بعد شهر من القطيعة وعلى خلفية ظهور داعش في الجولان…قيادة جديدة لمسلحي الجنوب قد تعيد التواصل مع «النصرة»
أعلنت ما يسمى «الجبهة الجنوبية» في جنوب سورية والتابعة لـميليشيا «الجيش الحر» عن «تعيين القيادة المشتركة للجبهة الجنوبية» بعضوية سبعة قياديين في بيان تلاه الناطق الرسمي باسمها عصام الريس في شريط فيديو ظهر على صفحته الشخصية على موقع «فيسبوك». واعتبر الريس أن «المرحلة الحالية في تاريخ «ثورة الشعب» العظيم هي من أهم المراحل التي تمر بها ثورتنا العظيمة»، معتبراً أن الإعلان عن «تشكيل» القيادة المشتركة جاء «وفاء للتضحيات التي قدمها هذا الشعب العظيم».
وذكر البيان أنه قد تم الاتفاق على انتخاب مجلس القيادة المشتركة المؤلف من سبعة قياديين وهم: الرائد حسن ابراهيم (أبو أسامة الجولاني)، القائد أحمد العودة (أبو حمزة)، العقيد الركن الطيار خالد النابلسي (أبو عمر)، القائد سامر محي الدين الحبوش (أبو صلاح الشامي)، النقيب سعيد نقرش (أبو جمال)، العقيد صابر سفر (أبو ضياء)، العقيد الركن بكور السليم (أبو فراس). ووفق مصادر المعارضة، فإن المسلحين المنضوين تحت لواء «الجبهة الجنوبية» في درعا والقنيطرة والسويداء وريف دمشق هم أغلبية مقاتلي المعارضة الذين يقدر عددهم بنحو 35 ألفاً منضوون في أكثر من خمسين مجموعة يشكل عناصر «النصرة» منهم نحو 15 بالمئة لكن الأخيرة أقوى من حيث التنظيم والمال والتسليح. ونقلت صفحات نشطاء على فيسبوك عن الريس قوله: إن «انتخاب المجلس المشترك تم عبر انتخابات داخلية دون إقصاء أي فصيل خارج الجبهة من المنضمين فيها»، لكن أحد المعلقين على بيان تشكيل القيادة على صفحة الريس، وقدم نفسه على أنه «قائد لواء فرسان حوران في المنطقة الجنوبية حامد شبانة (أبو أكرم)، تساءل عن مكان عقد الاجتماع والجبهات التي تمت دعوتها إليه، معاتبا لعدم دعوته وأن أحداً لم يسأل عنه رغم أنه يتلقى العلاج حالياً في أحد مشافي الأردن.
وبحسب صفحات معارضة، فإن المجلس الجديد «يضم قيادات ما يسمى الجيش الأول ولواء المعتز باللـه وألوية أخرى واستثني منه قيادة «جيش اليرموك الذي يقوده بشار الزعبي المدعوم غربياً ومن الأردن ومعروف بموقفه الحازم ضد «النصرة» ومن أوائل المعادين لها» وذلك بحسب موقع «الحل السوري» المعارض.
وبعد قيادة جبهة النصرة والجبهة الجنوبية لمعارك انتهت بسيطرة المجموعات المسلحة على معبر نصيب الحدودي مع الأردن، ومن ثم السيطرة على مدينة بصرى الشام، طفا خلاف بين كتائب وألوية ميليشيا «الحر» مع تنظيم «النصرة» ذراع القاعدة في سورية، انتهى بانسحاب التنظيم من معبر نصيب الحدودي.
وأعلن الريس منتصف الشهر الماضي رفض «الجبهة الجنوبية» أي تعاون عسكري أو تنسيق مع جبهة النصرة وقال: «نرفض كل أشكال التعاون مع جبهة النصرة لأن السكوت عن تجاوزاتها وبياناتها وانتهاكاتها جعلها تتمادى أكثر وهي لم تكن يوماً جزءاً من غرفة عملياتنا ولم نتعاون معها سابقا حتى نتعاون معها اليوم»، وأضاف: «نريد من خلال موقفنا الذي اجتمعت عليه الفصائل أن نقول للسوريين إن ارتباط النصرة بتنظيم القاعدة أبعد الثورة عن مسارها وأهدافها».
وقاد التوجيه بالابتعاد عن جبهة النصرة حينها ما يدعى بـ«جيش اليرموك»، وهو من أبرز المجموعات المسلحة في «الجبهة الجنوبية»، لكن غياب قيادات «جيش اليرموك» عن القيادة المشتركة للجبهة الجنوبية التي تم تشكيلها أمس، جاء كمؤشر على احتمال عودة التعاون بين الجبهة الجنوبية وجبهة النصرة، بحسب مراقبين للوضع في جنوب سورية، والذين أكدوا لـ«الوطن» أن الأمر ربما فرضته التبدلات والمعارك التي اندلعت أخيراً في أكثر من بلدة في محافظة القنيطرة بين كتائب الجبهة الجنوبية وجبهة النصرة من جهة مع «جيش الجهاد» و«شهداء اليرموك» من جهة ثانية اللذين قيل إنهما بايعا تنظيم داعش. ونهاية الشهر الماضي شهدت بلدات القحطانية والحميدية والصمدانية في محيط مدينة القنيطرة المدمرة معارك شرسة بين جبهة النصرة وكتائب ميليشيا الحر من طرف و«جيش الجهاد» من طرف آخر، أسفرت عن سقوط العشرات بين الطرفين وانتهت لصالح الجهة الأولى، وبالتزامن جرت اشتباكات عنيفة أخرى بين جبهة النصرة وحركة أحرار الشام الإسلامية من جهة، ولواء «شهداء اليرموك» بقيادة «الخال» في محيط بلدة حيط بريف درعا وذلك بعد أن سيطرت «شهداء اليرموك» على بلدة سحم الجولان وطردت جبهة النصرة منها في محاولة لقطع طرق الإمداد عن النصرة والحر اللذين كانا يقومان باقتحام قرية القحطانية.