عربي ودولي

متطرفون فجروا بناءً فوق 200 طفل ومدني في ماريوبول.. لافروف: زيلينسكي عمل على توريط الناتو … بوتين: ينبغي أن يكون لأوكرانيا وضع محايد.. وإنشاء منطقة حظر فوقها يعني مشاركة في الأعمال العدائية

| وكالات

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس السبت، إن إطلاق بلاده عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا كان «قراراً صعباً»، في حين لفت وزير الخارجية سيرغي لافروف أن كييف تختلق ذرائع للمماطلة في عقد جولة ثالثة من المفاوضات، فيما كشف وزير الخارجية الأوكراني دميتري كوليبا أنه يخطط لبحث عقد لقاء مع نظيره الروسي في تركيا.
يأتي ذلك في حين كشفت جمهورية دونتيسك عن قيام مقاتلي الكتيبة القومية الأوكرانية «آزوف» بتفجير عبوة ناسفة في أحد الأبنية فوق رؤوس الأطفال والمدنيين العزّل في ماريوبول، محذرة من أن المتطرفين الأوكرانيين يعدون لكارثة إنسانية في دونباس.
ونقل موقع «روسيا اليوم» عن بوتين خلال زيارته مركزاً لتدريب الطيارين تابعاً لشركة «إيروفولت» قوله إن السلطات في كييف استمرت في التنصل من الاتفاقات طوال السنوات الماضية، وقتل في دونباس نحو 13 ألف روسي، مشدداً على أنه ينبغي أن يكون لأوكرانيا وضع محايد لمنعها من الانضمام لحلف الناتو.
وأكد بوتين أن حلف الناتو يدعم أوكرانيا لأنها تقف ضد موسكو، لافتاً أن القوات الروسية على وشك الانتهاء من تدمير البنية التحتية العسكرية في أوكرانيا.
ونوه بوتين أن فرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا يمثل مشاركة في أعمال عدائية ضد بلاده، مضيفاً إن موسكو وضعت قوات الردع النووي بحالة تأهب بعد تصريحات لندن باحتمال تدخل الناتو في أوكرانيا.
وأشار بوتين إلى أن العقوبات المفروضة على بلاده تشبه إعلان حرب، لكنه استبعد أي خطط لفرض الأحكام العرفية أو حالة الطوارئ في روسيا.
بدوره أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، أن موسكو طرحت أمام الجانب الأوكراني خلال المفاوضات معها شروطاً واضحة لوقف النزاع المسلح في أوكرانيا.
وحسب وكالة «تاس» قال لافروف خلال مؤتمر صحفي أمس: الشروط التي نعتبرها جزءاً لا يتجزأ من تسوية هذه الأزمة ورفع التهديد عن روسيا الذي بلوره الناتو في أراضي أوكرانيا على مر السنين، قد حددناها في كل من تصريحات الرئيس الروسي وفي تصريحات وفدنا خلال المفاوضات المذكورة.
وأوضح الوزير أن هذه الشروط تشمل نزع الصبغة العسكرية عن أوكرانيا واستئصال النازية فيها ووضعها الحيادي، مضيفاً إن انتشار النازية الجديدة في أوكرانيا بلغ حداً غير مقبول إطلاقاً في ظل التساهل التام لأوروبا المستنيرة مع هذه الظاهرة.
وأضاف لافروف إن موسكو تنتظر من كييف أيضاً اعترافها بشبه جزيرة القرم جزءاً من الأراضي الروسية، بالإضافة إلى الاعتراف باستقلال الجمهوريتين الشعبيتين في حدود مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك الأوكرانيتين سابقاً.
كما أشار لافروف إلى أن روسيا لا تزال تنتظر من أوكرانيا معلومات عن الجولة الثالثة من المفاوضات لكن الجانب الأوكراني يختلق ذرائع للمماطلة في عقدها.
وعلق لافروف على تصريحات الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي التي أعرب فيها عن استيائه لرفض حلف الناتو الوقوف إلى جانب كييف في مواجهتها العسكرية مع موسكو، لافتاً أنها تدل على أنه كان يعول على تسوية النزاع عن طريق توريط الناتو فيه وليس عبر المفاوضات.
وأضاف: بالتالي يتضح أنه لا يسمع تصريحات تصدر باستمرار من واشنطن وباريس وبرلين وعواصم أخرى مفادها أن الناتو لا يخطط للتدخل في هذا النزاع. ويدل ذلك، وفقاً لوزير الخارجية الروسي، أن زيلينسكي لم يتخل عن خططه لإشعال نزاع بين الناتو وروسيا.
مع ذلك فقد أعرب لافروف عن أمل موسكو في أن «مزاج» زيلينسكي سيتغير.
إلى ذلك قال لافروف، إن هناك معلومات تفيد بأن سلطات ماريوبول ترفض منح السكان الفرصة للمرور عبر الممر الإنساني، وأضاف: «الانطباع هو أن النظام الأوكراني يعمد إلى احتجاز الأجانب والمدنيين كرهائن (…) هناك معلومات تفيد بأن سلطات خيرسون رفضت قبول مساعدات إنسانية من روسيا، وهذا مشابه لأساليب نظام كييف».
ولفت لافروف إلى أن الجيش فعل كل ما في وسعه لضمان عمل الممرات الإنسانية في أوكرانيا، موضحاً أن القوات المسلحة الروسية على استعداد للمساعدة في إجلاء الطلاب الأجانب من خاركوف، لكن الجانب الأوكراني منع ذلك.
في غضون ذلك لم يستبعد وزير الخارجية الأوكراني دميتري كوليبا إجراء محادثات مع نظيره الروسي لافروف في تركيا إذا ارتأى أن ذلك يصب في إطار العملية التفاوضية العامة.
وفي تصريحات لقناة «أوكرانيا 24» التلفزيونية قال كوليبا رداً على سؤال حول إمكانية عقد محادثات بينه وبين لافروف: لا علم لي عن تأكيد لافروف موافقته على مثل هذا اللقاء، كاشفاً أنه يخطط لبحث هذا الموضوع مع وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو.
وأضاف كوليبا: هناك مسار تفاوضي، وتم تشكيل وفدين من الطرفين الأوكراني والروسي، وهناك لقاءات بينهما في بيلاروس. إذا وجدت أن المحادثات مع لافروف قد تكون مثمرة وأن ذلك يصب في الإطار العام للعملية التفاوضية، فأنا بالطبع لن أرفضها. لكن ذلك يتطلب عملاً إضافياً».
إلى ذلك كشف رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية، دينيس بوشلين أمس عن قيام مقاتلي ومسلّحي الكتيبة القومية الأوكرانية «آزوف» بتفجير عبوة ناسفة في أحد الأبنية فوق رؤوس الأطفال والمدنيين العُزّل في مدينة ماريوبول.
وحسب موقع «روسيا اليوم» أشار بوشلين إلى أنه بحسب المعطيات المتوافرة يوجد نحو 200 شخص تحت الأنقاض، بعد قيام هؤلاء الإرهابيين بالتفجير، بينهم نساء وأطفال.
وتشهد مدينة ماريوبول وفولنوفاخا كارثة إنسانية لانعدام المياه والكهرباء والطعام، بسبب قيام المجموعات المسلحة الأوكرانية بمنع المدنيين من الخروج واستخدامهم كدروع بشرية أمام الجيش الروسي الذي أعلن فتح ممرات إنسانية.
وبدورها أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أمس، عن نظام تهدئة من جانبها يبدأ الساعة العاشرة صباح أمس، وذلك لفتح ممرات إنسانية لخروج المدنيين من ماريوبول وفولنوفاخا.
وأوضحت وزارة الدفاع الروسية أنه تم الاتفاق مع الجانب الأوكراني على ممرات إنسانية، والطرق التي سيخرج منها المدنيون، مشيرة إلى عدم وصول أي من اللاجئين من ماريوبول وفولنافاخا إلى الممرات الإنسانية، وأنه لم يستخدم أي أوكراني الممرات الآمنة التي أنشئت قرب مدينتي ماريوبول وفولنوفاخا.
كما أكدت الدفاع الروسية أن القوميين الأوكرانيين لا يطلقون سراح المواطنين والأجانب، مشيرةً إلى أن الجانب الأوكراني رفض مقترحاتنا بفتح ممرات إنسانية في خاركوف وسومي.
يأتي ذلك في حين أكد مستشار رئيس مكتب الرئيس الأوكراني ميخائيل بودولاك في تصريح للصحفيين موافقة السلطات الأوكرانية على فتح ممرات إنسانية بداية من الساعة 10:00 صباح أمس بتوقيت موسكو.
وقال بودولاك: «نحن نؤكد المعلومات حول بدء نظام التهدئة. أما بالنسبة لعدد المدن، فهذه ليست سوى البداية. ويجري العمل على صيغة في هذا الإطار، وبعد ذلك ستضاف المدن والقرى الأخرى تدريجياً إلى قائمة أماكن الإخلاء.
وفي وقت لاحق أعلن نائب رئيس الوزراء الأوكراني أن أكثر من 200 ألف شخص يعتزمون مغادرة ماريوبول وأكثر من 15 ألف شخص يستعدون لمغادرة فولنوفاخا.
وفي وقت سابق أمس أكدت الاستخبارات الروسية أنها تلقت معلومات تفيد بأن أوكرانيا كانت تخطط لاجتياح إقليم دونباس في شباط الفائت، عبر خطة تنص على دعوة قوات من حلف شمال الأطلسي إلى أوكرانيا لمنع التدخل الروسي، وأكدت قناة «روسيا – 24» أن الاستخبارات الروسية تلقت معلومات تفيد بأن أوكرانيا كانت تخطط لاجتياح إقليم دونباس في شباط الماضي.
ووفق معد ومقدم برنامج «بيسوغون»، عضو المجلس الاستشاري لدى الرئيس الروسي، نيكيتا ميخالكوف، فإن إرسال السلاح إلى أوكرانيا على مدى أشهر كان يهدف إلى تكديسه ليتم فيما بعد تسليح قوات الناتو به.
وخلص ميخالكوف إلى القول، إن موسكو قررت أن تتصرف استباقياً، فأقدمت على تنفيذ عمليتها العسكرية الخاصة لإحباط المخطط الأوكراني الأطلسي.
وبدأت روسيا عمليةً عسكريةً في أوكرانيا في الـ24 من شباط، تلبيةً لطلب جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين في منطقة دونباس، واللتين طلبتا المساعدة من روسيا على إنهاء الاعتداءات الأوكرانية عليهما.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن