سورية

افتتاح مركز «مسانا» الطبي للأطراف الصناعية للأطفال بدمشق.. والمطران هيلاريون لـ«الوطن»: نود أن يعيش الشعب السوري بسلام … يفيموف: نشكر الرئيس الأسد والشعب السوري على دعمهم الكامل للعملية الروسية في أوكرانيا

| سيلفا رزوق

شكر سفير روسيا في سورية الممثل الخاص لرئيس روسيا الاتحادية لتطوير العلاقات مع سورية، ألكسندر يفيموف، الرئيس بشار الأسد والحكومة السورية والشعب السوري على دعمهم الكامل لتنفيذ المهمة العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، في حين قال رئيس العلاقات الدولية للكنيسة الروسية المطران هيلاريون: «نود أن يعيش الشعب السوري بسلام، وأن تتم إعادة تأهيل كل ما جرى تدميره خلال الحرب»، على حين أكد وزير الأوقاف، محمد عبد الستار السيد، أن عمق العلاقات الروسية – السورية يتجذر يوماً بعد يوم.

وافتتحت أمس ممثلية الكنيسة الروسية بدمشق كنيسة القديس أوغناطيوس الأنطاكي رسمياً مركز «مسانا» الطبي لإعادة تأهيل وتركيب الأطراف الصناعية للأطفال، وذلك في مجمع الكنيسة.

وفي كلمة له، لفت هيلاريون إلى أن المركز الطبي تم إنشاؤه وبناؤه بمباركة غبطة بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر وقداسة البطريرك كيريل بطريرك موسكو وسائر روسيا.

وأشار إلى أنه قبل عدة سنوات بدأ بتنفيذ البرنامج الخاص بإعادة تأهيل الأطفال السوريين المصابين بسبب أحداث الحرب في سورية، وهؤلاء الأطفال الذين جرحوا أو أصيبوا بسبب انفجارات الألغام أو القنابل، ومنهم من فقد يداً أو رجلاً أو رجلين أو عين أو أكثر من ذلك،.

وقال: «عندما بدأ هؤلاء الأطفال يزورون المراكز الطبية في روسيا، فهمنا أن إعادة التأهيل الطبي يجب أن يكون متكاملاً، حيث أن الطفل الذي فقد يده أو رجله لا يحتاج إلى الطرف الصناعي فقط، بل يحتاج لإعادة التأهيل لاستخدام هذا الطرف الصناعي بداية، كما أنه يحتاج للتدريب ليبدأ بحياته من جديد، وهذا ما يتطلب منا جميعاً السير المتكامل ومشاركة عدد كبير من الخبراء في مختلف الاختصاصات».

ولفت هيلاريون إلى أنه ومن خلال زيارة هؤلاء الأطفال لموسكو «عرفنا أن علينا بناء مثل هذا المركز لإعادة تأهيل الأطفال في سورية، وتم إنشاء هذا المركز من قبل الممثلية الروسية في دمشق»، مبيناً أن المركز يتولى الكثير من المهام بما في ذلك إنتاج الأطراف الصناعية والتعامل مع الأطفال والعناية النفسية وغيرها.

وفي رده على سؤال لـ«الوطن» عقب افتتاح المركز، وجه هيلاريون الشكر لصندوق دعم الثقافة والتراث الروسي، الذي قدم دعمه وتأييده لإعادة تأهيل هذا المركز، وبين أنه طلب من هذا الصندوق مواصلة الدعم ليتم استقبال المزيد من المشاريع، نظراً لأهميتها في دعم الأطفال السوريين المتضررين من الحرب.

وقال: «نود أن يعيش الشعب السوري بسلام، وأن يتم إعادة تأهيل كل ما جرى تدميره خلال الحرب، ونحن مسرورون جداً لأننا موجودون وقادرون على المشاركة في عملية إعادة التأهيل والترميم».

وأشار هيلاريون إلى الزيارة التي قام بها أول من أمس لكنيستين في عربين والزبداني، حيث يتم إعادة ترميمهما بمساعدة الكنيسة الروسية، معتبراً أن الكنيسة ليست كنيسة فحسب بل هي مركز ثقافي وروحي ومدرسة للأطفال، وعندما يعرف الناس بأن هناك كنيسة ومدرسة للأطفال سيعودون إلى هذه المناطق المدمرة، وأتمنى أن يتم ترميم هذه المناطق جميعها بفضل جهودنا المشتركة.

بدوره، توجه وزير الأوقاف بالشكر والامتنان باسم حكومة الجمهورية العربية السورية إلى غبطة البطريرك كاريل وإلى المطران هيلاريون وإلى الكنيسة الارثوذكسية الروسية، وإلى غبطة البطريرك يوحنا العاشر يازجي لهذا العمل الإنساني القيم الذي ترعاه السفارة الروسية في دمشق.

وأكد، أن عمق العلاقات الروسية – السورية يتجذر يوما بعد يوم، مشيراً إلى أن تعاليم السيد المسيح عليه السلام التي جاءت للسلام وللإنسانية وللمحبة تقتضي ومعها الأديان جميعاً هذا التعاون وهذه المساعدة، وهذا العمل الطبي الإنساني المميز للكنيسة الأرثوذكسية الروسية.

وقال: «السيد المسيح عليه السلام يقول المجد لله في العلا وفي الناس المسرة وعلى الأرض السلام، ولا شك أن المسرة والسلام بين الناس هما اللذان تقوم بهما الكنيسة الأرثوذكسية الروسية بالتعاون مع البطريرك يازجي في سورية، ولابد لنا أيضاً من أن نوجه خالص الشكر لسعادة السفير الروسي في دمشق، الذي يبذل جهوداً كبيرة لمساعدة سورية ولتمتين العلاقات بين البلدين».

وأضاف: «نبينا محمد صلى اللـه عليه وسلم يقول من لا يشكر الناس لا يشكر الله، فكل الشكر والتقدير للاتحاد الروسي وعلى رأسه الرئيس فلاديمير بوتين وغبطة البطريرك كاريل بطريرك موسكو وسائر روسيا».

سفير روسيا في سورية لفت في كلمة له إلى أننا مسيحيون ومسلمون نحتفل بمناسبة مشتركة وهي افتتاح هذا المركز الرائع للعناية بالأطفال، الذين هم أهم شيء في حياتنا وخصوصاً أن علينا مهمة الاهتمام الخاص بالأطفال الذين أصيبوا في هذه الحرب الظالمة.

واعتبر، أن افتتاح هذا المركز هو دليل جديد على مستوى العلاقات الأخوية والإستراتيجية والودية بين سورية وروسيا، مؤكداً على أن هذه العلاقات لها جذور تاريخية عميقة بما في ذلك على مستوى رئيسي البلدين، وحكومتي وبرلماني البلدين والشعبين السوري والروسي.

وقال: «لا يمكن لنا إلا شكر سيادة الرئيس بشار الأسد والحكومة السورية والشعب السوري على دعمهم الكامل لتنفيذ المهمة العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، وهذا يدل على أننا جميعاً في الطرف الجيد من الطريق، وبمساعدة اللـه سوف ننتصر».

من جهته، أكد الأسقف موسى الخوري ممثل بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي، أن الكنيسة الأرثوذكسية همها الوحيد أن تكون مع أبناء الوطن وخصوصاً في هذه المحنة وأن تقف إلى جانبهم، وخصوصاً بمساعدة الكنيسة الأخت لها في روسية.

وفي تصريح لـ«الوطن» بين مدير المركز الثقافي الروسي في دمشق، نيكولاي سوخوف، أن المركز هو بتمويل روسي وهو جزء من المساعدات الروسية للشعب السوري، مشيراً إلى أن المركز يمكنه استقبال يومياً ما بين 30 إلى 50 طفلاً، في مختلف محاور العلاج المرتبطة بتركيب الأطراف الصناعية وإعادة التأهيل.

وأشار إلى أن هذا المركز سيخفف الأعباء المادية على العائلات السورية، لأن كل شيء مجاناً بما فيها الأطراف والخدمات والتأهيل، كما يتم تعديل الأطراف الاصطناعية أثناء نمو الأطفال، وكلها ممولة من الجانب الروسي، مشدداً على أن الشعب الروسي والحكومة والكنيسة الروسية تقف إلى جانب الشعب السوري للمساعدة في إعادة إعمار البلاد وتنميتها.

وفي تصريح مماثل لـ«الوطن»، أوضح مدير عام المركز، حسان نصر الله، أن المركز هو الأول من نوعه في سورية من حيث طريقة الاهتمام ومتابعة الأطفال، حيث يتميز بطريقة معالجة المرضى والحالة النفسية المرافقة التي تجري معالجتها قبل عملية تركيب الأطراف، من قبل متخصصين في هذا المجال.

وبين، أن أعداد الأطفال السوريين المصابين خلال هذه الحرب كبير وهناك الكثير من المراكز المخصصة لتركيب الأطراف، ومنها هذا المركز الذي أوجد أيضاً كرديف متكامل لمعالجة كل الحالات، وهو يحوي على أجهزة مشي وأجهزة خاصة بالمعالجة الفيزيائية.

وأكد أن التوسع بالمشروع وارد حيث يمكن وذلك حسب الحاجة، علماً أن الدعم الذي يحصل عليه هو دعم مقدم بالكامل من الكنيسة الأرثوذكسية الروسية.

مديرة جمعية الوفاء التنموية السورية، رمال صالح، بينت لـ«الوطن» أن الجمعية عملت على دراسة الحالات المحتاجة لإرسالها لروسيا للمعالجة، لكن انتشار «كورونا» منع إرسال هؤلاء الأطفال للمعالجة، لذلك قدمت الكنيسة الروسية والحكومة الروسية فكرة لإنشاء هذا المركز بشكل يماثل نظيره الموجود في روسيا، حتى يتسنى للأطفال الذين تضرروا نتيجة الحرب على سورية أن يكون لهم فرصة بالشفاء والعودة إلى الحياة من جديد.

وتمنت أن يكون المركز نواة لعدة مراكز في سورية حتى يتمكن أكبر عدد من الأطفال السوريين المحتاجين من الاستفادة منه.

حضر الافتتاح وزير الإدارة المحلية والبيئة حسين مخلوف، ومحافظ دمشق عادل العلبي وعدد من رجال الدين الإسلامي والمسيحي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن