رياضة

لهذه الأسباب خسر منتخبنا السلوي أمام إيران في التصفيات العالمية

| مهند الحسني

انتهت مشاركة منتخبنا الوطني بكرة السلة في النافذة الثانية من التصفيات العالمية لكن الحديث عنها لم ينته بعد، لأن الترشيحات والتصريحات التي سبقت المشاركة وضعت منتخبنا في مكانة مرموقة على صعيد النتائج الرقمية والمستوى الفني بعدما شطح الخيال عند البعض، ليصطدم عشاق السلة السورية بخسارة لم تكن بالحسبان أمام إيران، وفوز سهل على المنتخب البحريني لم يقنع أحداً.

الاستقلالية الاتحادية

حالنا من حال كل محب لرياضتنا الوطنية نحمل ما يطلقه قادتها على محمل الجد والمصداقية ورغم تكرار الخيبات من وعودهم الخلبية إلا أننا نمنح أنفسنا فسحة آمال جديدة بأن يطبق من كانوا يكيلون التنظير والانتقادات للاتحادات السابقة، بأن يطبقوا ما طبلوا به وزمروا من خطط أفلاطونية وأحلام وردية ومشاريع سرابية.

مؤسف جداً عندما يتجاهل من يصف نفسه بالنجم تعب لاعبي منتخب كرة السلة، فلو كان نجماً حقيقياً كما يظن لما اعتذر عن البطولة قبل أيام من انطلاقها، ولو كان قائداً خبيراً لصرح بعدم جدوى المشاركة قبل شهور من موعدها.

أما أن تدفع كرة السلة فاتورة إخفاق كرة القدم فهو فتح قيادي جديد لم يسبقنا إليه أحد، ما تشهده الرياضة السورية حالياً يشبه العصور الجليدية بسبب الجمود والتجمد الواضح في عقلية إصدار القرار في مفاصل العمل، ولأن غريم جمهورنا الرياضي مموه بين اتحاد كرة السلة والاتحاد الرياضي العام، فإن من يقف وراء قرار الانسحاب من البطولة كائناً من كان لا يصلح للاستمرار في عمله ما دام عاجزاً عن مواجهة واقع رياضتنا المزري ومتبعاً لسياسة دفن الرأس في الرمل، وإذا كان اتحاد كرة السلة غير موافق على قرار الانسحاب فليتوجه أعضاؤه إلى منازلهم وليجلسوا برفقة عائلاتهم ما داموا عاجزين عن فرض رؤيتهم الفنية.

مراوغات

لم تفلح مراوغات اتحاد كرة السلة في اصطياد فوز جديد على منتخب إيران ما يشير بشكل واضح إلى ضحالة التحضير وضعف الإعداد، فالمنتخب الذي فزنا عليه في التصفيات الآسيوية الأخيرة بقطر على قاعدة تحضيرات الكادر الوطني لم نستطع تطويره، ولم تفلح معسكرات الترفيه والاستجمام وشم النسيم في تغيير واقعنا الأليم، فأهداف الاتحاد أصبحت بعيدة عن طموحات الجماهير، والاتحاد يفكر اليوم في التملص من وعوده وأنغام تطبيله وتزميره ويريد دفن سهام نقده الحاد التي وجهها للاتحاد السابق بعد أن أجبرنا الاتحاد الحالي على الترحم والإعجاب بإتقان وواقعية من سبقه ممن رفض التحليق بأجنحة من الغرور والتنظير، ولم يبع للجمهور الكلام المعسول والأفعال الاستعراضية.

اليوم وبعد وصول تكلفة إعداد منتخب الرجال لما يزيد على المليار ليرة سورية بين مشاركات رسمية ورحلات ترفيهية لا بد من السؤال: من كان صاحب الحكمة العظيمة بتأخير التعاقد مع المدرب الإسباني خافيير بحجة توفير رواتبه؟؟ ومن تفتّق ذهنه عن فكرة التفريط بالمشاركة في بطولة المنتخبات العربية لأنها مجانية، وتوجه لإقامة معسكر كلف ما يقرب من مئة مليون ليرة سورية لأيام قليلة في غياب اللاعب المجنس وغياب المنافسة الجدية؟؟ وهل يمتلك اتحاد كرة السلة الجرأة والصراحة للخروج للعلن والاعتراف بأحد أمرين:

إن قراره الفني مصادر وبأن هناك هيمنة من المكتب التنفيذي، إذ كان الأخير صاحب القرار بعدم المشاركة خوفاً من خيبة جديدة تلتصق بخيبات منتخبات كرة القدم.

أما إذا كان الاتحاد هو صاحب قرار الهروب من المشاركة فيجب عليه الاعتراف بأنه يجهل أبجديات التحضير ويتقن الهدر والتبذير.

عودة

وبالعودة إلى ملف الوعود العسلية للاتحاد الحالي، فإننا نشهد له بنجاحه السريع ببناء حاجز من الجفاء مع أغلبية وسائل الإعلام على حساب سعيه للترويج لنفسه بطرق أكل عليها الزمان وشرب، أما في الجانب الإداري، فالاتحاد العتيد لا يمانع من تسفير هذا لحضور مباراة، ومنع ذاك من تغطية معسكر ومباريات مادام هذا من جانب الاتحاد وذاك من جانب العين الراصدة للأخطاء.

خلاصة

لا صوت يعلو على دوي سقوط سلتنا إلا صوت دوي وقوع أقنعة من كانوا نجوماً في يوم من الأيام، فثبت أنهم شهب عابرة لا وزن لها ولا تأثير وبأنهم مؤقتون كبريقهم المزيف.

هذه حال سلتنا التي انتقلت من تحت دلف القلة والتفرد إلى تحت مزراب التبذير والاستعراض.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن