عربي ودولي

لقاء مرتقب لوزيري خارجية روسيا وأوكرانيا.. فرنسا: لا نحارب.. أميركا: هدفنا إنهاؤها بعيداً عن أراضينا … بوتين يدعو المجلس الأوروبي إلى دفع كييف لاحترام حقوق الإنسان

دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المجلس الأوروبي إلى مساهمة حقيقية في إنقاذ الناس وإجبار كييف على احترام القانون والحقوق الإنسانية، على حين أبلغت موسكو كييف بأنها ستنهي العملية العسكرية في أي لحظة إذا قبلت بشروطها، وذلك بالتزامن مع الإعلان عن عقد لقاء مرتقب بين وزيري الخارجية الروسي والأوكراني في أنطاليا التركية أواخر الأسبوع.
يأتي ذلك مع تأكيد فرنسا أمس أنها لا تخوض حرباً مع روسيا، في حين أكدت طهران تمسكها بالجهود الرامية إلى منع امتداد النزاع المسلح في أوكرانيا إلى دول أخرى، على حين رفضت واشنطن بدورها فكرة فرض حظر طيران فوق كييف مؤكدة أن ذلك قد يؤدي إلى توسيع الصراع إلى أراضيها.
وحسب موقع «روسيا اليوم» قال الكرملين: إن الرئيس بوتين، دعا رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشال، إلى مساهمة حقيقية في إنقاذ الناس وإجبار كييف على احترام القانون والحقوق الإنسانية.
وأفاد المكتب الصحفي للكرملين بأن الرئيس الروسي قال لرئيس المجلس الأوروبي خلال اتصال هاتفي، أمس: إن التهديد الرئيسي في أوكرانيا يأتي من التشكيلات النازية التي تحتمي بالسكان المدنيين.
كذلك أطلع بوتين، رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي على موقف روسيا وسير العملية في أوكرانيا وتقييمه لسير المفاوضات مع الوفد الممثل لأوكرانيا، وأبلغه بأن فصائل القوميين المتطرفين تعوق عمليات إجلاء السكان المدنيين وتستخدم العنف ضدهم.
في غضون ذلك أكدت موسكو أمس خططاً لإجراء لقاء بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأوكراني دميتري كوليبا بمشاركة نظيرهما في النظام التركي مولود تشاووش أوغلو على هامش منتدى «أنطاليا» الدبلوماسي أواخر هذا الأسبوع.
وحسب وكالة «إنترفاكس» قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في تصريحات صحفية أمس: «بناء على اتفاق تم التوصل إليه خلال مكالمة هاتفية بين رئيسي روسيا وتركيا، وبمبادرة من الجانب التركي، من المخطط إجراء لقاء بين وزيري الخارجية الروسي والأوكراني، بمشاركة وزير الخارجية التركي».
إلى ذلك أكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن روسيا أبلغت أوكرانيا بأنها ستنهي عمليتها العسكرية «في أي لحظة» إذا قبلت كييف بشروط موسكو، وحسب وكالة «تاس» أكد بيسكوف في تصريحات صحفية أمس أن روسيا تطالب أوكرانيا إضفاء تعديلات على دستورهم تتخلى أوكرانيا بموجبها عن أي تطلع إلى عضوية أي تكتل، وإيقاف أنشطتها العسكرية وتثبيت وضعها الحيادي دستورياً، والاعتراف بسيادة روسيا على شبه جزيرة القرم، إلى جانب الاعتراف باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين.
وعلى خط مواز شدد الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، على أن بلاده لا تخوض حرباً مع روسيا رغم الضغوط الاقتصادية والسياسية عليها من قبل الدول الأوروبية بسبب العملية في أوكرانيا.
ونقلت «روسيا اليوم» عن ماكرون قوله في حديث لقناة «LCI»، أمس الإثنين: «نحن الأوروبيين وكذلك حلفاؤنا رددنا بالعقوبات الاقتصادية على إجراءات روسيا في أوكرانيا والتي ندينها بشدة. ونحن نمارس ضغوطاً دبلوماسية من أجل تسوية النزاع لكن فرنسا لا تخوض حرباً ضد روسيا، ومن المهم فهم هذا الأمر».
من جانبها أكدت وزارة الخارجية الإيرانية أمس تمسك طهران بالجهود الرامية إلى منع امتداد النزاع المسلح في أوكرانيا إلى دول أخرى، وحسب وكالة «أرنا» قال المتحدث باسم الوزارة سعيد خطيب زاده خلال مؤتمر صحفي: «الأهم هو بذل الجهود المشتركة لمنع خروج الأزمة في أوكرانيا من تحت السيطرة وامتداد رقعة الحرب»، مضيفاً: إن هناك ما يكفي من أزمات في أوراسيا، ومؤكداً أن جهود الجانب الإيراني موجهة إلى ضمان وقف عاجل لإطلاق النار وتسوية الأزمة بطرق دبلوماسية.
وأضاف خطيب زاده: «نرفض الحروب لحل الأزمات الدولية وهذا موقف جوهري في سياستنا الخارجية»، داعياً روسيا وأوكرانيا إلى الحوار وإعلان وقف إطلاق النار، واعتبر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن الأحداث الأخيرة في أوكرانيا جاءت نتيجة سياسات حلف الناتو التوسعية والأمنية في المنطقة.
بدوره أعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أمس، عن رفضه لفكرة فرض منطقة حظر طيران في سماء أوكرانيا، مؤكداً أن ذلك قد يؤدي إلى توسعة الصراع ليشمل الولايات المتحدة.
