شؤون محلية

نتائج غنية لورشة عمل الأمانة في اللاذقية … أبرزها إعادة ترميم بساتين الزيتون والحمضيات ودعم مشاريع تربية الدواجن منزلياً وتشجيع تربية النحل

| اللاذقية - عبير سمير محمود

«الفاخورة هي البداية فقط» لتكون نموذجاً لمجتمع حي منظم قوي متمكّن ومنتج، لتنطلق بعدها عجلة «التنمية» التي أطلقتها «الأمانة السورية» إلى باقي المناطق المتضررة من الحرائق التي أصابت المنطقتين الساحلية والوسطى أواخر عام 2020، وذلك وفق خطة تنموية «للأمانة» بدأت عبر ورشة عمل تخصصية لتبني التوجه العام لقطاع الزراعة والثروة الحيوانية لناحية الفاخورة في ريف اللاذقية.

في اليوم الرابع والأخير لجدول أعمال الورشة، تم تحديد المخرجات بخمسة محاور رئيسية في مجال الزراعة، تتضمن إعادة ترميم بساتين الزيتون والحمضيات المتضررة والتوسع الأفقي باستصلاح أراضي زيتون جديدة مع مراعاة الأصناف الملائمة للبيئة وتحسين إنتاج الحمضيات، والتأكيد أن هذا ينطلق من عمل الأمانة وليس بديلاً للمؤسسات الحكومية والجهات المعنية بل داعم لجهود التنمية التي تبذلها تلك الجهات التي كان لها دور في استجابة الحرائق بدءاً من حصر الأضرار والتعويض المادي للأهالي وبدء إصلاح البنى التحتية المتضررة وإجراء المسح للجوانب التي تأثرت بأزمة الحرائق.

ومن مخرجات الزراعة أيضاً، تحسين القيمة المضافة ونوعية الإنتاج للزيتون من خلال الممارسات الزراعية السليمة في كل مراحل الإنتاج والقطاف والنقل والعصر، وتحسين عمليات تسويق الحمضيات من خلال وحدات تصنيع العصائر ومشاغل الفرز والتوضيب وتطوير وتفعيل برنامج الاعتمادية، والتوسع في زراعة الخضار الشتوية والصيفية على المساحات القابلة للزراعة وغير المستثمرة وتحسين القيمة المضافة والتسويق من خلال سعي الأمانة لتحسين الواقع الاقتصادي الذي توفره الزراعات الموسمية لحين إعادة إثمار المحاصيل السنوية المتضررة.

والتوسع في زراعة النباتات الطبية والعطرية على مساحات 10-15 بالمئة من الأراضي الزراعية المتاحة وتوفير الشتول الكافية وخريطة زراعة الأنواع، والحصول على شهادات الإنتاج العضوي، استكمال للمرحلة التي قطعتها الأمانة في طريق الوصول لمجتمعات تستثمر مواردها بالشكل الأمثل، ولاسيما أنه بعد هذه الموارد تندرج ضمن التراث الحي الذي يجب صونه ونشره، والتوسع في زراعة الأعلاف لتغطية احتياجات الثروة الحيوانية في الناحية، وزراعة النباتات العلفية المتحملة للملوحة على المياه المعالجة، والتوسع في زراعة محصول التبغ وفق حاجة المؤسسة العامة للتبغ من خلال الزراعة التعاقدية معها.

كما حددت مخرجات الورشة أهم محاور مجال الثروة الحيوانية، وتم الاتفاق على مخرجات مهمة، تقضي بمساعدة المداجن القائمة والمتوقفة عن العمل على دوران عجلة الإنتاج فيها من خلال توفير التمويل المحدود الفائدة، ودراسة إمكانية إشادة مداجن جديدة قائمة على العمل التعاوني، ودعم المشاريع الأسرية الصغيرة المتعلقة بتربية أنواع الدواجن منزلياً، وقد توافق هذا المقترح مع التوجه الذي بدأت به الأمانة من خلال التعاونيات الزراعية لتوحيد جهود المجتمع المحلي وتركيزها ضمن سياق مشاريع اقتصادية تساعد في إيجاد فرص عمل جديدة وزيادة دخل الأهالي ورفع مستوى معيشتهم.

ومساعدة مزارع الأبقار القائمة على العمل بطاقتها الإنتاجية الكاملة وزيادة أعداد الأبقار المرباة لدى الأسر وإتاحة ذلك من خلال القروض، وهو جزء مما يحتاجه المجتمع الأهلي بمزارعيه ومربي الثروة الحيوانية لمجابهة تحديات الحياة التي تعرضوا لها متمثلة بحرائق أواخر عام 2020، إضافة إلى إقامة وحدات تصنيع الحليب وفق مواصفات قياسية وتوفير علامة تجارية له والاستفادة من المخلفات الناتجة عن تربية الأبقار في إنتاج الطاقة والأسمدة، مع التنويه بأن هذا المقترح يشجع المشاريع الصغيرة من ناحية تبني إنتاجها وتسويقه كجانب من الاكتفاء الذاتي الذي تسعى «الأمانة» إلى الوصول المجتمعات المحلية إليه بعد تمكينها.

كما تضمنت المخرجات تشجيع ونشر تربية النحل وتأصيل سلالة النحل السوري والاعتماد عليها في التربية نظراً لتأقلمها مع البيئة المحلية، وكذلك تشجيع تربية دودة الحرير كنوع من المشاريع الصغيرة المدرة للدخل للأسر الأكثر هشاشة، وتلك من المشاريع التي تساعد الأهالي على استخدام ما تحتويه بيئتهم لتحسين معيشتهم ضمن تنمية مستدامة تهدف الأمانة لتحقيقها.

في مجال المياه، حددت المخرجات التوجه نحو عدم استخدام مياه الشرب بشكل مباشر للري، وزيادة إتاحة المياه من خلال مشاريع حصاد مياه الأمطار والمياه غير التقليدية من محطات المعالجة ورفع كفاءة استخدام المياه من خلال التحول إلى الري الحديث والاستثمار الجماعي، وهنا يكمن دور للجمعيات الفلاحية والجهات المعنية بالزراعة والمياه حتى استكمال حاجات الزراعة والمزارعين ليكونوا قادرين على الإنتاج.

وخرجت الروشة بأهداف في مجال التسويق، كإقامة وحدات تصنيعية للإنتاج النباتي والحيواني تقوم بالإنتاج وفق مواصفات قياسية وتوفير العلامة التجارية، وتنفيذ معارض التسوق واستثمار الفرص المتاحة في منافذ البيع وزيادة التوجه نحو التسويق الإلكتروني بتطوير منصة لتسويق منتجات الناحية وربطها بصفحات التواصل الاجتماعي، ولطالما دعمت الأمانة المشاريع الاقتصادية من خلال إيجاد فرص ومجالات لتسويق منتجات المشاريع الصغيرة للمجتمعات التي تسعى للتنمية بأيدي أهلها، لتكون حية وقوية.

وفي مجال تحسين خدمات الدعم الفني والإرشاد، تم تحديد المخرجات بتوفير الدعم اللوجستي والكوادر الفنية المتخصصة والتدريب المناسب للوحدات الإرشادية لتمكينها من أداء مهامها في تقديم الدعم الفني للمنتجين الزراعيين، مع التوضيح أن دعم لوجستيات عملية الزراعة يحتاج تدخلاً مدروساً من الجهات الحكومية المسؤولة عن تولي دراسة الواقع الراهن وملاحظة المتطلبات التي تدعم الزراعة وتقييم أولويتها وأهميتها لتأمين بيئة عمل جيدة للمزارعين.

وبعد عرض الأهداف بكل محور، تمت مناقشة الأهداف في مجموعات العمل الثلاثة عشرة المتخصصة بكل توجه (المحصول الشتوي والصيفي، ولدودة الحرير، والأبقار والنحل والدواجن، والزيتون والحمضيات والتبغ والأعلاف والنباتات العطرية والطبية والدعم الفني والالكتروني ودعم التسويق الالكتروني)، وتم تحديد الصعوبات والمتطلبات والاحتياجات والحلول المقترحة لتنفيذها بشكل عملي قابل للتطبيق على أرض الواقع.

الرئيس التنفيذي للأمانة السورية للتنمية شادي الألشي أعلن في ختام أعمال الورشة عن مخرج الورشة بالتوجه ومتطلبات التوجه لقطاع الزراعة والثروة الحيوانية، مشيراً إلى استكمال التوجه لبقية القطاعات من مياه واتصالات وصحة وتعليم وغيرها، لتكون العناوين مدروسة خلال أسبوعين لينتهي التوجه ومتطلباته لبقية القطاعات بناء على التوجهات لكل القطاعات.

وذكر الألشي أنه سيتم إعلان برنامج تنفيذي بإطار زمني لترجمة العمل لما تم التوافق عليه والذي من المتوقع أن يكون في النصف الثاني من العام الجاري، مبيناً أنه بالربع الأول وقبل شهر رمضان المبارك سيتم الانتهاء من المتطلبات كافة، وفي الربع الثاني ستواصل مجموعات العمل مناقشاتها لوضع البرنامج الزمني والتنفيذي ورصد الإمكانيات، لينطلق البرنامج التنفيذي بالفاخورة خلال النصف الثاني من العام الحالي وفقاً للتصور المبدئي.

وحول مخرجات الورشة، بيّن مدير الأمانة السورية للتنمية في محافظة اللاذقية راني صقر لـ«الوطن»، أنه خلال اليوم الأخير من أيام ورشة العمل تم تحديد احتياجات الأزمة ولكل توجّه ضمن العناوين التي تم العمل عليها خلال اليوم الثالث من الورشة.

وأضاف صقر: إن تحديد الاحتياجات هي الخطوة التي تسبق خطوة الخطة التنفيذية للبدء بالتحرك على الأرض، مشيراً إلى العمل على ما تم التوافق عليه بناء على الأهداف لكل توجه ليتم تنظيمها وتبويبها تحضيراً للخطة التنفيذية للعمل في المرحلة المقبلة.

وفي نهاية جدول أعمال الورشة، تم طرح اقتراح تنفيذ مبادرة حراثة «فلاحة» جميع أراضي ناحية الفاخورة لتكون «مخرجاً مباشراً» من الورشة ليتم تنفيذها في شهر آذار الجاري، وذلك بعد توافق جميع الحضور على المبادرة لكونها تصب في مصلحة الناحية بالمجمل وتخدم قطاع الزراعة والثروة الحيوانية فيها.

وشارك في الورشة التي انطلقت يوم الأحد الماضي (27 شباط 2022)، نحو 100 شخص، منهم مزارعون وخبراء وجمعيات فلاحية من ناحية الفاخورة، إضافة إلى خبراء على مستوى محافظة اللاذقية وخبراء من منظمة أكساد، وفنيين من مديرية الزراعة وممثلين عن المديريات التابعة للمحافظة، إضافة إلى فريق عمل الأمانة السورية للتنمية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن