شؤون محلية

ألمانيا دعت أوكرانيا إلى عدم التعويل على عضوية سريعة في «الاتحاد».. وبريطانيا: الناتو لن يصبح طرفاً … بوتين: تعليق العملية العسكرية مرهون بكييف ومستعدون للحوار في حال استجابتها لمطالبنا

| وكالات

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن تعليق العملية العسكرية الخاصة لحماية دونباس واستعداد بلاده للحوار مع أوكرانيا ممكن فقط إذا أوقفت الأخيرة الأعمال العدائية واستجابت للمطالب الروسية.
في حين دعت ألمانيا السلطات الأوكرانية إلى عدم التعويل على تسريع إجراءات انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، في حين أعلنت بريطانيا أن حلف الناتو لن يصبح طرفاً بالنزاع، لتصوت أرمينيا من جانبها ضد تعليق حقوق روسيا في مجلس أوروبا.
وحسب موقع «روسيا اليوم» أكد بوتين، في اتصال هاتفي لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون استعداد بلاده للحوار مع أوكرانيا في حال التطبيق غير المشروط للمطالب الروسية المعروفة، مشيراً إلى أن النقطة الأهم تكمن في أن يتعامل الجانب الأوكراني بجدية مع التوصل إلى اتفاقات يعتبر تنفيذها مهماً لوقف الأعمال القتالية.
وذكر الكرملين أن الرئيسين أجريا، أمس، اتصالاً هاتفياً بمبادرة من الطرف الفرنسي، موضحاً: في ظل القلق الذي أعرب عنه إيمانويل ماكرون بشأن ضمان أمن محطات الطاقة النووية على أراضي أوكرانيا، أبلغه بوتين بشكل مفصل بالاستفزاز الذي نفذه المتشددون الأوكرانيون في منطقة محطة الطاقة النووية في زابوروجيه بمشاركة مجموعة تخريبية، وأن محاولات تحميل العسكريين الروس المسؤولية عن هذا الحادث تمثل جزءاً من الحملة الدعائية الوقحة، مؤكداً أن أمن المحطة المادي والنووي محمي بشكل جيد.
وأردف الكرملين: تسيطر القوات المسلحة الروسية أيضاً على محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية. يجري القيام بكل ذلك من أجل استبعاد إمكانية تدبير استفزازات محفوفة بعواقب كارثية من النازيين الجدد الأوكرانيين أو الإرهابيين.
وتعليقا على الاقتراح الذي أشار إليه ماكرون وتقدم به المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافايل غروسي، بشأن عقد اجتماع ثلاثي بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وروسيا وأوكرانيا في منطقة تشيرنوبيل لتطوير آلية لضمان أمن المنشآت النووية في أوكرانيا، لفت بوتين إلى أن هذه الفكرة يمكن أن تكون مفيدة من حيث المبدأ، ولكن يجدر التفكير في إجراء مثل هذا الاجتماع بصيغة مؤتمر عبر الفيديو أو في دولة ثالثة.
وبحث الرئيسان الروسي والفرنسي، حسب البيان، قضايا إخلاء المدنيين من مناطق الاشتباكات القتالية، حيث لفت بوتين الانتباه إلى أن كييف تواصل عدم الإيفاء بالاتفاقات التي تم التوصل إليها بشأن هذه المسألة الإنسانية الحادة، وعرض على الرئيس الفرنسي مرة أخرى بشكل نشط أن يعمل مع السلطات في كييف من أجل تنفيذ قواعد القانون الإنساني الدولي.
واتفق الرئيس الروسي ونظيره الفرنسي على الاستمرار في الاتصالات بين بلديهما على مختلف المستويات.
وفي وقت سابق ذكر الكرملين في بيان له أمس أن بوتين أعرب خلال اتصال هاتفي مع رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان أيضاً عن استعداد الجانب الروسي للحوار مع السلطات الأوكرانية ومع الشركاء الأجانب من أجل التوصل لحل للصراع الأوكراني، مؤكداً في الوقت نفسه عدم جدوى أي محاولات لإطالة أمد عملية التفاوض التي يستخدمها الجانب الأوكراني لإعادة تجميع قواته ووسائله.
ومن جانب آخر ورداً على العقوبات الغربية على بلاده، وقع بوتين أمس مرسوماً يسمح بسداد المدفوعات لبعض الدائنين الأجانب من الدول التي فرضت عقوبات على موسكو بالعملة الوطنية الروسية «روبل».
في غضون ذلك أعلنت وزارة الخارجية الأرمينية أن يريفان صوتت ضد تعليق حقوق روسيا في مجلس أوروبا.
ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن الخارجية الأرمينية قولها في بيان أمس إنه ينبغي تطبيق مثل هذه الإجراءات في حالات الخطر القصوى وقبل ذلك من الممكن استخدام إجراءات أخرى.
وفي وقت سابق أعلن مجلس أوروبا أنه تم تعليق حقوق روسيا في المنظمة لكن هذا إجراء مؤقت ولا تزال موسكو عضواً في المنظمة.
على خط مواز دعت ألمانيا السلطات الأوكرانية إلى عدم التعويل على تسريع إجراءات انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي لأن من شأن ذلك أن يلحق بمصالح كييف والاتحاد ضرراً واضحاً.
ونقلت صحيفة «دي فيلت» الألمانية عن رئيس لجنة الشؤون الخارجية مايكل روت قوله أمس إن أقصى ما يمكن للسلطات الأوكرانية التعويل عليه هو ما يسمى العضوية الفخرية لأن التجربة السابقة لتوسيع الاتحاد الأوروبي على حساب دول البلقان بشكل سريع لم تكن خالية من الأخطاء.
وأوضح روت أن الاتحاد الأوروبي أخفق نسبياً في دمج دول مختلفة في نظامه الخاص، مؤكداً أن ذلك لم يؤد فقط إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والخلافات مع بولندا وهنغاريا ولكن أيضاً إلى اختلافات قوية في موقف الدول الرئيسية والدول التي انضمت إلى الاتحاد فيما بعد. ومنذ أيام قدمت أوكرانيا طلباً للانضمام إلى عضوية الاتحاد الأوروبي.
بدوره قال رئيس الاتحاد الأوروبي، شارل ميشال في حوار مع صحيفة «جورنال دو ديمانش» أمس إن الوضع في أوكرانيا خطير: نحن نقدم الدعم لأوكرانيا عسكريا بما في ذلك الأسلحة الفتاكة، لكننا لسنا في حرب مع روسيا.
وأضاف: بالنسبة لروسيا، على الرغم من الوضع المأساوي الذي نمر به، فقد أبقينا جميع قنوات الاتصال لدينا مفتوحة بغض النظر عن أنها صعبة وهشة. في الوقت نفسه، بشفافية كاملة، ندعم صمود أوكرانيا ومقاومتها قدر الإمكان.
وقال ميشال: يجب قول الحقيقة، الوضع في أوكرانيا خطير، مضيفاً: يجب علينا بذل قصارى جهدنا لضمان وقف التصعيد وتجنب تفاقم الصراع.
وفي سياق متصل أكد رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون في مقالة نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» أن حلف الناتو لن يصبح طرفاً بالنزاع في أوكرانيا، قائلاً: إنه ليس نزاعاً للناتو، ولن يكون هكذا.
وأشار في الوقت ذاته إلى أن أكثر من 20 دولة تقدم حالياً مساعدات دفاعية لأوكرانيا، موضحاً: في كانون الثاني الماضي كانت المملكة المتحدة في صفوف عدد قليل تقدم مساعدات لأوكرانيا في مجال الدفاع، وحالياً تشارك أكثر من 20 دولة في هذه الجهود.
وصرح أيضاً بأنه لم يكن لأوكرانيا آفاق جادة في الانضمام لحلف الناتو في المستقبل القريب، مضيفاً: تنحصر الحقيقة في أنه لم يكن لأوكرانيا أي آفاق جادة للانضمام إلى الناتو في المستقبل القريب. كنا نحن (الناتو) جاهزين للاستجابة للمخاوف المعلنة من جانب روسيا فيما يتعلق بالأمن عن طريق المفاوضات.
وأكد رئيس الوزراء البريطاني أن الناتو لا يعرض للشك وجود روسيا كدولة كبرى، قائلاً: ليست لدينا مشاعر معادية تجاه الشعب الروسي، ليست لدينا رغبة في تحدي الأمة العظيمة والدولة الكبرى.
على خط مواز أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن استخدام الطيران الحربي الأوكراني مطارات دول الجوار قد تعتبره موسكو انخراطاً لهذه الدول في النزاع.
ميدانياً.. أعلنت الدفاع الروسية أمس عن تدمير 2203 أهداف عسكرية، منذ بدء العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا حتى الآن، ونشرت فيديو يظهر تقدم قوات الإنزال الجوي الروسية في ضواحي كييف، واستمرار زحفها على العاصمة الأوكرانية.
وحسب وكالة «تاس» قالت الوزارة في بيان إن القوات الروسية قصفت صباح أمس المطار العسكري في ستاروكوستانتينوف، بأسلحة عالية الدقة ما أدى إلى إخراجه عن العمل.
إلى ذلك أعلن المتحدث باسم قوات الدفاع الشعبي بجمهورية دونيتسك إدوارد باسورين أن الجانب الأوكراني يرفض ضمان وقف إطلاق النار في مدينتي ماريوبول وفولنوفاخا الأمر الذي يعيق إجلاء المدنيين.
وأعلنت دونيتسك أنها سجلت في المركز المشترك للرقابة على وقف إطلاق النار أكثر من 40 حادثة لقصف أراضي الجمهورية من القوات الأوكرانية خلال أول من أمس السبت وإصابة 15 شخصاً بجروح جراء ذلك.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن