الأولى

ابن زايد أكد لبوتين حق روسيا في ضمان أمنها الوطني.. مادورو أعلن دعمه لإجراءاتها الحاسمة.. وجونسون: الحرب معها أمر لا يمكن تخيله … موسكو: حملتنا العسكرية ستتواصل في أوكرانيا حتى تحقيق أهدافها

| الوطن

بمزيد من التصميم على تحقيق أهدافها واصلت روسيا المضي في حملتها العسكرية بأوكرانيا، وجددت على لسان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التأكيد على أن الشروط التي جرى تحديدها لحماية أمنها القومي لن يتم التراجع عنها أياً كانت الضغوطات، لتكشف الساعات الأخيرة من سادس أيام التدخل العسكري عن رمي الغرب لمزيد من أوراق الضغط التي قاربت على النفاد ودفعت بالرئيس الأوكراني للطلب من جديد الجلوس على طاولة واحدة مع نظيره الروسي والرغبة بالتسوية.

الرئيس الروسي وخلال مكالمة هاتفية مع نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو جدد التأكيد بأن أهداف العملية العسكرية الخاصة هي حماية السكان المدنيين في دونباس، واعتراف كييف بجمهورية دونيتسك ولوغانسك، فضلاً عن السيادة الروسية على شبه جزيرة القرم ونزع السلاح وفصل النازية عن الدولة الأوكرانية، وضمان وضعها المحايد وغير النووي.

ووفقاً لبيان الكرملين أمس، فقد أعرب مادورو عن دعمه القوي للإجراءات الحاسمة التي تتخذها روسيا في أوكرانيا، وأدان الأنشطة المزعزعة للاستقرار للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، مشدداً على أهمية مواجهة حملة الأكاذيب والتضليل التي أطلقتها الدول الغربية.

الكرملين وفي بيان آخر قال: إن الرئيس الروسي بحث عبر الهاتف الوضع في أوكرانيا مع ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان، حيث أكد الأخير حق روسيا في ضمان أمنها الوطني.

وجاء في بيان للرئاسة الروسية أن بوتين وآل نهيان بحثا خلال المكالمة القضايا المهمة المتعلقة بالتعاون الروسي – الإماراتي، وأنهما قيما عالياً مستوى التعامل بين البلدين في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية وغيرها، مشيرين إلى أهمية العمل المشترك البناء ضمن إطار المنظمات الدولية وفي المقام الأول الأمم المتحدة.

وأضاف البيان: إن بوتين وآل نهيان الذي تتولى بلاده رئاسة مجلس الأمن للشهر الحالي، أكدا سعيهما المتبادل لتطوير علاقات الشراكة الإستراتيجية بين الدولتين.

وذكر الكرملين أن بوتين بحث مع آل نهيان تنفيذ ما جرى الاتفاق عليه ضمن إطار مجموعة «أوبك»، كما أنه استعرض له وبشكل مفصل أسباب العملية الروسية في أوكرانيا وأهدافها، فيما أكد ولي عهد أبو ظبي حق روسيا في ضمان أمنها الوطني.

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أعاد التذكير من جانبه بأنه من غير المقبول بالنسبة لروسيا وجود الأسلحة النووية الأميركية في أوروبا، معتبراً أن الوقت حان لإعادتها إلى الولايات المتحدة.

ودعا لافروف، في مؤتمر حول نزع السلاح، الولايات المتحدة وحلفاءها وعملاءها إلى الوفاء بصرامة بالتزاماتهم الدولية بعدم تعزيز أمنهم على حساب دول أخرى، وأكد أن روسيا ستتخذ جميع التدابير لمنع أوكرانيا من الحصول على أسلحة نووية.

السكرتير الصحفي للرئيس الروسي، ديميتري بيسكوف، اعتبر من جانب آخر أن انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي لا يرتبط بقضايا الأمن الإستراتيجي، وقال بيسكوف: إن «الاتحاد ليس كتلة عسكرية سياسية. لذا، إن الموضوع لا يندرج في إطار قضايا الأمن الإستراتيجي»، مشيراً إلى أن دستور أوكرانيا يركز على الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وهذا أمر واضح.

الرد الروسي حول انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي جاء في أعقاب طلب الرئيس الأوكراني رسمياً الانضمام، حيث دعا البرلمان الأوروبي إلى تكثيف الجهود لمنح أوكرانيا صفة دولة مرشحة للانضمام للاتحاد الأوروبي الأمر الذي أثار انزعاج رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان والذي وجه انتقاداً لموقف الاتحاد الأوروبي من عضوية بلاده في الوقت الذي قرر فيه البت في طلب كييف للانضمام إلى الكتلة، وقال أردوغان خلال مؤتمر صحفي: «لكن لماذا يقلق الاتحاد الأوروبي حيال عضوية تركيا، لقد طلبت تركيا منذ زمن العضوية في الاتحاد الأوروبي لكنها لم تصبح عضواً حتى الآن».

معطيات السياسة تزامنت مع تأكد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أن القوات البريطانية لن تواجه القوات الروسية في أوكرانيا، ولا يمكن فرض حظر جوي فوقها، مشيراً إلى أن الحرب مع موسكو شيء لا يمكن فعله أو تخيله.

وقال جونسون في تصريح صحفي: إن «بريطانيا نشرت المزيد من القوات وهذه ليست أكثر من إجراءات دفاعية داخل حدود أعضاء حلف الناتو».

التصريحات البريطانية ومعها الأميركية دفعت بالرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي وعقب مكالمة أجراها مع نظيره الأميركي للتأكيد بأنه مستعد لعقد مفاوضات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وأضاف زيلينسكي: إنه «لا يرى أي نتائج بعد المفاوضات بين الوفدين الأوكراني والروسي، فهناك حاجة إلى حل وسط لمواصلة الحوار»، معتبراً في مقابلة مع شبكة «سي إن إن»، أنه من أجل مواصلة المفاوضات، هناك حاجة إلى الرغبة في التسوية، ومن أجل اتخاذ خطوات للأمام، أنت بحاجة إلى شخص يتخذ خطوات إلى الأمام، وحيث توجد مشاكل كبيرة ومخاطر فقدان الأرواح كل يوم، عليك أن تتراجع إلى الوراء، هذا حوار».

بموازاة ذلك وبينما أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن طرد واشنطن 12 دبلوماسياً من البعثة الروسية لدى الأمم المتحدة في نيويورك لن يمر بلا رد، وأكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن مجموعة القوات المسلحة الروسية في أوكرانيا ستواصل القيام بعملية عسكرية خاصة هناك حتى تحقيق أهدافها. وقال شويغو في تصريحات له أمس: إن «حماية روسيا من تهديد عسكري من الغرب هي المهمة الرئيسة للعملية الخاصة في أوكرانيا».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن