سورية

وصول 700 إرهابي من داعش و«النصرة» و«الوطني» والعدد المطلوب مبدئياً 10 آلاف … أوكرانيا وجهة جديدة لمرتزقة أميركا وأنقرة من سورية لقتال روسيا

| حلب- خالد زنكلو

أرسلت الإدارة الأميركية ونظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المئات من الإرهابيين الدوليين، ممن تمرسوا على القتال على الأراضي السورية ضد الجيش العربي السوري، إلى أوكرانيا للقتال ضد الجيش الروسي، واستبقا منح النازيين الجدد في أوكرانيا حق اللجوء لهؤلاء الإرهابيين وتوقيع زعيم النازيين فولوديمير زيلينسكي مرسوماً رئاسياً يسمح للمتطوعين الأجانب الراغبين في مواجهة روسيا بدخول البلاد من دون تأشيرة.

وأفادت مصادر متطابقة أهلية وأخرى معارضة مقربة من الميليشيات التابعة للاحتلالين الأميركي والتركي، بأن أوامر صدرت من استخبارات البلدين، المناوئين للعملية العسكرية الروسية التي تخوضها روسيا في أوكرانيا، لتجهيز وإرسال إرهابيين من تلك الميليشيات العاملة في سورية إلى أوكرانيا لمواجهة موسكو، بعد أن دربتهم وجهزتهم في وقت سابق لانطلاق العملية العسكرية الروسية في 24 شباط الماضي.
وكشفت المصادر لـ«الوطن»، أن الدفعة الأولى من الإرهابيين وصلت من مطارات تركيا ومنها إلى بولندا ثم إلى أوكرانيا في الأيام الثلاثة الأولى لانطلاق العملية العسكرية الروسية، وقوامها 700 إرهابي جلهم من تنظيمي داعش و«جبهة النصرة» وما يسمى «الجيش الوطني» الذي شكله النظام التركي في المناطق التي يحتلها شمال وشمال شرق سورية.
وبينت أن المهام المنوطة بإرهابيي الدفعة الأولى، هي عرقلة تقدم القوات البرية الروسية وقوافل المعدات إلى العاصمة كييف عبر عمليات تخريب ومداهمات وأخرى انغماسية، ولفتت إلى أن الاستخبارات الروسية على علم بتفاصيل العملية وأنها أحبطت مساعي هؤلاء للقيام بالمهام المطلوبة منهم.
وأوضحت أن الاستخبارات الأميركية جهزت قبيل بدء العملية العسكرية الروسية أكثر من 200 إرهابي من داعش في قاعدة التنف الخاضعة لسيطرة الاحتلال الأميركي، عند الحدود السورية الأردنية العراقية، ومنهم من هرب من «سجن الثانوية الصناعة» بحي غويران بمدينة الحسكة، لإرسالهم إلى أوكرانيا بالتنسيق مع دول حلف شمال الأطلسي «الناتو»، وخاصة تركيا، التي تقدم الأسلحة للمرتزقة على أن يقاتلوا الجيش الروسي بشكل خاص في دونباس. وتوقعت أنهم دخلوا الأراضي الأوكرانية عبر بولندا في 27 و28 شباط الماضي.
وفيما أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، اللواء إيغور كوناشينكوف، أن المتطرفين في أوكرانيا «يستخدمون الأساليب نفسها التي يستخدمها الإرهابيون الدوليون في سورية»، كشفت وزارة الدفاع الروسية الخميس الماضي عن وصول مرتزقة أجانب إلى أوكرانيا، على حين ذكر بيان للاستخبارات الخارجية الروسية الجمعة أن الأميركيين حرروا نهاية العام الماضي عشرات الإرهابيين الدواعش من مواطني روسيا وبلدان رابطة الدول المستقلة «وتم إرسالهم إلى قاعدة التنف، بحيث خضعوا لتدريب خاص على أساليب القيام بأعمال التخريب والإرهاب، مع التركيز على منطقة دونباس».
مصادر مقربة مما تدعى «الجبهة الوطنية للتحرير» التي شكلها نظام أردوغان في إدلب من اندماج 11 ميليشياً وتقاتل إلى جانب «النصرة» وحاضنتها «هيئة تحرير الشام» في غرفة العمليات المسماة «الفتح المبين»، أكدت لـ«الوطن» أن الاستخبارات التركية وبتنسيق مع زعيم الفرع السوري لتنظيم القاعدة أبو محمد الجولاني، أرسلت من إدلب ومن ريف اللاذقية الشمالي الشرقي أكثر من 370 إرهابياً من «النصرة» من ذوي الأصول التركمانية ومن الإيغور والبنغال عبر تركيا إلى أوكرانيا لمحاربة روسيا فيها، وذلك في الأيام الأولى لبدء العملية العسكرية الروسية.
ولفتت إلى أن نحو 400 إرهابي من الميليشيات الممولة من النظام التركي في إدلب، ممن تدربوا خلال الشهرين الفائتين على صواريخ مضادة للدروع مثل «تاو» الأميركية الصنع وعلى مضادات الطيران داخل معسكرات الجيش التركي داخل الأراضي التركية، يجري تجهيزهم للسفر إلى رومانيا أو بولندا ومنهما إلى أوكرانيا لزجهم في جبهات القتال ضد روسيا.
من جهة أخرى، أوضحت مصادر معارضة مقربة من «الجيش الوطني» في إعزاز وعفرين بريف حلب الشمالي لـ«الوطن» أن الاستخبارات التركية أرسلت من ليبيا إلى أوكرانيا في نيسان الماضي ما يزيد على 130 إرهابياً من الميليشيا، ممن جرى تجنيدهم وتدريبهم داخل معسكرات خاصة تحسبا للحرب الدائرة حالياً، وذلك إثر اختفاء أثرهم منذ 16 الشهر نفسه من ليبيا.
ونوهت إلى أن هؤلاء الإرهابيين انخرطوا في القتال ضد الجيش الروسي منذ اندلاع المواجهات، وأن معظمهم منضو في صفوف ميليشيا «فرقة السلطان سليمان شاه»، والمعروفة بـ«العمشات» ممن خاضوا حروباً في ليبيا وإقليم ناغورني كاراباخ بأرمينيا، إضافة إلى إرهابيي ميليشيات «السلطان محمد الفاتح» و«السلطان مراد» و«فرقة الحمزة»، وبعقود شهرية تتراوح بين 250 إلى 400 دولار.
ورجحت أن يصل عدد الإرهابيين الموفدين إلى أوكرانيا، من المرتزقة الموالين لواشنطن والنظام التركي والذين هم داخل سورية، في الفترة المقبلة، إلى 10 آلاف إرهابي كدفعة أولى، على أن يضاعف الرقم بحسب المجريات الميدانية، بغية إطالة أمد المواجهات مع الجيش الروسي وإرغام موسكو على خوض حرب استنزاف هناك.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن