سورية

مع دخولها عامها الثالث ورغم تداعيات الحرب في أوكرانيا … ترجيحات بثبات خطوط التماس في إدلب

| حلب- خالد زنكلو

رجح مراقبون للوضع في منطقة «خفض التصعيد» بإدلب والأرياف المجاورة لها استمرار ثبات خطوط التماس التي رسمها «اتفاق موسكو» بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، الذي مضت أول من أمس سنتان على سريان مفعوله من دون تبدل خريطة السيطرة، على الأقل في المدى المنظور.

وعن احتمال انعكاس تداعيات الحرب الدائرة في أوكرانيا راهناً على «خفض التصعيد»، توقع المراقبون في تصريحات لـ«الوطن» أن تحافظ خطوط السيطرة في إدلب على وضعها في المدى القريب على الرغم من هشاشتها، حيث إنها ظلت صامدة رغم التصعيد المستمر والممنهج من تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي والتنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة الممولة من النظام التركي بأوامر من رأس النظام أردوغان، وذلك بفضل سياسة ضبط النفس التي يتبعها الجيش العربي السوري في رده على خروقات وقف إطلاق النار.

ورأت المصادر أنه ليس من مصلحة نظام أردوغان على المدى القريب اختبار صلابة خطوط التماس بإدلب، الممتدة من ريف اللاذقية الشمالي الشرقي وصولاً إلى ريف حلب الغربي ومروراً بريف حماة الغربي وريفي إدلب الجنوبي والشرقي في مسعى للمساس بها وتحقيق مكاسب ميدانية، لأن من شأن ذلك إغضاب موسكو، القادرة رغم انشغالها في أوكرانيا على الرد بسرعة عبر سلاح الجو الذي احتفظ بحال من تماسك الأعصاب في «خفض التصعيد» منذ بدء العملية العسكرية في أوكرانيا في ٢٤ الشهر الماضي، كنوع من الرسائل الموجهة للنظام التركي لالتزام الحياد وعدم الانخراط بشكل فعلي وجدي في الجهود العسكرية لحلف شمال الأطلسي «الناتو» إلى جانب النازيين في كييف.

وأعربت المصادر عن قناعتها بأنه وعلى الرغم من فشل أو تعنت النظام التركي في تطبيق بنود «اتفاق موسكو» وقبله «اتفاق سوتشي» العائد لأيلول ٢٠١٧، مثل وضع طريق عام حلب – اللاذقية المعروفة بـ«M4» في الخدمة وطرد الإرهابيين من «خفض التصعيد»، إلا أن موسكو راغبة في المضي عبر الجهود الدبلوماسية للحفاظ على الهدنة وتنفيذ مسارات التسوية، ما لم يضطرها النظام التركي للجوء إلى الميدان لحسم الملفات العالقة وبما يقلص النفوذ التركي في المنطقة بعد زيادة وجوده العسكري في المنطقة من خلال القواعد العسكرية ونقاط المراقبة غير الشرعية، وخاصة في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي.

المراقبون لفتوا انتباه أردوغان إلى الكف عن الاستمرار بسياسة اللعب على المتناقضات مرة على حبل واشنطن ومرة على حبل موسكو، في انتظار تمخض نتائج الحرب في أوكرانيا للانقلاب على تعهداته للأخيرة فيما يخص تنفيذ الاتفاقيات الموقعة معها حول «خفض التصعيد»، وهو ما يبدو أنه غير متاح أو بعيد المنال، على الأقل في المستقبل المنظور لأن الكرملين وضع خططا لكل المسارات وكل الاحتمالات الواردة في المواجهة مع الغرب و«الناتو»، بما فيها الأزمة السورية، وليس أمامه سوى تحقيق أهدافه العسكرية والسياسية في أوكرانيا.

وحذروا النظــام التركـي من أي محاولــة لغزو مناطــق جديدة في «خفض التصعيد» لأن الجيــش العربي السوري والقوات الرديفة على أتم الجهوزية لرد الصاع صاعين، بل تحقيق اختراقات ميدانية في عمق مناطق سيطرة «النصرة» الفرع السوري لتنظيم القاعدة وليس عند خطوط التماس فقط.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن