سورية

أكد أن سورية دافعت عن نفسها ووضعت حداً للتطلعات الإسرائيلية وهي لن تستسلم … المقداد: سنحرر كامل ترابنا.. ولا يمكن الحديث عن نصر مطلق بوجود الاحتلال والإرهاب

| الوطن

أكد وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد أن سورية دافعت عن نفسها ووضعت حداً للتطلعات الإسرائيلية المعادية للأمة العربية، وهي لن تستسلم، واستطاعت البقاء صامدة ولو ضمن الحد الأدنى من تأمين متطلبات الحياة للشعب السوري، رغم كل المعاناة وما يسمى الإجراءات الأحادية القسرية التي فرضها الغرب بالشراكة مع أدواتها في تركيا وغيرها.

وفي مقابلة مع قناة «الميادين»، أكد المقداد أنه وعشية الذكرى الحادية عشرة لاندلاع الحرب، فإن سورية عانت وتعرضت لعدوان إرهابي مدعوم من الدول الغربية وبعض حلفائها والدمار في سورية كان كبيراً والحصار كان ولا يزال خانقاً، لكن مقابل كل ذلك يجب أن نقول: إن سورية صمدت وجيشها صمد والشعب السوري التفّ حول الرئيس بشار الأسد، وهي في كل يوم تسجل صفحات جديدة ناصعة البياض، وتبشر بالانتصار الكامل خلال فترة قصيرة إن شاء الله.

المقداد أشار إلى العدوان الإسرائيلي الذي تعرضت له سورية أمس، معتبراً أنه يأتي في إطار التنسيق المباشر بين داعش التي قامت بتنفيذ هجمات إرهابية على الجيش العربي السوري، وأكملته إسرائيل لتوجه رسالة لداعش بأنها ليست وحيدة في حربها على السوريين، مشدداً على أن سورية لا تنسى وعلى إسرائيل أن تعرف بأن الرد السوري قادم لا محالة.

وأكد المقداد بأن سورية قادرة على الرد على إسرائيل، وهي لا تنسى ضحاياها وخاصة في مواجهة الاعتداءات التي تتكرر عليها، حيث تسعى إسرائيل لكي تثبت لأدواتها في سورية من الإرهابيين بأنها قادرة على إيذاء سورية، مجدداً التأكيد بأن سورية قادرة على الرد وهي التي تتحكم بهذا الرد، وهي ترد سواء اعترف ورأى ذلك العالم أم لم ير ذلك، لكن سورية ترد على هذه الاعتداءات.

وأشار المقداد إلى زيارة رئيس وزراء كيان العدو نفتالي بينيت إلى موسكو، مبيناً أنها تثبت الطبيعة النازية للحكومة الإسرائيلية ودفاعها عن النازيين الجدد في أوكرانيا من خلال التوسط الذي حاول بينيت القيام به لدى القيادات المعنية سواء في موسكو أم كييف.

المقداد اعتبر أنه لا يمكن الحديث عن نصر مطلق في سورية خاصة بوجود الاحتلال الأميركي الذي مازال يجثم على الأراضي السورية، ويدعم المجموعات الانفصالية التي خانت الشعب السوري في الشمال الشرقي من البلاد والمستمرة بنهب ثروات السوريين من نفط وقمح، كما أن العدوان التركي يواصل دعم المجموعات الإرهابية، في انتهاك لميثاق الأمم المتحدة، لكن الجيش العربي السوري بفضل قيادة الرئيس الأسد والتفاف سورية خلف رئيسها وجيشها، ستتمكن من تحرير أراضيها والشعب السوري لن يرتاح حتى يحرر كل ذرة تراب من أرضه.

ولفت المقداد إلى أن الإرهاب دمر البنى التحتية والمنازل وقتل الأبرياء والأطفال، ونتيجة الدعم الذي قدمته الدول الغربية للإرهابيين استطاع الإرهاب تدمير الكثير من المنجزات التي حققها السوريون لكن سورية ستنتفض كالعنقاء لكي تعود وتبني من جديد.

المقداد شدد على أن سورية دافعت عن نفسها ووضعت حداً للتطلعات الإسرائيلية المعادية للأمة العربية، وهي لن تستسلم واستطاعت البقاء صامدة ولو ضمن الحد الأدنى من تأمين متطلبات الحياة للشعب السوري، رغم كل المعاناة وما يسمى الإجراءات الأحادية القسرية التي فرضها الغرب بالشراكة مع أدواتها في تركيا وغيرها، وهي صمدت ومقبلة على انتصار كبير ليس لها فقط، بل للأمة العربية بشكل خاص ولكل دول العالم بشكل عام، متسائلاً لنتصور لو أن سورية لم تنتصر كيف كانت الصورة الجيوبولتيكية في سورية والعالم، وكيف يمكن أن تكون عليه الأمور من خطر واجتياح غربي لكل دول العالم؟

واعتبر المقداد أن سورية لا تنظر إلى العمل العربي المشترك على أنه اجتماع لوزراء الخارجية العرب مرتين بالعام، والخروج بقرارات لا ينفذ منها شيء، بل على العكس يمكن أن تتحول في بعض الأحيان بعض مؤسسات العمل العربي المشترك إلى أدوات لتنفيذ المؤامرات الخارجية، مشيراً إلى أن هناك جهوداً كثيرة تبذل في مجال عودة سورية للجامعة العربية، وقال: «نحن حريصون ليس على العودة المادية بل على ترسيخ قيم بالعمل العربي».

ولفت المقداد إلى ما قام به الكونغرس الأميركي من إصدار بيان يطالب به الدول العربية بألا تعيد سورية للجامعة العربية، وما فعله اجتماع وزراء الخارجية الأوروبي قبل ثلاثة أسابيع والذين قالوا إن على الجامعة العربية ألا تسمح بعودة سورية، متسائلاً: «هل الجامعة العربية منظمة للولايات المتحدة، وهل هي منظمة للدول الأوروبية والاتحاد الأوروبي»، مبيناً أن التأثيرات الخارجية مازالت قائمة حيث تمارس الضغوط وعمليات الابتزاز.

وأضاف: «نحن نتطلع لوضع أسس جديدة للعمل العربي المشترك، والتطورات الأخيرة تقنعنا جميعاً لتوخي هذا السبيل لحل المشاكل العربية فيما بيننا، حتى نكون قادرين على تحقيق متطلبات الجماهير العربية»، كاشفاً أن الكثير من الدول العربية تدعم عودة سورية للجامعة العربية، وهناك تواصل مع هذه الدول العربية بشكل معلن أو غير معلن والأمة العربية لا يمكنها الاستغناء عن دور سورية وشعب سورية.

وشدد المقداد على أن روسيا وقفت إلى جانب الحق في الحرب الإرهابية على سورية، لأن روسيا وقفت ضد الإرهاب، وهذا طبيعي ولم نكن لنستغربه من بلد بحجم روسيا ومن قائد بحجم الرئيس فلاديمير بوتين الذي يعي حجم المؤامرات التي تحاك من قبل الغرب ضد روسيا والصين وضد الدول النامية في كل العالم، مؤكداً أن سورية وقفت إلى جانب روسيا لأن الغرب المتوحش لم يعد قادراً على ممارسة ضبط النفس، وهذا الغرب هو الذي دعم الإرهاب بمئات المليارات في سورية، وهو الذي دعم النظام التركي من أجل القيام بعملياته في سورية والقوات الأميركية موجودة مع التحالف الدولي من معظم الدول الغربية وتقاتل السوريين، وتسعى للنيل من وحدة أرضهم خلافاً لميثاق الأمم المتحدة ومبدأ توافق عليه العالم وهو الحفاظ على وحدة وسيادة سورية، مؤكداً أن هذا الغرب لم يعد لديه السلاح الأخلاقي للتدخل في أي جزء من العالم.

ولفت المقداد إلى ما يجري في أوكرانيا مبيناً بأن روسيا قامت بمبادرات منذ ما يزيد على عشر سنوات لحل مشاكلها مع أوكرانيا، إلا أن الغرب كان يشجع أوكرانيا على الانتماء للناتو وإلى معاداة روسيا ودعم النازية، مشيراً إلى أن روسيا أعلنت أنها لن تحتل أوكرانيا وهي مع الحل السلمي بعد تلبية المطالب الأساسية التي ناضلت من أجلها طوال السنوات الماضية.

المقداد وفي معرض إجابته عن تساؤل حول تجنيد مرتزقة سوريين للقتال في أوكرانيا، أكد أن هذا الأمر غير مستغرب، والجيش الأميركي يقوم بعمليات سياحية للإرهابيين والقتلة سواء من خلال تدريبهم في مخيم الركبان، وهناك معلومات موثقة بذلك، أو من خلال سحب الإرهابيين وتوجيههم إلى أفغانستان، حيث قاموا بعمليات إرهابية ضد أفغانستان وباكستان خلال المرحلة الماضية، أو كما يفعل اليوم من خلال تجنيدهم للذهاب إلى أوكرانيا والقتال إلى جانب النازيين الجدد فيها، مؤكداً أن عمليات التجنيد يراها العالم كله، وتعلنه الصحافة الأميركية، وهذه ليست أسراراً وربما تعلن الإدارة الأميركية عن ذلك قريباً.

المقداد أكد أن سورية لا تعتقد بأن موسكو تحتاج للجيش العربي السوري في عملياتها العسكرية في أوكرانيا، وخاصة أن لديها قوات برية وبحرية وجوية على الأراضي السورية، وقال: «نحن واثقون من أن روسيا دولة كبرى وهي حسبت لكل شيء حساباً، ونحن واثقون من أن روسيا ستحقق أهدافها في أوكرانيا بشكل كامل، ولكن نطالب الدول الأخرى بعدم التدخل عبر إرسال المرتزقة وهم اليوم بعشرات الآلاف»، وأضاف: «نحن لا نخاف على روسيا وواثقون بأنها ستخرج منتصرة من هذه العملية العسكرية في أوكرانيا».

وأعاد المقداد التأكيد على ضرورة أن تقوم الدول العربية بتصحيح العلاقات العربية – العربية، وزج كل الجهد العربي لمواجهة تحديات التنمية والاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة.

المقداد وصف المقاومة اللبنانية بأنها الأحب والأغلى والأعز على قلوب كل السوريين، كما وصف إيران بالصديق الوفي لسورية، معبراً عن أمله بأن يتم تصحيح العلاقات العربية – الإيرانية خلال الفترة القصيرة القادمة، لأن ذلك يخدم الدول العربية والمنطقة بشكل عام، وقال: «نرحب بالعلاقات التي نشأت بين سورية وإيران واستمرت كعلاقات إستراتيجية، لكننا لا يمكن أن نرتاح إلا عندما تتحقق علاقات إيرانية – عربية حقيقية، فإيران ليست عدواً للأمة العربية، وهي تريد أن تكون جزءاً لا يتجزأ من العمل العربي والإسلامي في مواجهة التحديات المشتركة، وسنكون سعداء جداً بنجاح المباحثات التي بدأت مؤخراً بين إيران وبعض الدول العربية بما في ذلك السعودية والإمارات وآخرين، لكي نقوم بتحديد أولوياتنا بشكل طبيعي ونقول للعالم: إن عدونا هو من يحتل الأرض وهو من يتحدى الدول العربية أنظمة وشعوباً».

وأكد المقداد أنه لا يوجد أي خلاف روسي – إيراني في سورية، وكل دولة تتصرف في إطار منظور خاص من منطلق قربها من المنطقة وتعاملها مع المشاكل التي تمر بها هذه المنطقة.

وختم المقداد مقابلته مع «الميادين» بالقول: «خرجت من هذه الحرب على سورية بنتيجة أننا منتصرون وأننا مستعدون للتضحية بكل شيء بما في ذلك العائلة من أجل سورية والعروبة».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن