشق والغرام والليل والنهار، ومازالت كتبه موجودة في مكتبات بغداد ودمشق والقاهرة والقيروان، وقد اتهم الحلاج بالزندقة فأُعدم، ويقال إنه ادعى الربوبية.

ويذكر العلامة الكبير (مصطفى جواد) أنه بعد حرق جثته تم دفنه في القبر المعروف في بغداد جانب الكرخ.

من أشهر قصائد الشاعر الحلاج روعة وشهرة في العالم العربي قصيدة (عجبت منك ومني) التي غنّاها الفنان رياض أحمد:

عجبت منك ومني
يا منية المتمني
أدنيتني منك حتى
ظننت أنك أني
وغبت في الوجد حتى
أفنيتني بك عني
يا نعمتي في حياتي
وراحتي بعد دفني
مالي بغيرك أنسٌ
من حيث خوفي وأمني
يا من رياض معانيه
قد حوت كلّ فني
وإن تمنيّت شيئاً
فأنت كل التمنّي

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن