غروسي أكد دعمه التنمية النووية وأن لا اتفاق دون حل مشكلة الضمانات الأمنية … طهران: ضرورة حل القضايا مع «الذرية» بعيداً عن النفوذ السياسي والضغط
| وكالات
أكدت إيران أمس السبت أنه يجب ألا يؤثر النفوذ السياسي والضغوط على قرارات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأن تتم متابعة القضايا بشكل مهني بالكامل بعيداً عن التسييس، على حين أمل الاتحاد الأوروبي تحقيق نتائج خلال عطلة نهاية الأسبوع، وقد أكدت موسكو أن طهران بحاجة إلى المزيد من الوضوح.
وحسب وكالة «فارس» قال رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي بعد لقائه المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي: إن إيران أكدت للأخير بقاء القضايا في إطارها الطبيعي، وهي لا تتأثر بأي ضغوط خارجية وسياسية، مشيراً إلى أن الوكالة الذرية الدولية تقوم بمساعدة الوكالة الذرية الإيرانية في برامجها السلمية.
وأشار إسلامي أن غروسي وصل طهران بحسن نية، قائلاً: استعرضنا القضايا المتبقية من زياراته السابقة وزيارات زملائنا، وتوصلنا إلى نتيجة، حيث تقرر تبادل الوثائق اللازمة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية في حزيران (القادم).
وأشار إسلامي إلى أنه يجب ألا يؤثر النفوذ السياسي والضغوط على قرارات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وينبغي لإيران والوكالة متابعة القضايا بشكل مهني بالكامل، والتصرف في إطار الخبراء، بعيداً عن التسييس.
وأضاف: إن إيران متفائلة للغاية بأن التأثيرات التي أحدثها الأعداء في مسار تنمية البلاد قد أزيلت، وستؤدي الإجراءات إلى تطوير النهضة النووية الإيرانية.
وكان المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، قد صرّح قبيل لقاء غروسي بأنه سيكون هناك تفاهم مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية الموجود في طهران لإجراء محادثات مع المسؤولين الإيرانيين، وتسوية القضايا المتبقية في المحادثات النووية.
بدوره أكد غروسي، عقب وصوله إلى طهران ولقائه إسلامي، أن المفاوضات كانت «مثمرة»، مضيفاً: حاولنا أن نتطرق إلى قضايا مهمة، وسعينا لاتخاذ الطرق العملية للوصول إلى نتيجة موفقة، وإيران قدمت توضيحات شفافة في هذا الخصوص.
وأوضح غروسي أن الطاقة النووية السلمية ضرورية لإيران وباقي الدول، قائلاً: مع الأخذ بنظر الاعتبار الأحداث العالمية كافة والجائحة توصلنا إلى ضرورة تناسب إنتاج الطاقة النووية السلمية مع هذه التطورات.
وقال: إن من الصعب تخيل إمكانية إحياء الاتفاق النووي ما لم تحل مشكلة الضمانات الأمنية، مضيفاً: نحن ندعم التنمية النووية في مختلف الدول، ومن بينها إيران.
إلى ذلك قال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الذي يتولى تنسيق المباحثات، إنه يأمل «تحقيق نتائج خلال عطلة نهاية الأسبوع»، من أجل «إحياء اتفاق» 2015، لكنه أكد في الوقت نفسه استمرار وجود نقاط خلافية.
من جانبه وتعليقاً على الاتفاق النووي الإيراني، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: إن «إيران بحاجة إلى مزيد من الوضوح».
وحسب موقع «روسيا اليوم» لفت إلى أن روسيا طلبت من واشنطن ضمانات بأن العقوبات التي تستهدفها على خلفية العملية العسكرية الخاصة لن تطول تعاونها مع إيران، قبل إعادة العمل بالاتفاق حول برنامج إيران النووي.
وأضاف خلال مؤتمر صحفي أمس: «هناك مشكلات لدى الجانب الروسي. طلبنا من زملائنا الأميركيين تقديم ضمانات مكتوبة، بأن العقوبات لن تؤثر في حقنا في التعاون الحر والكامل التجاري والاقتصادي والاستثماري والتقني العسكري مع إيران».
على خط مواز أكد الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي، علي شمخاني، أن حضور إيران النشط في المحادثات الثنائية مع السعودية نابع من استراتيجية إيران المبدئية القائمة على التعاون مع دول الجوار.
وقال شمخاني في تغريدة له عبر «تويتر»: حضور إيران النشط والفاعل في المحادثات الثنائية مع السعودية باستضافة العراق، ينبع من الإستراتيجية المبدئية للجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تعتمد على التعاون وإقامة العلاقات الودية مع دول الجوار على أساس ضمان المصالح الثنائية والإقليمية.
وأضاف شمخاني: يجب ألا ننسى أن الكيان الصهيوني هو العدو الأكبر للعالم الإسلامي والعالم العربي.
وكان ولي عهد السعودية محمد بن سلمان، قد قال في حوار أجراه مع مجلة «أتلنتك»: إيران دولة جارة، وستبقى جارتنا إلى الأبد، وليس في إمكاننا التخلص منها، وليس في إمكانها التخلص منا، مؤكداً أنّ: من الأفضل أن نحل الأمور مع إيران، وأن نبحث عن سُبل لنتمكن من التعايش. وقمنا خلال أربعة أشهر بمناقشات.
وشملت آخر تطورات الجهود السعودية الإيرانية من أجل إصلاح العلاقات بينهما شملت إعادة بناء الروابط الدبلوماسية الرسمية بين البلدين، وذلك من خلال منح تأشيرات لـ3 دبلوماسيين إيرانيين ليكون مقرّهم في منظمة التعاون الإسلامي، على حين قطعت السعودية علاقاتها الدبلوماسية بإيران في عام 2016.
وفي سياق آخر كشفت قوات الجو فضاء التابعة لحرس الثورة الإيراني أمس السبت عن مدينة تحت الأرض للطائرات المُسيرة وأخرى للصواريخ الباليستية، مؤكدة أن قدرة تشغيل وإطلاق الصواريخ زادت لأكثر من 6 إلى 7 مرات.
وهذه هي المرة الأولى التي تكشف فيها قوات الجو فضاء التابعة لحرس الثورة عن قاعدة طائرات مسيرة تحت الأرض.