سورية

اتفاق بين «النصرة» والنظام التركي لإرسال مسلحي «الجيش الوطني» إلى أوكرانيا

| وكالات

ترددت أنباء أمس عن اتفاق بين النظام التركي وما تسمى «هيئة تحرير الشام»، الواجهة الحالية لتنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي، على خطوات فعلية وسريعة للبدء بنقل مسلحي ميليشيات «الجيش الوطني» التابع للنظام التركي، إلى أوكرانيا للقتال هناك ضد الجيش الروسي.
ونقل موقع «أثر برس» الإلكتروني عن المحلل السياسي والعسكري فادي إسماعيل قوله إن معلومات موثقة وصلت إليه حول انعقاد اجتماع سرّي ضم متزعم «تحرير الشام»، المدعو أبو محمد الجولاني، إضافة إلى أربعة من كبار متزعمي «النصرة»، وعدد من كبار ضباط استخبارات النظام التركي في منطقة قريبة من معبر دير بلوط، الذي يفصل بين مناطق سيطرة «الجيش الوطني» شمال حلب من جهة، ومناطق سيطرة «النصرة» في ريف إدلب من جهة ثانية، وذلك تحت حراسة مشددة من مسلحي مخابرات النظام التركي.
وذكر إسماعيل أن المعلومات التي تم تسريبها بينت أن الاجتماع عُقد بشكل عاجل بناء على طلب من الجولاني، حيث تركز هدفه الرئيسي على ضرورة الإسراع بإجراءات عملية نقل المسلحين غير المرغوب بهم من «الجيش الوطني»، للقتال في أوكرانيا ضد الجيش الروسي.
وأشار إلى أن المشاركين في الاجتماع الذي تقرر أن تعقبه سلسلة أخرى من الاجتماعات خلال الأيام القادمة، قرروا اتخاذ خطوات فعلية وسريعة للبدء بنقل مسلحي «الجيش الوطني» إلى أوكرانيا، وخاصة منهم مسلحي الميليشيات غير المرغوب بها التي هي على حالة تناحر دائم مع «النصرة» وفي مقدمتها ميليشيا «الجبهة الشامية»، واتفقوا على نقل هؤلاء المسلحين عبر المطارات التركية نحو بولندا، تمهيداً لزجهم في المعارك الدائرة في أوكرانيا.
وأوضح إسماعيل أن الاجتماع جاء بناءً على مصالح مشتركة بين مخابرات النظام التركي و«النصرة»، حيث تتمثل تلك المصالح بإخراج المسلحين غير المرغوب بهم من شمال حلب، والتخلص منهم في أوكرانيا، الأمر الذي سيتيح للنظام التركي تفكيك ميليشيات «الجيش الوطني» والتخلص منها بعد أن أثبتت فشلها الذريع في مناطق شمال سورية أمنياً وعسكرياً، في حين سيفسح المجال أمام «النصرة» لتوسيع مناطق نفوذها ودخول مناطق ريف حلب الشمالي التي يسيطر عليها «الجيش الوطني».
ولفت إلى أن التصريحات الأخيرة الصادرة عن وزارة الدفاع الروسية، حول أن معاملة المرتزقة من غير الأوكرانيين القادمين لقتال الجيش الروسي، لن تكون معاملة أسرى حرب كما يحدث مع عناصر الجيش الأوكراني، زادت من يقين النظام التركي و«النصرة» بأن المسلح الذي سيخرج من سورية لن يعود إليها بالفعل وسيتم التخلص منه بأقل مجهود ممكن، الأمر الذي دفع بالجانبين لبحث الاستعجال في نقل المسلحين غير المرغوب ببقائهم في شمال سورية إلى أوكرانيا.
وأضاف: «بالتالي وفي ظل يقين تركيا و«النصرة» بأن خطوة إرسال مرتزقة الجيش الوطني إلى أوكرانيا ستحقق أهدافها خلال وقت قصير، نجد أن تركيا عرضت مبالغ مالية ضخمة غير مسبوقة على مسلحي «الجيش الوطني» الذين سيتوجهون إلى أوكرانيا، والحديث هنا عن 6 آلاف دولار أميركي كراتب شهري، وبالتأكيد فإن تركيا على يقين ودراية تامة بأنها لن تدفع دولاراً واحداً، وبأن القتل سيكون المصير الأسرع الذي يلاقيه المسلحون قبل حتى أن يكملوا شهرهم الأول في أوكرانيا».
ويمتلك النظام التركي سجلاً قذراً من التدخل في الصراعات الدولية، بدءاً من سورية، مروراً بليبيا، ووصولاً إلى الصراع الأذري-الأرميني، من خلال الزج بالمسلحين الموالين له على جبهات القتال هناك، واستخدامهم مرتزقة يعملون لمصلحة الأطراف الحليفة له على حساب الأطراف الأخرى.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن