ثقافة وفن

الأدب والمرأة

| منال محمد يوسف

في عيد المرأة نكتبُ عن علاقة «عشتار الحبِّ والجمال مع الأدب» وكيف يسمو إذ كُتبَ بأقلامٍ أنثويّة تعرف كيف تترجم الجمال الخلاّق وتُسطّره بين الصفحات، فالمرأة قد تمتثل أيقونة الجمال المثلى وقد تُمثل وتصيغُ الكثير من جماليته العظمى.

وقد تسمو حقيقة الأدب إذا ما كُتبَ «بأقلامٍ أنثويّة» تُمثّل الكثير من روح الجمال بكل مقوّماته ومكوّناته.

قد تسمو بما تنجز وبما تُسطر من منجزات تُسجل في سجل التاريخ وهذا ما يجعلنا نذكر دور المرأة خلال الأزمة السوريّة، فقد رأيناها على جميع الجبهات تُسجل أروع الملاحم وتخط بصمات خالدة لا تُنسى، وتكتبُ بمحبرتها خير ما يمكن أن يُكتبُ بالفعل.

وكيف يُكتبُ الأدب بمحبرة «المرأة السوريّة»، المرأة التي عشقتْ حروفها وأشعاره فنفخت فيه من روحها «نفخت من روح جمالها العظيم» فجعلته أيقونة من الجمال، جعلته يتمتع بتلك العبقريّة الأنثويّة التي تتجلّى بأبهى صورها التي تختصر الكثير من جماليّة الأشياء، وتجعلها مُصاغة «بأقلامٍ أنثويّة» قد تترك بصمتها الفريدة في عوالم الأدب فنراها الشاعرة بنت الأرض تصيغ قوافي عشقها للوجود وتُلوّن قزحيته بسموّ حروفها الشغوفة، ونراها تلك «الروائية» التي تستحضر وتكتبُ أروع المآثر الخالدة إلى حلبة فروسيتها ودوحها الأدبيّ.

وهذا ما يجعلنا نستقرئ «علاقة المرأة بالأدب» وكيف منحته الكثير من الجمال، منحته الكثير من روحها، من روح الإبداع، وعملتْ على بلورة دساتير مُصاغة بالوجد الإنسانيّ، دساتير قد أبدعتْ المرأة في بلورة صورها والتوصيفات التابعة لها.

وقد نقرأ «المرأة» عبر التاريخ الأدبيّ القديم والمعاصر على حدٍّ سواء ونراها قد تركت بصمات خالدة ليس في عوالم الأدب فحسب.

وإنما نرى حضورها المميز يبرز على كل الجبهات تظهر وكأنّها تختصر صوراً براقة من «صور الريادة الأنثويّة»، فنراها تختصرُ صور الكفاح والتميز ولا تكتفي بأن تُطلق الكثير من سفنها في بحرٍ مُتعدّد الاتجاهات وإنما نراها تُريدُ الزبد والمحار في آن معاً.

فنرى الكثير من الحضور الأنثويّ الطاغي، الحضور الذي يزدهي بحضور المرأة وأرشفة تاريخها النضالي من خلال «عروة القلم ومحبرة السلاح» محبرة الشيء المقدّس الذي كتبتْ من خلاله، فكان الأدب هو ذاك الجمال الحقيقيّ الذي أطلقتْ شعلته «عشتار» وأطلقت الكثير من سفنها في بحر الأدب وكان لها الكثير من ذلك الارتجاء المنتظر، فنرى محبرتها وقد أبدعتْ في تصوير «الشيء والشّجن الإنسانيّ».

وقد نرى المرأة كيف تنثر قمحها المعطاء في حقول الأدب؟

وكيف تزرع أنجمها المضاءة في دوحه الأهم؟

وكيف تقرن كلمتها بكلمة الأدب وتُضيف إلى عوالمه الكثير والكثير، وتُضيف ذاك الشيء الجماليّ بما تكتبُ وتنجزُ وبما يجعلها تُضيف «نور» المضاف وجماله الحقيقي إلى حيث يجب أن يكون الأدب وبعض مجلداته التي تروي لنا قصة المرأة مع الأدب وكيف أصبحت العلاقة بينهما هي علاقة الجمال مع من يبتدعُ الجمال حقاً؟

وهكذا نرى المرأة وقد نجحت في تجسيد «صورة عشتار الجمال» وتُودعُ كل ما لديها في نحت هذه الصورة وجعلها أكثر عظمةً، كما كانت وستبقى على مرّ التاريخ والزمان.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن