إفشال محاولات تسلل وعبور إرهابيين بريف حماة الشرقي…الجيش يحبط تصعيد «النصرة» في أريحا
إدلب- الوطن – حماة- محمد أحمد خبازي
واجه الجيش العربي السوري بقوة وحزم تنظيم جبهة النصرة، فرع «القاعدة» في سورية الذي يقود ما يدعى «جيش الفتح» بإدلب، خلال محاولاتها اليائسة تصعيد هجماتها على محيط مدينة أريحا لتخفيف الضغط على جبهة جسر الشغور التي استعاد الجيش زمام المبادرة فيها، وتقدم في جميع محاورها لإطباق الخناق على المدينة وتطهيرها.
وأحبط الجيش، بتحدٍ وإصرار، مساعي «النصرة» إلى إحداث خرق كبير في محيط المدينة ذات الموقع الإستراتيجي على طريق الإمداد إلى سهل الغاب، فاللاذقية وحماة، وحال دون تمركز مقاتليها في النقاط التي تسللوا إليها أخيراً، من دون تغيير خريطة السيطرة بما يؤثر على سير المعركة الحاسمة. وصرح مصدر ميداني من داخل أريحا لـ«الوطن»، بأن وحدات الجيش لا تزال تخوض اشتباكات ضارية طوال أسبوع مضى، بعد شن المسلحين التكفيريين هجمات مكثفة على نقاط تمركز الجيش في محيط المدينة، وقرى كفر نجد ونحليا والمقبلة المجاورة لها، ومعسكر القرميد، بهدف إحراز تقدم جوهري يشغل الجيش في معركة جانبية تقلل ضغطه المتصاعد لفك الحصار على الجنود والضباط الأبطال المحاصرين داخل المشفى الوطني بجسر الشغور وتطهير المدينة كاملة.
وأكد المصدر، أن مدفعية الجيش وسلاح الجو لديه سددا ضربات موجعة لمراكز وتجمعات «النصرة» و«الفتح» في حرش قرية مصيبين قرب أريحا من الجهة الشرقية، وتلة معرطبعي المجاورة له، وفي محيط معسكر المسطومة الصامد بقوة، ودك أرتال لتعزيزاتهم قادمة من إدلب وسراقب وبنش وسرمين وقرى جبل الزاوية، موقعاً عشرات القتلى والمصابين في صفوفهم، بالإضافة إلى تدمير دبابتين وآليات عسكرية محملة بالذخيرة والأسلحة والرشاشات الثقيلة. وحالت وحدة من الجيش، المتمركزة في جبل الأربعين، الذي يطل على أريحا والمنطقة المحيطة بها، دون تمركز المسلحين الإسلاميين المتشددين منذ الأحد الماضي في موقع قمة الفنار في أعلى قمة الجبل، إثر تسللهم إليها بعد تفجير نفق بالقرب منها، وما زال الجيش يتعامل مع قناصة تسللوا إلى مواقع معينة في جبل الأربعين لتسهيل مرور إمداداته إلى نقاطعه العسكرية.
على خط مواز، أحبطت وحدات من الجيش أمس محاولات تسلل وعبور للمجموعات الإرهابية المسلحة في ريف حماة الشرقي.
وأكد مصدر لـ«الوطن»، أن تلك المجموعات الإرهابية غفيرة العدد ومدججة بمختلف أنواع الأسلحة كانت تتسلل على محور الصبورة- إسرية، فرصدتها وحدات الجيش وتعاملت معها بالأسلحة النارية المناسبة، ما أوقع العديد من أفرادها قتلى وجرحى ما بين نقطتي سيرتيل والرحراحة.
ويسود الهدوء الحذر مختلف المحاور الساخنة في محافظة حماة، وبخاصة في ريف حماة الشرقي والشمالي اللذين اتخذت فيهما إجراءات واستعدادات تكفل عدم تمكن المجموعات الإرهابية الوافدة أو الفارة من ريف إدلب، من بلوغ أرياف حماة والتسلل إلى المناطق التي تعد ساخنة أو مراكز لتجمع الإرهابيين.
فالوحدات المشتركة من الجيش والدفاع الوطني تفرض حضورها في تلك الأرياف لتمنع الإرهابيين من إحداث أي خرق أو وضع جديد في تلك المناطق، بغية فك قبضة الجيش عن جسر الشغور، وعن نظرائهم من الإرهابيين المحليين والوافدين، الواقعين بين فكي كماشة الجيش هناك.
وأما بالنسبة للواقع الميداني في جسر الشغور وبمنطقة مشفاها الوطني، فلم يرغب مصدر إعلامي بذكر أي معلومات حتى ساعة إعداد هذه المادة، ولكنه أكد أن الوضع تحت السيطرة وقرار الحسم ومرحلته النهائية بيد الجيش.
وقد خلت صفحات التواصل الاجتماعي التي تتابع شأن المشفى في جسر الشغور، من أي أخبار أو معلومات تتعلق بهذا الشأن، فالتعتيم الإعلامي سيد الموقف، ريثما يقول الجيش كلمته الفصل، وهذا ما فهمناه من المصدر الإعلامي الذي أوحى لنا أن المسألة مقصودة لدواع أمنية.