ونقلت «روسيا اليوم» عن بلينكن قوله في حديثه للصحفيين أمس: «تحدثنا عن منطقة حظر الطيران في وقت سابق، وللتوضيح سأكرر أن كل جهودنا تهدف إلى إنهاء سريع لهذه الحرب وهذه المعاناة، وما لا نريده هو توسيعها، لتشمل بلداننا وأراضينا».
وأوضح الوزير الأميركي أن دول الغرب قدمت الكثير من الأموال والمساعدات لأوكرانيا لكي تدافع عن نفسها، مضيفاً: «سوف نقدم المزيد ومستعدون للتصدي لأي تهديد».
ومن جانبها أعلنت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أمس الإثنين أن آخر أعضاء فرق بعثة المراقبة الخاصة التابعة لها سيتم إجلاؤهم قريباً من أوكرانيا.
وحسب «إنترفاكس» جاء في بيان صادر عن بعثة الأمن والتعاون في أوروبا أن عملية الإجلاء المؤقت لجميع أعضاء البعثة الدولية أوشكت على الانتهاء، وأن المجموعة الأخيرة المتبقية، وهي كبير المراقبين وفريق القيادة سيغادرون (أمس) أوكرانيا.
وفي 24 الشهر الفائت أعلنت الأمين العامة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا هيلجا شميد، عن قرار إجلاء موظفي جميع البعثات الدولية للمنظمة مؤقتاً من أوكرانيا.
ميدانياً: أعلن رئيس جمهورية لوغانسك الشعبية ليونيد باسيتشنيك أنه تم تحرير معظم أراضي الجمهورية من سيطرة القوات الأوكرانية، لافتاً إلى أن قوات بلاده تحاصر المناطق المتبقية، وقال باسيتشنيك في حديث لقناة «روسيا 24» أمس: تم تحرير معظم أراضي جمهورية لوغانسك الشعبية تقريباً، مبيناً أن هناك مناطق محصنة مثل سيفيرودونتسك وروبيزني وليزيشانسك لم يتم تحريرها بعد.
بدورها أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن نظام تهدئة من صباح أمس وفتح ممرات إنسانية من كييف وماريوبول وخاركوف وسومي، في وقت تحقق فيه القوات الروسية من خلال عمليتها العسكرية الخاصة لحماية سكان جمهوريتي دونيتسيك ولوغانسك الشعبيتين في إقليم دونباس لليوم الثاني عشر على التوالي تقدماً في مختلف المحاور.
وجاء في بيان الدفاع الروسية: بناء على طلب الرئيس ماكرون من الرئيس بوتين، نعلن فرض نظام وقف إطلاق النار (نظام التهدئة) بعد الساعة 10 صباحاً وفتح ممرات إنسانية من كييف، ماريوبول، خاركوف، سومي».
ودعا البيان الجانب الأوكراني للالتزام بالشروط: «نطالب الجانب الأوكراني باستيفاء والالتزام بشروط إنشاء الممرات الإنسانية وضمان انسحاب السكان المدنيين والمواطنين الأجانب، ومحاولة كييف اتهام روسيا بعدم الالتزام وإفشال العمليات الإنسانية هذه المرة سيكون بلا جدوى، وستتم متابعة مراقبة سير العملية الإنسانية بمساعدة الطائرات المسيرة.
وأوضح البيان أن المعلومات المتعلقة «بإنشاء ممرات إنسانية في أوكرانيا» يتم نقلها إلى الهياكل المهنية للأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا واللجنة الدولية للصليب الأحمر والمنظمات الدولية الأخرى.
وبإعلانها الهدنة فتحت موسكو 6 ممرات إنسانية آمنة لخروج المدنيين من 4 مدن، وأكدت الدفاع الروسية أن المتطرفين الأوكرانيين أعدموا مدنيين بتهمة التواطؤ مع روسيا، على حين لا يزالون يواصلون احتجاز أكثر من 1600 مواطن من دول أجنبية كرهائن ودروع بشرية في مدن كييف وخاركوف وسومي وماريوبول بينهم مواطنون من الأردن ومصر وفيتنام وإندونيسيا والهند وتنزانيا والصين وغانا وباكستان وتونس وزامبيا وكازاخستان وصربيا وتركيا.
وقال رئيس مركز إدارة الدفاع في الوزارة ميخائيل ميزينتسيف في تصريح أمس: إن مسلحين من كتائب قومية أوكرانية أطلقوا النار على المدنيين في خاركيف وسومي ومدن أخرى متهمين إياهم بالتواطؤ مع روسيا.
وأضاف ميزينتسيف: إن المتطرفين القوميين حولوا الطابق الأول من مدرسة في شارع سفوبودي في ماريوبول إلى مقر لهم ووضعوا أسلحة ثقيلة ونشروا مجموعات من القناصين على سطح المدرسة كما منعوا سكان المنازل القريبة من المغادرة بهدف الاحتماء بهم كدروع بشرية.
إلى ذلك قالت الدفاع الروسية إن العملية العسكرية الخاصة أسفرت حتى الآن عن تدمير 3296 منشأة عسكرية، وأن الدفاعات الجوية تمكنت من إسقاط 3 طائرات من نوع «سو-27» في منطقة بولتافا، وطائرة «سو-25» في منطقة غوستوميل وطائرتي هليكوبتر من طراز «مي-24» في منطقة ماكاروف، بالإضافة إلى 8 طائرات من دون طيار تابعة للقوات الأوكرانية.
إلى ذلك قالت الوزارة: إن قوات جمهورية لوغانسك الشعبية تقدمت 6 كيلومترات وبسطت سيطرتها على 7 مناطق سكانية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن