رياضة

في المرحلة الثانية من إياب الدوري الممتاز.. نوارس جبلة يستقبلون البرتقالي … ديربي ساخن في حمص والبحارة يتأهبون والجيش يستعد بالاتحاد

| ناصر النجار

تفتتح اليوم مباريات الأسبوع الثاني من إياب الدوري الكروي الممتاز، اللقاءات للوهلة الأولى متراوحة بين البسيط والصعب، فهي تأخذ طابع الحماس والتنافس الشديدين وخصوصاً للفرق التي تعتلي القمة وتحلم بها، أو للفرق التي تصارع للنجاة من منازل الخوف ورعب الهبوط.

والقراءة الأولى توحي أن الوثبة أمام موقعة حامية الوطيس في الديربي الحمصي الذي يعتبر الامتحان الأصعب للمتصدر الوثبة، أما تشرين بالمواجهة مع النواعير باللاذقية تبدو أقل وطأة وأقل صعوبة للفوارق الفنية الواضحة.

من حق الجيش والوحدة أن يحلما بالوثوب نحو المقدمة، وهذا الأمل والحلم لن يتحققا إلا بشرطين اثنين، أولهما: ألا يهدرا أي نقطة بعد الآن، وثانيهما: أن يتعثر المتصدر ووصيفه أكثر من مرة، ولا مستحيل في عالم كرة القدم.

الجيش سيستقبل على أرضه الاتحاد في مباراة قوية وصعبة على الفريقين، والوحدة سيحل ضيفاً على جبلة في مباراة من الصعب التكهن بها.

بقية المباريات تتحدث عن صراع لن ينتهي حول نقطة النجاة، وهذا الأمر ينطبق على مباراة الفتوة مع الشرطة بدمشق، والطليعة مع حطين بحماة، وعفرين مع حرجلة بملعب السابع من نيسان.

وإذا نظرنا إلى الفوارق النقطية نجد أن الفارق بين الطليعة صاحب المركز السادس له 18 نقطة والشرطة صاحب المركز الثاني عشر له 13 نقطة هذه الفوارق ليست بالبعيدة ويمكن تقليصها، النواعير أيضاً ليس ببعيد كثيراً أمام مجمل النقاط المتبقية وعددها 36 وله تسع نقاط، ويمكن أن يتلافى هذا الموقع ولكنه بحاجة إلى جهد كبير وعزيمة صادقة، أما عفرين فموقعه صعب وموقفه ضعيف وهو لا يملك أكثر من أربع نقاط ولسان حاله يقول: إن لم أستطع النجاة فدعوني أحاول.

هذه النقاط البسيطة المتقاربة تجعل هذه المباريات ساخنة من أجل فض الشراكة وتأسيس منطقة آمنة بعيداً عن مدارك الخطر.

النهوض من جديد

استناداً إلى نتائج الأسبوع الماضي فقد وجدنا أن أكثر من نصف الفرق لم تقدم العرض المطلوب والأداء المتوقع فخسرت مبارياتها، والتعادل الذي جرى في حماة بين الجارين النواعير والطليعة كان الأسوأ فنياً في تاريخ لقاءات الفريقين.

وهذا الوصف يدفعنا للقول: هل ستتمكن هذه الفرق وهي في مواقع الخطر أن تصلح أخطاءها في اليومين الماضيين لتبدو بصورة أفضل فتحقق ما عجزت عنه وتعوض خسارتها وسوء أدائها.

والعقوبات أو التهديد باستعمال سلاح قطع المال أمام بعض لاعبي الأندية لن يجدي نفعاً أمام الواقع الفني السيئ والجاهزية البدنية المنقوصة، لذلك لن نتوقع أي تحسن على مستوى الأداء، أما على صعيد النتائج فإن الفوز سيكون وارداً عندما تلتقي هذه الفرق وجهاً لوجه كنتيجة حتمية تتطلبها أي مباراة، وربما كان التعادل ظلاً ثقيلاً على الفرق المهددة.

وهذه المقاربة البسيطة نستنتجها من الأداء والنتائج في كل المباريات التي لعبتها الفرق، فهذا المستوى المتراجع الذي قدمته لم يكن وليد المصادفة أو مباراة واحدة، بل نتيجة 14 مباراة وما معها من مباريات كأس.

وعلى سبيل المثال فإن جبلة صمّد كثيراً وأكثر من التعادل فبلغت ثمانية ثم انهار فخسر أربع مباريات متتالية، فهل تملك إدارة النادي الأوكسير المناسب لتدب الحياة بروح فريقها مرة أخرى؟

والشرطة فريق مترهل يعيش على الطفرات، لكنه انكشف أمام الجيش بالكأس، وأمام الكرامة بالدوري، فهل يستقيم عوده، وهو بلا مدرب منذ أكثر من شهرين؟

وحرجلة يعاني أخطاء دفاعية لم يعرف القائمون على الفريق إصلاحها حتى الآن، فهل سيتم إصلاح إعوجاج دفاع الفريق باليومين الأخيرين؟

والفتوة لم يعرف حتى الآن الاستقرار، وربما هناك من يعبث بالفريق ولا يريد له الخير، وحسب إمكانيات لاعبيه يجب أن يكون بوضع أفضل على صعيد الأداء والنتائج والترتيب، فهل تعود الإلفة والمحبة وروح المسؤولية إلى اللاعبين في لقاء مصيري يشبه لقاءات الديربي والنقاط المضاعفة؟

حتى الآن يعتبر النواعير وعفرين الحلقة الأضعف في الدوري، فهل سيغيران المعادلة ويقلبان الموازين، فينفضان غبار الكسل ويحققان الفوز الذي تنتظره جماهيرهما؟

الطليعة والاتحاد ليسا بمنأى عن الخطر وموقعهما ليس آمناً ولابد من حلول سريعة ونتائج مبكرة ليدخلا الأماكن الدافئة والكلام نفسه ينطبق على حطين.

التاريخ للكرامة

الأبرز في مباريات الثلاثاء ديربي حمص بين الكرامة والوثبة، وهذا اللقاء لا للحيرة فيه، فكل فريق يغني على ليلاه، الوثبة يبحث عن التمسك بالصدارة والفوز الذي يبقيه في المقدمة، والكرامة لا شيء يرضي جماهيره أكثر من الفوز على الوثبة وأيمن الحكيم هدفه هذه المباراة ليثبت أقدامه وليسكت معارضيه، والكلام نفسه ينطبق على الإدارة التي باتت هدفاً لسهام المنتقدين.

الفريقان حققا الفوز في المرحلة الأولى من الإياب، فوز الوثبة كان صريحاً على ضيفه جبلة بالثلاثة، أما فوز الكرامة فقد جاء متأخراً على مستضيفه الشرطة، وبكل الأحوال هو فوز مهم لكلا الفريقين وأثره الإيجابي كبير برفع معنويات الفريقين والدخول إلى مباراة القمة الحمصية بروح عالية وتصميم أكيد على تسجيل حضور طيب في المباراة.

مباراة الذهاب انتهت بين الفريقين بلا أهداف فزعامة المدينة معلقة، وإذا عدنا إلى أرشيف الفريقين نجد أن التاريخ بمصلحة الكرامة الأكثر فوزاً وتسجيلاً، وخزائنه مملوءة بالبطولات والكؤوس والإنجازات الداخلية والخارجية، بينما الوثبة لا يملك إلا بطولة واحدة على صعيد كأس الجمهورية.

هذا الكلام حقيقي لكنه لا يوصل إلى الفوز، والتاريخ بكفة وواقع الحال اليوم بكفة أخرى، في ميزان أرقام هذا الموسم فإن الوثبة أفضل بكل الموازين وهو لم يعرف الخسارة للمباراة التاسعة على التوالي وقد فاز بها بشباك نظيفة، وهو متصدر الدوري، ويملك أفضل خط دفاع فلم يدخل مرماه في 16 مباراة مرماه في 16 مباراة بين الدوري والكأس أكثر من هدفين ويملك خطوطاً متوازنة ومنسجمة ولديها شهية تهديفية بكل الخطوط بدليل أن هدافي الفريق لاعبي دفاع صبحي شوفان ووسط عبد الرزاق البستاني.

الكرامة في هذه المباراة في وضع حرج لأنه في أصعب المواجهات، وهو يريد استعادة تاريخه والقفز فوق كل الاعتبارات الفنية والبدنية وكل الأرقام القياسية، لذلك سيحرص الفريق مع مدربه على وضع تكتيك خاص للمباراة تحت شعار أكون أو لا أكون.

من الناحية المنطقية فإن حالات التفوق تذوب في مثل هذه المباريات، وتبقى حنكة المدرب وذكاؤه وفطنة اللاعبين وحرصهم على تقديم الأفضل هو الفيصل في اللقاء الحماسي المثير.

مع التنويه بأن أهم عامل في المباراة هو الهدوء والتركيز، وكلما مال اللاعبون إلى العصبية فقدوا رشدهم وربما كلفهم ذلك بطاقات ملونة قد تغير مجرى المباراة رأساً على عقب.

منطق كرة القدم يميل لمصلحة الوثبة، والكرامة قادر على تغيير المعادلة وستؤازره دعوات البحارة لأن أي سقوط للوثبة سيكون بمصلحة تشرين.

البحارة أفضل

تشرين الوصيف ينظر إلى لقائه مع النواعير من منظار المباريات التي في الجيب فلن يكون أمامه أسهل فمن هذه المباراة وخصوصاً أن جدول الإياب مملوء بالصعوبات والعقبات فأغلب مباريات تشرين التنافسية خارج أرضه.

وتشرين ينتظر النواعير على أحر من الجمر وهو الذي فرض عليه التعادل بالذهاب في حماة 1/1 ليرد اعتباره، ولم يسجل تشرين التعادل إلا من جزاء في الدقيقة 75 عبر نصوح نكدلي والنواعير يلعب بعشرة لاعبين بعد طرد مدافعه طريف الزيدي د 70، وكان النواعير البادئ بالتسجيل عبر مصطفى سفراني د 35.

كل التوقعات تشير إلى فوز تشرين الأكثر جاهزية والمتسلح بأرضه والنواعير ضيف ثقيل الظل متقلب المزاج، فإن كان لاعبوه بالفورمة أتعبوا البحارة، وإن كانوا غير ذلك عادوا محملين بالخسارة، والظن أن النواعير وهو مهدد بأسفل القائمة سيسعى للخروج من المباراة بأقل الخسائر، مع التنويه إلى أن المباراة ستقام بجمهور لاستبدال العقوبة السابقة بحق فريق تشرين بغرامة مالية قدرها مليون ليرة.

استعداد مثالي

لن يجد فريق الجيش أفضل من ضيفه الاتحاد ليخوض آخر مبارياته الاستعدادية لمواجهة التعاون السعودي، الفريق في حالة تأهب قصوى وعينه على الفوز ليواصل زحفه نحو المقدمة طمعاً بنكسة للكبيرين فقد ينال من الحب جانباً.

الخوف في المباراة أن يخشى اللاعبون الالتحام والجدية ابتعاداً عن الإصابة التي قد تحرمهم من السفر، وهذه نقطة يجب الانتباه إليها.

من سوء حظ الاتحاد أنه يواجه الجيش بعد مباراة تشرين، فالفريقان كبيران ومتعبان، ومدرب الفريق الشاب يبحث عن بقعة ضوء بدوري الكبار علّه يدون إنجاز الفوز على الجيش بسجله الذاتي.

في الذهاب تعادل الفريقان 2/2 سجل للاتحاد علي خليل وعبد الهادي شلحة، وسجل للجيش رامي عامر هدفين الثاني من جزاء، وأضاع لاعب الاتحاد طالب عبد الواحد ركلة جزاء، كما خرج مدافع الجيش زكريا حنان بالبطاقة الحمراء مع نهاية الشوط الأول، فلعب الجيش الشوط الثاني كاملاً بعشرة لاعبين.

النوارس في خطر

مباراة كبيرة تنتظر جبلة على أرضه بمواجهة الوحدة الطموح، اللقاء مهم لكلا الفريقين، فالوحدة بعهده الجديد يبحث عن المزيد من الانتصارات ولا يريد التفريط بالنقاط في إطار النهضة التي بعمل عليها الإدارة الجديدة، وقوة البرتقالي اكتملت بعودة عبد الرحمن بركات والمايسترو أسامة أومري.

جبلة وضعه أصعب، فهو يلعب على أرضه، وجمهوره لن يتحمل المزيد من الخسائر والعروض المتراجعة، الوضع النفسي للفريق ليس بخير، والإدارة توعدت لاعبيها، وربما يكون هذا الأمر بمنزلة الصدمة الإيجابية التي تنعش الفريق.

في الذهاب تعادلا بدمشق بلا أهداف.

دائرة الأمان

الطليعة عندما يستقبل حطين على أرضه يفكر بالفوز ولا شيء غيره لأنه يدخله المنطقة الآمنة ولو بشكل مؤقت، ومثل هذا الكلام ينطبق على حطين، وهما متساويان بالنقاط، لذلك فالمباراة ستكون نقاطها مضاعفة، والفوز يحمل الفرح لأحدهما والحزن للآخر، وقد يكون التعادل سيد الأحكام.

بغض النظر عن هذه المسألة فإن الطليعة يبحث عن رد اعتبار من خسارته بالذهاب 1/2 سجل هدفه أمين حداد من ركلة جزاء وسجل لحطين بلال حسن ومؤيد الخولي من جزاء.

حالة الاستقرار الفني الذي يعيشه الطليعة هذا الموسم تؤهله لتقديم عرض طيب وربما توجها بفوز يسعد جماهيره الذين سيملؤون ملعب حماة رغم أن المباراة تقام بيوم دوام.

رد الدين

الفتوة والشرطة ندان ومباراتهما دوماً تأخذ طابع المنافسة والسخونة، واليوم هما متشابهان في التهديد وأحياناً في الأداء والنتائج، الفتوة يتقدم بفارق ثلاث نقاط يحرص الشرطة على تقليصها، لا ندري إن كان أحمد الجلاد يملك العصا السحرية ليقوم إعوجاج فريقه، ولا نعلم إن استطاع حسام عوض أن يستر عيوب خطه الخلفي.

المباراة ليست كغيرها من المباريات والتكهن بنتيجتها صعب لأنه مرهون بتوفيق اللاعبين بأرض الملعب، علينا أن نشير هنا إلى أن الفتوة يبحث عن رد الدين للشرطة الذي فاز بالذهاب 2/1، سجل للشرطة مجد الغايب وحاتم النابلسي وللفتوة ولات عمي.

أخطاء قاتلة

آخر المباريات سيكون مسرحها ملعب السابع من نيسان، وفيها يلتقي عفرين الأخير مع ضيفه حرجلة، عفرين يبحث عن أول انتصار له، وهو صعب على أرضه، لكن أمور لاعبيه مع الإدارة والمطالبات المالية تقف عثرة أمام تقديم أداء رجولي جيد، ولا ندري إن تغيرت الأمور قبل المباراة وتبدل الحال إلى أحسن حال.

حرجلة فريق جيد، لكنه يعاني من أخطاء دفاعية قاتلة حرمته الكثير من النقاط، والضيف يسعى للفوز للنأي بنفسه عن مناطق الخطر وليؤكد فوزه ذهاباً بهدفي عبد الرزاق حسين وأحمد حاتم.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن