التحالف السعودي صعّد غاراته العدوانية على المدن اليمنية.. وتجديد أممي للعقوبات! … صنعاء: مجلس الأمن خرج عن دوره إلى خدمة الأقوياء والأغنياء

أدانت حكومة صنعاء أمس الأربعاء قرار مجلس الأمن الدولي تجديد نظام العقوبات على اليمن، ووصف حركة أنصار اللـه «جماعة إرهابية»، مؤكدة أن القرار يشكل مخالفة صريحة لمقاصد ميثاق الأمم المتحدة الذي يؤكد الحق الطبيعي للشعوب في الدفاع عن النفس، على حين اعتدت مقاتلات تحالف العدوان السعودي بعشرات الغارات على مناطق في البيضاء ومأرب وحجة، ونفذت 120 خرقاً في الحديدة.
وحسب وكالة «سبأ» قال وزير الخارجية في حكومة صنعاء هشام شرف عبدالله أمس: بدلاً من أن يكون قرار مجلس الأمن إجرائياً، كما كان الأمر عليه في السنوات السابقة، فإنه تحول إلى قرار يخدم مصالح دول تحالف العدوان الأميركي السعودي وتحت مظلة المجلس.
واعتبر ذلك سابقة في تاريخ مجلس الأمن الدولي الذي خرج عن الدور المنوط به في حفظ السلم والأمن الدوليين إلى خدمة من يعرف العالم أجمع دورهم المشبوه والإجرامي في تدمير اليمن والتسبب في معاناة ملايين اليمنيين خلال السنوات السبع الماضية، موضحاً أن فقرات القرار الأخير للمجلس حول الوضع في اليمن تعد مخالفة صريحة لمقاصد ميثاق الأمم المتحدة الذي يؤكد الحق الطبيعي للشعوب في الدفاع عن النفس.
وأكد عبد اللـه أن ما تقوم به قوات صنعاء الدفاعية من استهداف للمنشآت العسكرية والحيوية المرتبطة بها والتابعة لدول العدوان السعودي، رد طبيعي على جرائم الحرب والإبادة التي ترتكبها دول العدوان في اليمن منذ 26 آذار 2015، مستشهداً بجريمة حي عطان الذي استخدمت فيه أسلحة محرمة دولياً واستهداف باص لطلاب في منطقة ضحيان وغيرها من الجرائم.
وشدد على حرص قوات صنعاء الدفاعية، بعدم التعامل بالمثل في الرد، أو استهداف أماكن تجمع المدنيين في دول العدوان، على الرغم من العدوان العسكري والحصار الشامل وجرائم الحرب الممنهجة عسكرياً واقتصادياً التي ترتكبها دول العدوان ومرتزقتها بحق المدنيين اليمنيين.
وقال عبد الله: إن أهداف قوات صنعاء الدفاعية، هي المطارات التي تنطلق منها الطائرات لقصف المدن اليمنية وكذا مرابض تلك الطائرات والمنشآت الحيوية التي تمول العمليات العسكرية، في حين يعرف المجتمع الدولي نوعية أهداف طيران تحالف العدوان المتوزعة بين القرى والمدن والتجمعات السكنية والمنشآت ومرافق البنية التحتية في اليمن.
واستغرب عبد الله، ازدواجية المعايير في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2624 في وصف عمليات الدفاع عن النفس بالهجمات الإرهابية، على حين تعرف دول مجلس الأمن التي رعت ووافقت على إصدار القرار القاصر، ما هي دول الإرهاب ورعاته وممولوه من حصيلة النفط والغاز وعلاقات التطبيع مع الكيان الصهيوني.
وجدد الوزير شرف دعوة مجلس الأمن الدولي إلى مراجعة حقيقة دوره الذي أنشأ من أجله في الحفاظ على السلم والأمن العالميين وليس تمثيل مصالح الأقوياء والأغنياء من الدول، والاضطلاع بدوره ومهامه المنوطة به وفقاً لميثاق الأمم المتحدة.
واعتمد مجلس الأمن يوم الإثنين الماضي القرار 2624 تحت البند السابع، الذي يقضي بتجديد نظام العقوبات على اليمن، ويصف حركة أنصار اللـه بـ«جماعة إرهابية».
كما أدرج القرار الحركة ككيان على قائمة عقوبات اليمن في ظل حظر السلاح، إضافة إلى إدانة ما سماها هجمات «الحركة عبر الحدود على «المدنيين والبنية التحتية المدنية في السعودية والإمارات.
ومدد القرار ولاية فريق الخبراء حتى 28 آذار 2023، وطلب إلى الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش أن يتخذ التدابير الإدارية اللازمة بأسرع ما يمكن لإعادة إنشاء فريق الخبراء، بالتشاور مع اللجنة، حتى 28 آذار 2023، مستعيناً في ذلك بخبرة أعضاء الفريق.
في غضون ذلك تواصل مقاتلات التحالف السعودي اعتداءاتها على المحافظات اليمنية، وأفاد سكان محليون بتعرض مديرية عَبْس في محافظة حَجة غرب اليمن لقصف جوي عنيف ومتواصل مع سماع دوي انفجارات كبيرة هزت المدينة، إثر سلسلة غارات جوية لمقاتلات التحالف السعودي.
واستهدفت مقاتلات التحالف المديرية بـ7 غارات جوية أمس، كما استهدفت مقاتلات التحالف السعودي بـ22 غارة جوية مديرية حرض الحدودية في حجة غرب اليمن، وطالت 3 غارات جوية مديريتي الجوبة والوادي في مأرب شمال شرق اليمن.
واستهدفت مقاتلات التحالف السعودي بغارتين جويتين مديرية باقم الحدودية في صعدة شمال اليمن، وبغارتين مديرية الحزم في الجوف شمال شرق اليمن، وبغارة جوية مديرية الصومعة في البيضاء وسط اليمن.
وفي الساحل الغربي، أفاد مصدر عسكري يمني برصد 120 خرقاً لقوات التحالف السعودي في الحديدة غرب اليمن خلال الساعات الـ24 الماضية.
ومن بين الخروق غارة لطائرة تجسّس مقاتلة على حيس، وتحليق طائرات تجسسية في أجواء الجراحي وحيس، و33 خرقاً بقصف صاروخي ومدفعي، و67 خرقاً بالأعيرة النارية المختلفة.
وفي صعدة الحدودية مع السعودية، أفاد مصدر محلي يمني بإصابة مواطنَين بقصف صاروخي ومدفعي سعودي على مديرية شدا الحدودية في المحافظة.