سورية

دعا الأهالي إلى رفض المحتل والذي بزواله ستسقط هذه الميليشيات … محافظ الحسكة لـ«الوطن»: «قسد» لم تتعظ من درس أوكرانيا

| موفق محمد

أعرب محافظ الحسكة، اللواء غسان حليم خليل، عن اعتقاده أن ميليشيات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» الانفصالية لم تتعظ من الدرس الذي حصل في أوكرانيا بتخلي واشنطن والغرب عنها، داعياً أهالي الحسكة إلى رفض المحتل بكل أشكاله والذي بزواله ستسقط هذه الميليشيات.

وفي تصريح لـ«الوطن»، قال خليل رداً على سؤال إن كانت هناك ملامح على اتعاظ «قسد» مما حصل في أوكرانيا والعودة إلى جادة الصواب والاتفاق مع الدولة السورية: «في الواقع الدروس أكثر من أوكرانيا»، لافتاً إلى أن الدروس التي مرت في التاريخ الأميركي وعلاقته بحلفائه وأصدقائه أثبتت بما لا يدع مجالا للشك بأن الأميركيين يتخلون عن حلفائهم عند أول منعطف.

وقال: «لا يوجد لدى الأميركيين حلفاء، وإنما لديهم من يعملون بإمرتهم»، مشيراً إلى أن أفغانستان كانت مثالاً قريباً وقبلها العراق وكذلك هناك أمثلة أخرى في مناطق عديدة من العالم.

وشدد على أن «قسد» يجب أن تتعظ وتعود إلى جادة الصواب وألا تستقوي بالذراع الأميركي لأن الاستقواء بالذراع الأميركي هو خيانة عظمى، موضحاً أن هؤلاء مواطنون سوريون ولكنهم خارجون عن القانون السوري واستقدموا المستعمر وسهلوا له عمليات السرقة التي يقوم بها، وهي ممارسات ترقى إلى جرائم حرب ومساعدة المحتل على احتلال بلدهم وسرقة خيراته.

ولفت خليل إلى أن الوضع في مناطق سيطرة «قسد» ليس مريحاً لهم، مشيراً إلى أن المواطنين من مختلف الأطياف بمن فيهم الإخوة الأكراد ليسوا موالين لدرجة كبيرة وليسوا مؤيدين لممارساتها، موضحاً أن الأهالي يعلمون أن «قسد» تقوم بهذه الممارسات ضد مصالحهم وضد مصالح الكرد، ولافتاً إلى أن «قسد» لا تمثل الأكراد فالشريحة الأكبر التي تعمل معها هي غير كردية.

وأضاف: «اتعظوا أم لم يتعظوا، لا أعتقد»، وتابع: «هم خائفون بالتأكيد، ولكنهم مستفيدون من السرقات بالاتفاق مع الأميركي، فحجم السرقات التي يقومون بها يومياً كبير جداً وهي تتعلق بالنفط والقمح وغير ذلك»، موضحاً، أنهم كانوا يهرّبون النفط إلى العراق، والآن فتحوا خطاً آخر مع شركة «وتد» التابعة لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي ويهرّبون لها النفط إلى إدلب وريفها كي يعملوا على إشغال قوات الجيش العربي السوري أكبر مدة ممكنة، ومساعدة التنظيم من خلال بيعه النفط المسروق من المنطقة الشرقية بمبالغ ليست كبيرة وترك هامش ربح لشركته، وكذلك مساعدة الاحتلال التركي بطريقة أو بأخرى لأن الوضع في تركيا اقتصادياً غير جيد مع أنهم يقولون إن التركي عدو لهم.

وقال خليل: «إنهم لم يتعظوا، لأنهم مستفيدون من الوجود الأميركي وفي حال غادر الأخير هذه المنطقة، فهذه القيادات التي استفادت ستترك الشرائح الكردية والعربية وكل سورية ويهربون بأموالهم إلى خارج سورية»، وأضاف: «بالواقع أموالهم أصبحت خارج سورية ولم يبق إلا هؤلاء الأشخاص الذين يقومون بالسرقات وسوف يلحقون بأموالهم في حال تركهم الأميركي وغادر».

ولفت إلى أنه بعد مسرحية «سجن الثانوية الصناعية» في مدينة الحسكة وهروب قيادات داعشية من الصف الأول من السجن، عملت «قسد» على إزالة الكثير من المباني مــن المنطقة حيث تــم هــدم 62 منــزلاً وأكثــر من 20 محلاً تجارياً للمواطنين، وإزالة معهدي المراقبين الفنيين والحرفيين وتدمير جزئي لكليتي الهندسة والاقتصاد، وهذه المنطقة أصبحت عسكرية.

واعتبر خليل، أن هذه الممارسات سبقت استيلاءهم على مبنى التأمينات الاجتماعية في مدينة القامشلي في الحي الغربي من المدينة يوم الجمعة الماضي.

ولفت إلى أن هذا المبنى لديه 11 ألف متقاعد يتم توزيع الرواتب لهم بشكل شهري، كما يقوم بمنح القروض، ولديه في سجلاته 16 ألف عامل من كل الدوائر يتبعون لهذا الفرع، إضافة إلى 6 آلاف صاحب عمل من القطاع الخاص، و45 موظفاً في المبنى المؤلف من أربعة طوابق ومجهز بالكامل حاسوبياً ومربوط مع الإدارة العامة في دمشق.

وبعدما تساءل عن المبرر لكي تستولي «قسد» على هذا المبنى الذي يقدم خدمات لجميع المواطنين ولا يميز بين مواطنين في مناطق تحت السيطرة وخارج السيطرة وبين طيف وآخر، لفت إلى أن هذه سياسة قضم مؤسسات الدولة التي يقومون بها حيث نصّبوا أنفسهم بأنهم وريثو الدولة وكأن الدولة غير موجودة، معتبراً أن كل هذا هو خروج عن القانون واعتداء على ممتلكات الدولة ويجب أن يعودوا إلى القانون.

وحول رسالته إلى أهالي الحسكة في ظل تعنت «قسد»، قال خليل: «رسالتي لأهالي الحسكة بأنهم يجب أن يرفضوا المحتل بكل أشكاله سواء الأميركي أو التركي، لأن المحتل ينشر عصابات».

وأضاف: «رسالتي لهم هي رفض المحتل بشكل دائم لأن المحتل قائم على سرقة ممتلكاتهم ووضع يده على جيوبهم ومصادرة حرياتهم وتجنيد أبنائهم للقتال إلى جانبه، وتجهيل أبنائهم بإغلاق المدارس والجامعات، ومنع الطبابة عنهم بمصادرة المشافي، فالمحتل هو سبب كل المشاكل في هذه المحافظة وعندما يزول المحتل ستسقط هذه الميليشيات بالتأكيد».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن