سالم: لن نتهاون مع التجار الذين يستغلون الظروف الراهنة.. كنعان: الحل بفتح الاستيراد.. وأسعار اللحوم ستلحق بباقي المواد على خلفية الأزمة الأوكرانية.. الأسواق العالمية تشتعل والزيت النباتي شبه مفقود في سورية
| الوطن
لم تكن أسواقنا بمنأى عن الارتفاعات العالمية للسلع الغذائية التي بلغت مستوى قياسياً وخصوصاً من الزيوت النباتية، في ظل عرض محدود فاقمته الأزمة الروسية– الأوكرانية، حسبما أعلنت عنه يوم الجمعة الماضي منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة «فاو».
حالة من الارتفاعات غير المسبوقة تشهدها أسعار المواد في الأسواق وخصوصاً الأساسية منها بشكل يومي ومتسارع، في ظل عجز الرقابة التموينية على الحد من ارتفاعها ومنع احتكار المواد، إضافة إلى أن مادة الزيت النباتي أصبحت شبه مفقودة.
وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك عمرو سالم بين أن المشكلة الأوكرانية أثرت في أسعار الزيت في العالم ومن ضمنها سورية بنسبة 40 بالمئة، إلا أن هناك كميات كافية في السوق، وفي تصريح لـ«الوطن» أضاف سالم: لدينا مصادر بديلة ونقوم بكل ما يلزم لاستمرار تدفق المادة ولا يوجد ما يدعو إلى القلق، موجهاً بعدم الاكتراث بالأصوات التي تحاول نشر الذعر لتحقيق مكاسب مادية لمصالح شخصية.
وأشار إلى أنه سيتم طرح كميات كافية من مادة الزيت النباتي في صالات السورية للتجارة وسيتم بدءاً من اليوم توزيعها بسعر 8500 ليرة سورية للعبوة الواحدة عبر البطاقة الذكية، إضافة إلى مادتي السكر والرز كتدخل للسورية للتجارة في ظل احتكار التجار لمادة الزيت.
وأكد سالم أن الوزارة لن تتهاون مع التجار الذين يستغلون الظروف الراهنة وستتم إحالتهم إلى القضاء، وبعد الاجتماع مع التجار تم التوصل مع بعض التجار لاتفاق بتخفيض الأسعار وعدم رفعها.
من جهته اعتبر الأستاذ في كلية الاقتصاد بجامعة دمشق علي كنعان أن ارتفاع أسعار المواد اليومي والمتسارع في السوق حالياً سببه الرئيس احتكارها من بعض التجار واستغلال البعض لتطورات الأزمة الأوكرانية لرفع الأسعار، لافتاً إلى عدم وجود أي مبرر لارتفاعها حالياً.
وفي تصريح لـ«الوطن» أشار كنعان إلى أن تطورات الأزمة الأوكرانية أثرت في العالم أجمع ولم تؤثر في سورية فقط، مبيناً وجود عدد من المواد كانت تستورد من أوكرانيا واليوم توقف استيرادها.
ورأى كنعان أن الحل لضبط الأسعار وانخفاضها وتوافر المواد خلال الأيام القادمة هو التوجه لاستيراد المواد التي كنا نستوردها من أوكرانيا من دول أخرى إضافة لقيام الحكومة بفتح باب الاستيراد لكل من هو قادر على الاستيراد من دون سؤال المستورد عن مصدر القطع الأجنبي الذي لديه.
بدوره رأى نائب رئيس جمعية حماية المستهلك في دمشق وريفها ماهر الأزعط لـ«الوطن» أن الذي يشجع التجار على احتكار المواد هو عدم توفير إجازات الاستيراد لهم وفي حال توفير إجازات الاستيراد وقيامهم باستيراد المواد الأساسية التي يحتاجها المواطن لن يستطيع التاجر أن يحتكرها.
وفي السياق رأى عدد من اللحامين الذين استطلعت «الوطن» آراءهم أن اللحوم ستشهد قفزة قادمة في أسعارها، معيدين السبب في ذلك إلى تأثير الأزمة الأوكرانية وانعكاسها على الأعلاف التي أصبحت أسعارها تختلف بين يوم وآخر ارتفاعاً.